أكد فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية- أن الأزهر الشريف هو المرجعية الأولي والوحيدة في مصر، وأن علماءه هم خط الدفاع الأول عن الثوابت والمبادئ الإسلامية، وحفظها من أي دسائس أو محاولات لطمسها، وأنهم كما استطاعوا عبر القرون- قادرون علي الحفاظ علي الهوية الإسلامية ومنهجها الوسطي المعتدل البعيد عن أي تشدد أو تطرف، ليس في مصر فقط بل وفي العالم الإسلامي؛ وذلك لقدرتهم علي إدراك الحياة والواقع المعيش بما يخدم الدين الإسلامي والدولة والمواطنين، ويخدم مستقبل الأمة كلها. جاء ذلك خلال استقباله للسيد رالف كينج- سفير أستراليا بالقاهرة الأحد والوفد المرافق له؛ لتقديم التهنئة لفضيلته وكل علماء دار الإفتاء المصرية بحلول شهر رمضان الكريم، ولبحث سبل التعاون والتنسيق العلمي والفقهي بين الباحثين بالدار والمراكز الإسلامية بمختلف المدن الأسترالية. وطالب فضيلة المفتي الجالية الإسلامية الأسترالية بالحرص الشديد ومراعاة أن تحتوي المناهج الدراسية في مدارسهم، وخاصة التربية الإسلامية، ومعاهد إعداد الدعاة والخطباء والمفتين علي ما يدعم تكوين إنسان مسلم قادر علي إدراك التنوع البشري وضرورته، ويحترم المخالفين له في العقيدة أو اللون أو اللغة أو الجنس، ويؤمن بأن البشر جميعًا إما أخ في العقيدة أو نظير في الخلق له حرمة وقدسية إنسانية، فرضها الله سبحانه وتعالي لكل نفس بشرية مؤمنة كانت أم غير مؤمنة. وأوضح فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية بما لها من التزام تجاه جميع المسلمين والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية علي أتم استعداد لتقديم كافة سبل الدعم الفقهي والعلمي والبحثي لخدمة التواصل والتكامل والمشاركة مع مسلمي أستراليا في أي وقت، بالإضافة إلي تلبية احتياجات طالبي الفتوي وتدريب الكوادر المسلمة هناك علي مجالات ومهارات الإفتاء المختلفة. ومن جانبه أعرب السفير الأسترالي والوفد المرافق له عن تقديرهم للدور العالمي الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية؛ لإعلاء دور المسلمين الحضاري والإنساني.