انطلق في القاهرة، الاثنين، مؤتمر المعارضة السورية، برعاية جامعة الدول العربية، والذي يهدف لتوحيد صفوف ومواقف المعارضة والخروج برؤية مشتركة، وذلك بعد يومين من اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من العراق 'رئاسة القمة العربية'، وقطر 'رئاسة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا'، والكويت 'رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة الوزاري' ومصر بصفتها الدولة المضيفة للمؤتمر، وتركيا، وفرنسا، وتونسي علاوة علي نائب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه لا يمكن مقارنة العمليات التي تقوم بها القوات الحكومية التابعة للنظام السوري، بعمليات المقاومة السورية التي تسعي للدفاع عن المدنيين العزل، وأن النظام السوري اتبع الحل العسكري في مواجهة المدنيين. وقال العربي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر توحيد المعارضة الذي بدأ صباح اليوم في القاهرة، إن مسئولية الحفاظ علي الأمن في سوريا تقع علي عاتق الحكومة السورية، لأنها تمتلك الآليات لذلك، فما يحدث في سوريا من عمليات قتل من جانب قوات النظام والشبيحة التابعين له لا يمكن السكوت عليه. وجدد العربي، تأكيده علي أن النظام السوري لم يلتزم بأي مبادرة تقدمت بها الجامعة العربية والتي كانت تهدف لوقف عمليات القتل والقصف بحق المدنيين، مضيفا أن النظام السوري ماطل في الالتزام بكل ما تعهد به ووقع عليه من مبادرات عربية ودولية. ولفت، إلي أنه من الضروري أن تتنهز المعارضة السورية هذه الأجواء وهذا الإصرار لتوحيد صفوفها والاتفاق علي آلية مشتركة للتعامل ضمنها في إطار دولي بهدف الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وقال، إن تضحيات الشعب السوري ودماءه أغلي وأسمي من أي مصالح ضيقة. وتابع في حديثه لوفود المعارضة من غير المقبول أن تضيعوا هذه الفرصة وأن تعطوا المشككين في المعارضة فرصة أخري للحديث عن اختلافكم، فالجامعة العربية حريصة كل الحرص علي حل حقن دماء الشعب السوري ووحدة أراضيه. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الحضور للوقوف دقيقة صمت علي أرواح الشهداء الذين قضوا في العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام السوري. وأكد بأن الجامعة العربية ملتزمة بالسعي لإنجاح خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك لسوريا، كوفي عنان، ذات النقاط الست، مشيرا إلي أن الجامعة والمجموعة الدولية لايمكنهما التغاضي عن الجرائم الخطيرة التي ترتكب بحق الشعب السوري، وعلي الحكومة السورية مسؤولية حماية الشعب لا قتله. ومن جانبه قارن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في كلمته، بوضع المعارضة السورية وما واجهته نظيرتها العراقية في التصدي للنظام السابق: نعرف من تجربتنا في العراق ماذا يعني التصدي لأنظمة القمع والشمولية." وتابع:"لم نكن مع النظام ضد المعارضة لكن نقول أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره بنفسه وبإرادته الحرة".واستطرد: "نحن لسنا أوصياء علي السوريين ولكننا سنبذل كل الجهود من أجل تحول ديمقراطي للسلطة في سوريا." وبدوره، أوضح وزير الخارجية التركي في كلمته: "ما تمر به سوريا اليوم هو نتيجة انتقام نظام قمعي من شعب خرج يعبر عن آماله وإرادته... معاناة الشعب السوري لن تنتهي من غير مرحلة انتقالية تستجيب لمطالبهم." وأشار وزير الخارجية التركي إلي أعداد اللاجئين السوريين في بلاده، والتي فاقت 38 ألف شخص: "سنشارك اللاجئين السوريين طعامنا حتي لو بلغت أعدادهم مئات الآلاف. ويأتي انعقاد مؤتمر المعارضة السورية تتويجاً لجهود اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة السورية التي انبثقت عن اللقاء التشاوري لأطراف المعارضة السورية في أسطنبول، كما يأتي بعد يومين من اجتماع جنيف حول سوريا.