أكد وزير الكهرباء والطاقة الدكتور محمد شاكر، أن زيارته الحالية للسودان تأتى بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى، لبحث الربط الكهربى معها على مستوى قدرات 220 ألف فولت. وقال شاكر - فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بالخرطوم، عقب عقده جلسة مباحثات مع وزير الموارد المائية والرى والكهرباء السودانى الدكتور معتز موسى، اليوم، بحضور سفير مصر بالسودان أسامة شلتوت - إنه بحث مع الجانب السودانى بعض الدراسات المبدئية للربط الكهربى بين البلدين ووضع أسس التحرك فى المستقبل القريب. وأضاف أنه فى غضون الفترة القريبة المقبلة سوف يتوجه إلى السودان وفد فنى من قطاع الكهرباء فى مصر من الشركة القابضة والشركات التابعة وخاصة شركة نقل الكهرباء بهدف تحويل المباحثات وخطة التعاون إلى واقع حقيقى، منوها بأن عملية التطوير فى مصر تتحرك بسرعة كبيرة جدا وسيكون التحرك بنفس السرعة فى التعاون مع السودان وتحسين منظومة الطاقة الكهربية. وقال شاكر، "أدخلنا مجموعة من المشروعات الكبيرة فى مصر، فخلال الثلاث سنوات السابقة وحتى يوليو المقبل سيصل مقدار ما تم إضافته للشبكة إلى نحو 25 ألف ميجاوات، وأصبح لدينا احتياطى مناسب يتناسب مع الأرقام العالمية حيث نحاول الوصول بمستوى الخدمة إلى العالمية، وفى مجال إنتاج الطاقة وصلنا لتطور كبير جدا ومازلنا نعمل فى مصر فى الوقت الحالى على رفع مستوى الخدمة مجال نقل وتوزيع الطاقة الكهربية". وأضاف أننا فى مصر جاهزون تماما من ناحية قدرتنا على إعطاء أو بيع أو تبادل الكهرباء مع الدول المجاورة مدللا على ذلك بالمباحثات النهائية لترسية الأعمال لخط ربط بين مصر والسعودية يتعامل فى 3 آلاف ميجاوات وأن لدينا حاليا خط ربط مع الأردن قدرته القصوى نحو 450 ميجاوات ويتم حاليا التباحث مبدئيا حول كيفية رفع هذه القدرات إلى 2000 أو 3 آلاف ميجاوات لأنه خط يمكن من خلاله ربط الأردن ثم لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الدول، مضيفا "نريد أن تكون مصر مركزا أساسيا لتداول الطاقة الكهربائية فى المنطقة بالكامل". وأشار شاكر، إلى أن الطاقات الكهربائية الموجودة فى أفريقيا هائلة خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة، ويمكن أن تكون مصر منفذا لها إلى أوروبا من خلال استخدام الشبكات لنقلها مقابل رسوم تمرير الطاقة الكهربائية، مضيفًا "إن كل هذا يحسن المنظومة لدينا ويرفع كفاءتها ويجعل شبكاتنا قوية جدا، وهذا يمكننا من إدخال طاقات جديدة ومتجددة بصورة كبيرة، لأنه كلما كانت شبكتنا قوية، استطعنا الاعتماد على هذا النوع من الطاقات بصورة أكبر". وحول التعاون مع السودان فى الطاقة المتجددة، قال وزير الكهرباء، "لدينا شبكة موحدة تصب فيها كل الطاقات المولدة سواء حرارية أو مائية أو شمسية أو طاقة من الرياح، والسودان يسعى بالتأكيد لأن تكون شبكته قوية، والقوة تأتى بالتكامل بين الأطراف وبعضها ، فكلما تكاملت الدول المحيطة مع بعضها فى الربط الكهربى كلما كان هناك قدرة أكبر على توليد طاقات جديدة". وأضاف "السودان بها سطوع شمسى كبير جدا ومرشحة بشكل كبير جدا لتوليد الطاقة الكهربية من الطاقة الشمسية، وبالتالى نستطيع فى مصر أن نكون طريقا لنقل هذه الطاقة لدول أخرى سواء فى أوروبا أو غيرها". وحول التعاون فى بناء محطة نووية لتوليد الطاقة فى السودان، قال شاكر، "نحن فى مصر لدينا سبق فى هذا الأمر خاصة فى تلك المرحلة، وبدأنا عمل التصميمات ولدينا علماء يملكون قدرات عالية فى هذا الشأن، وأن نتبادل المشورة بين كافة الأطراف سيكون شيئا جيدا، وكلما كنا متواجدين فى مجتمع به نوع من التعاون والترابط، يتم نقل الخبرة وتلقى الخبرات الأخرى". وأشار شاكر، إلى أنه يجرى الوقت الحالى عمل دراسة جدوى مع قبرص لعمل ربط كهربى عبر البحر المتوسط بكابل بحرى يستطيع التعامل حتى 3 آلاف ميجاوات، قائلا "إن التعاون فى مجال الكهرباء متعدد الوسائل إما بتوليد الطاقة أو استخدام الشبكة لنقلها لدول أخرى". وفى سياق متصل، قام وزير الكهرباء والطاقة يرافقه نظيره السودانى، بزيارة تفقدية لمركز التحكم الرئيسى لشبكة الكهرباء بالسودان، ثم عقد لقاء مع مهندسى الشركة القابضة للكهرباء بالسودان، واستعرض شاكر، خلال اللقاء، الأوضاع الكهربية فى مصر ماذا كانت وكيف تحولت، موضحا أن التعاون بين البلدين لا يعتمد فقط على الربط، وقال "لدينا فى مصر حاليا خبرات كبيرة جدا فى عملية تحسين كفاءة الشبكات، ليس لدينا أية مشكلة فى تبادل هذه المعلومات بين الجانبين".