الكذب من أخس الصفات، بل هو النفاق بعينه، وفي الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'إن الصدق يهدي الي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق حتي يكون صديقا وإن الكذب يهدي الي الفجور وإن الفجور يهدي الي النار وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذابا'.. وكانت الامم السابقة تبغض الكذب وتنبذه.. بل كانت تصل عقوبته الي القتل تعظيما لجرمه.. ورغم أن الاسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق إلا أننا مازلنا نجد من يكذبون ولا يتحرون الصدق في أقوالهم ولا أفعالهم.. وعن صفوان بن سليم أنه قال: قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم 'أيكون المؤمن جبانا فقال: نعم.. فقيل أيكون المؤمن بخيلا فقال: نعم.. فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال: لا'. فالمؤمن الحق يجب أن يكون صادقا في أقواله وأفعاله واضحًا وغير مخادع.. وقال علي بن أبي طالب: ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا.. إن الكذوب لبئس خلا يصحب. والكبرياء لله وحده.. فيجب ألا نجاوز قدر أنفسنا بالغرور والكبرياء.. وألا نغفل حقيقتنا.. وألا نحلق فوق شعب مصر بغيا وعتوا.. وألا نكون كما يقول رسول الله محمد عليه السلام: 'لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتي يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم'.. علي غير ما أكدته جماعة الاخوان المسلمين وحزبهم السياسي 'الحرية والعدالة' أنهم لن يتقدموا لمعركة الرئاسة علي الاقل في هذه الدورة لمصلحة مصر وشعب مصر وحرصا علي رسو سفينة مصر الي بر الامان في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.. وصدقهم الناس وأنا منهم الي أن طفت علي السطح المصالح الضيقة، وضلت مسيرتهم الطريق في تشكيل لجنة إعداد الدستور، وحنثوا بعهدهم ففوجئنا بإعلانهم التراجع ودخول مارثون سباق الرئاسة.. وليس لي تعليق إلا ما أعلنه الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الرسمي السابق باسم جماعة الاخوان المسلمين في الغرب - والذي قدم استقالته من الجماعة علي الهواء مباشرة في لقائه مع مني الشاذلي في برنامج العاشرة مساء بقناة دريم الفضائية حيث قال: 'مش ممكن أقعد مع الإخوان بعد اليوم بسبب كذبهم لأني لم أعهد عليهم الكذب أو أن يصبحوا أصحاب سلطة في غير موضعها'. وأكد أن طريقة الجماعة الحالية لا تختلف عن طريقة الحزب الوطني المنحل، وأنهم تناسوا مقولة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين 'لو وجدنا في الأمة من يقوم بالعبء نكون له جنودًا'. وأضاف الهلباوي: أن جماعة الإخوان أصبحت تعاني تخبطًا وترددًا كبيرًا لم يعهده في قيادة الإخوان سابقا حتي عندما كانوا في السجون والمعتقلات وأنه حزين لما وصلت إليه قيادة الإخوان ومشفق علي شبابها. وختم القيادي الإخواني المستقيل قائلا إن رصيد الإخوان يهبط حاليا وطريقة الجماعة أصبحت هي الضغط علي معارضيها لتغيير آرائهم وهذا لن يشكل مستقبلا جيدا للجماعة التي من المفترض أن تبقي بميدان التحرير حتي تتحق أهداف ثورة 25 يناير. باختصار شديد المعركة الدائرة الان هي معركة وهمية في شد الحبل بين جميع القوي الهدف منها هو استعراض مكذوب للقوة والخاسر الاكبر هو مصر الدولة وشعبها الطيب الغلبان الذي عاني الامرين في ظل النظام السابق الفاسد المستبد ومازال يعاني الامرين في ظل صراع تحكمه المصالح الحزبية الضيقة.. أدعو الله عز وجل ألا يؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا.. أمين.