نبه الدكتور محمد البسطويسي الباحث الجيولوجي بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء إلي أن نتائج الدراسات التي أجرتها الهيئة خلصت إلي أن ما ستفقده مصر من حصتها في مياه النيل نتيجة لبناء سد النهضة "الألفية" الإثيوبي يقدر بنحو 5ر5 مليار متر مكعب سنويا, ويعتمد ذلك علي المدة التي سيستغرقها إنشاء السد. وقال البسطويسي- في تصريحات له إن هذا الاستنتاج جاء بناء علي استخدام صور الأقمار الصناعية في تحديد موقع سد النهضة "الألفية", وتحليلات نماذج الارتفاعات الرقمية التي أوضحت أن أقصي ارتفاع لسد يمكن إنشاؤه بهذه المنطقة يبلغ 97 مترا, وذلك لأن مجري نهر النيل الأزرق في هذه المنطقة محصور بجوانب صخرية مرتفعة 'أخدود' لا يزيد ارتفاعها علي 100 متر ولا يمكن إنشاء سد بارتفاع أعلي من ذلك لامتداد الهضبة بطريقة شبه مستوية علي جانبي الأخدود النهري لمساحات كبيرة جدا. وأوضح البسطويسي أنه نتيجة استواء سطح الهضبة لا تستطيع إثيوبيا بناء سد علي ارتفاع أعلي من ذلك "أي أعلي من سطح الهضبة نفسها", ويجب في هذه الحالة أن يمتد السد لمسافات أفقية كبيرة جدا حتي يتقابل مع نقاط طبوغرافية أعلي مما يجعل الأمر مستحيلا, نظرا لطبيعة المنطقة, ولذلك يجب أن يكون يصل السد بين نقاط أقل منه في الارتفاع وإلا سيتسرب الماء من جوانبه. ولفت الباحث إلي أنه بمجرد امتلاء البحيرة أمام سد الألفية والمحتمل أن تبلغ مساحتها 745 كيلومترا مربعا سوف يستمر سريان المياه إلي مجري النهر, كما كان قبل إنشاء السد. وكان وزير الري الدكتور هشام قنديل , قد أجري مباحثات في إثيوبيا مع نظيريه السوداني المهندس حمد سيف, والإثيوبي المايهو تجنو, حول تقييم السد الإثيوبي علي أساس المنفعة المشتركة لكل الأطراف وتقليل الآثار السلبية علي مصر والسودان, وأسفرت المباحثات عن الاتفاق علي تشكيل لجنة دولية وتحديد خبرائها تتولي مهمة تقييم مشروع بناء سد الألفية ودوره في حل مشكلة المياه بدول حوض النيل وذلك علي أساس المنفعة المشتركة لكل الاطراف والتمتع بالتساوي بالموارد المائية لكل الدول. وتشير الدراسات الي ان سد النهضة "الألفية" أحد أربعة سدود كبري ينوي الجانب الإثيوبي إقامتها علي النيل الأزرق وهي سد "كارادوني" وسد "وبكيوابو", وسد "مندايا", والسعة التخزينية لسد الألفية تصل الي أكثر من 60 مليار متر مكعب وبارتفاع يصل الي 150 متر وقدرة علي توليد كهربية تزيد عن 5000 ميجاوات طبقا لما ورد من الجانب الإثيوبي.