وسط حالة الفوضى التى تجتاح ارصفة الشوارع وبعد أن أصبحت مرتعا للباعة الجائلين فى كافة السلع بدءًا بالملابس والاحذية ومرورا بالاجهزة المنزلية والكتب وانتهاءً بالمأكولات التى أصبحت هى الاخرى تباع على الارصفة، خاصة فى الأماكن التى يتواجد بها هيئات ومصالح حكومية وتجمعات سكنية والبعض يقبل على شرائها فى غيبة الرقابة وهو ما يهدد بمخاطر صحية جسيمة على المواطنين لكونها لا تعترف بأى معايير صحية. بجوار مستشفى أبو الريش للاطفال يوجد تجمع للباعة فى كافة السلع تحدثت الينا أم صلاح وهى تبيع كافة انواع المحاشى من ورق عنب وكرنب وبذنجان وهو معبأ يدويًا على عربة خشبية وقالت إن الزبون يقبل على المنتجات لرخص أسعارها ولها زبائن يقومون بالشراء منها بصفة دائمة وجميع الأصناف لديها تكون على التسوية فقط والزبائن تعجبها بضاعتنا ولا يزعجنا إلا حملات البلدية. وبجوارها عربة خشبية أخرى بها جميع أنواع الخضار من البسلة والكوسة والجزر والبذنجان مقشرة ومجهزة للطهو كما لديه اطباق من الكبدة واللحوم المقطعة وعندما سألنا عن سبب الاقبال عليهم من المواطنين أجابت سهام على موظفة ان اسعارهم معقولة ولا تقارن بالسوبر ماركت وشراء الخضار مجهز يوفر الجهد ويساعد على تجهيز الطعام فى المنزل بسرعة بعد الشغل وهو ما اتفقت فيه معها احلام حسن موظفة أمن ممن سبق لهم التعامل وشراء المحاشى الجاهزة التى تحتاج لوقت فى عملها بالمنزل كما أن أسعارها رخيصة والطعم جيد وما يشجع على الشراء أن الكثير يقومون بالشراء كما ان المعروض شكله طازج. أما سمير عامر محامى وهو من أهالى المنطقة فيقول إنه يتعجب من شراء الناس لأطعمة لايعرفون أماكن تجهيزها ولا مدى نظافة الأدوات التى استخدمت فى تجهيزها ويضيف أن الاغلبية تعانى من الأزمة الاقتصادية والكل يبحث عن الاسعار الرخيصة ولكن أين الحكومة ودورها فى الرقابة؟ من جانبها أكدت دكتورة سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك المشكلة أن الاغذية المباعة على الارصفة ليست عليها رقابة من اى نوع سواء رقابه صحية او تسعيرة ولا اى حماية للمستهلك وتابعت الديب أنه لا يمكن منع بيع الماكولات فى الشوارع ولكن يجب ان يكون هناك شكل تنظيمى ليضمن صحة المنتج وكما يجب نشر الوعى للمواطن فلا يقبل ان يتناول طعامًا معدًا فى بيئة غير صحية او يعرض صحته للخطر ويجب من يقوم بشراء هذا الطعام أن تكون هناك شروط صحية وبيئيه ولا يجب ان يترك الموضوع لسلطة الاحياء والبلدية ولا نقبل أن نتنازل عن الشروط الصحية للغذاء بحجة رخص سعره فصحة المواطن المصرى أمن قومى. وفى السياق نفسه، قال دكتور خالد شوقى استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى إن الاغذية التى تباع على الارصفة لها قدرة كبيرة على نقل العديد من الامراض لأنها فى الأغلب تكون ملوثة بالبكتريا الضارة وهى سبب مباشر للنزلات المعوية والامراض الفيروسية ولا أعتقد أن هناك مكانًا يتعامل مع الغذاء البشرى بهذه العشوائيه فالاطعمة تحتاج إلى درجات حرارة خاصة للحفظ وإلا تعرضت للتلف وتكون بمثابة السموم للانسان وما ينتشر فى مصر من امراض فيروسية وكبديه يرجع بشكل كبير إلى اغفال أهمية التعامل الوقائى مع الامراض المعدية والحفاظ على جودة ما يتناوله المواطن.