بقدر الألم،الذي مزق نياط قلوبنا،علي شهداء الوطن،بقدر مافجر الحادث الأليم في"صحراء الواحات"أسئلة"حائرة"وألغاز"عميقة"حول الطريقة التي أديرت بها العملية الأمنية،والتي بلغت محصلتها،حتي اللحظة،ستة عشر شهيدا،وأحد المفقودين،وثلاثة عشر مصابا. معروف في مثل هذه العمليات،التي تتوغل فيها القوات في قلب الصحراء،أن دور القوات الجوية،والمواجهة بالطائرات،تشكل الحلقة الأقوي في مطاردة،وملاحقة أوكار الارهابيين،ومن هنا يبدو السؤال الأكثر خطورة في"عملية الواحات"،هو عن هذا الغياب لأية قوات،للإسناد الجوي،ماوضع القوات الأمنية،المهاجمة،في ضع مكشوف،وسهل الاصطياد،وهي تتوغل في مجاهل الصحراء!.
ومن المعروف كذلك،أن القوات المسلحة،وخاصة قواها الضاربة،في"الصاعقة"وغير ذلك من قوات الدعم والمساندة والاقتحام،هي الأكثر تدريبا علي التعامل في المناطق الصحراوية،ومن ثم فإن الاستعانة بتلك القوات في"حروب الصحراء"يشكل أمرا جوهريا،في أية مواجهات مع القوي المعادية،والارهابية.
ومايؤكد هذا القول،هو ماتعرضت له قوات الأمن،لدي ملاحقتها لمجموعات من الارهابيين في صحراء"أبوتشت"شمال"قنا"قبل بضعة أشهر،حيث تعرضت بعض من مدرعات،ومركبات الشرطه للتيه في دروب الصحراء،قبل أن يتم العثور عليها،بصعوبة بالغة،وخاصة بعد تحرك عناصر القوات المسلحة،من قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية،والتي قدمت كافة وسائل الدعم العسكري،للقوات الأمنية،في مواجهة عناصر الارهاب.
والسؤال هنا:هل ثمة تنسيق حدث بين قوات الأمن،وقوات الجيش؟..أم أن الأمور قد أديرت علي جانب واحد فقط؟..وإذا كان ذلك صحيحا،يبقي السؤال:لماذا؟..وماسبب هذا الغياب في التنسيق؟،والذي كان-حال حدوثه-سيخفف كثيرا من وقع"الصدمة"التي نعيشها بعد كل ماتعرضت له قواتنا الأمنية من خسائر"فادحة"!.
والأخطر،ووفقا لقراءة واقع الحال،انطلاقا من التخطيط للعملية،وانتهاء بالتنفيذ،أن ماجري،إستند إلي معلومات"محرفة"وغير صحيحة،حول طبيعة المهمة،وأماكن تمركز القوي المعادية،وامكاناتها التسليحية،وغير ذلك من أمور،وضعت قواتنا الأمنية،تحت رحمة القوي المعادية،والتي أمسكت بزمام المبادرة،وارتكبت جريمتها بحق رجال الشرطة،والمجموعات المصرية المهاجمة. وهنا يبدو السؤال:لماذا لم تخضع الجهات الأمنية،مالديها من معلومات،لمزيد من البحث،والفحص،للتأكد من صدقية مالديها من معلومات،قبل أن تبادر بالهجوم،الذي أفضي إلي نتائج"سلبية"للغاية.
لقد كان إفراز ماحدث في "صحراء الواحات"سلبيا،وأثار حالة غير مسبوقة في الشارع المصري،خاصة وأنه،وربما للمرة الأولي،تتعرض القوة المهاجمة،لمثل هذه الورطة،في تاريخ المواجهات،وهو أمر،يلقي بانعكاساته السلبية،علي الكثير من مجالات العمل في البلاد،وفي المقدمة منها،طبيعة المواجهة التي تخوضها قواتنا ضد عناصر الإرهاب،وهو مايستدعي البحث عن إجابات حاسمة،للأسئلة"المشروعة"التي نطرحها،وحتي نتمكن من فك"الألغاز"و"الطلاسم"التي أحاطت بتلك العملية،ونمنع تكرارها مرة أخري،تحت أي ظرف من الظروف،فالجرح غائر،والنزيف كبير،ولم يعد بإمكان الوطن،تحمل المزيد من"الألغاز"؟.