التونى الشيخ المنشد عبقرى مصرى فذ هو اوركسترا وحده طبقات صوته مدهشة لاحدود لها لم يحدد يوما أجره كان يترك ذلك لله تدعوه عندك فى حفل فينشد ثم تعطية المبلغ فى يده فلا يعد كم جنيها أعطيته له و تلاميذه ومحبوه لاحصر ولا عدد لهم من المغرب وحتى الخليج العربى صاحب المركز الثانى فى عدد الحاضرين حتى الان بعد كوكب الشرق السيدة أم كلثوم تستقبلة اعظم سيمفونيات اوروبا بجلبابه الصعيدى ومن المدهش أن تجده يغنى على فرق اجنبية لا تفهم ما يقول ومع ذلك يغنى من نفس المقام دون نشاز أبدا وهو الوحيد من بين كل دول العالم الذى حقق رقم معجزة واسطورة فى الغناء المتواصل تسع ساعات متصلة أسس مدرسة فى فن الموسيقى الروحية له محبون فى الغرب والشرق لايكرر ابيات الشعر التى ينشدها حبا فى الله فى أى حفل ولا أحد يعرف معنى هذا السر ولا هو شخصيا العالم صوت سماوى فريد متفرد بتردد وذبذبات صوفية مدهشة قائد موسيقى بالفطرة معجزة فعلا يغنى بالساعات دون توقف ولا يكرر بيتا واحدا فى يومين على التوالى اذا كنت قد حضرت حفلا للشيخ التوني, واسعدك زمانك, وجلست بجانبه تحاوره, فهناك سؤال واحد لا تسأله لمولانا الشيخ, وهو: من أنت؟ ومن أين؟ وما هى قصة حياتك؟ يرد الشيخ فى سطر واحد فليس مهما متى ولد وكيف عاش فقط ولايعرف نفسه تاريخ ميلاده لكنه يدرك معنى حياته فى مدح آل البيت النبوى . وكل حبايب السيدة زينب يعرفون انه فى بداية حياته جاء للسيدة زينب, أم العواجز, رئيسة الديوان واراد الانشاد أمام المسجد, فخرج له أحد المسئولين وقال له, يا ولد، انت مين يا ولد؟ فدخل التونى المقام وظل يبكى ويبكي, ثم عاد ليجيب منشدا, أو ينشد مجيبا: خضر العمايم وأنا نايم ندهوني.. المدد ياهل السما غيثونى . ثم صفق له كل حاضر فى رحاب السيدة زينب وصار نجم النجوم فى ايام معدودات وأصبح مشهورا وزار كل قرى ومدن ونجوع مصر وزار كل البلاد العربية والاسلامية ومعظم دول غرب أوروبا وأمريكا وفرنسا خصوصا وقال عنه د.عامر التونى المنشد العالمى: إن التونى هو مدرسة كبرى كلنا تعلمنا فيها وهو أسطورة فعلا. ولا يهتم اذن الشيخ التونى بقصة حياته, فهو يراها بلا قصة وان كانت لها قصة فهى بلا قيمة وان كانت لها قيمة فهى بحجم ما انشده لاغير, لدرجة انه لم يهتم بمكان ميلاده لا اليوم ولا حتى السنة فمريدوه ومحبوه بالملايين خارج مصر وفى قرى ونجوع البلاد وقرية الحواتكة ليست مجرد قرية من قرى الصعيد ناحية اسيوط , وانما هى مهد الانشاد الدينى وفن المديح النبوي, كان منها الشيخ محمد الشبيطي, والقبيصي, وغيرهما ممن سمعنا عنهم ولم نسمعهم للاسف, ومنها خرج الشيخ احمد التوني, وتلميذه الشيخ ياسين التهامي. تقع الحواتكة غرب النيل, وهناك فيض من نهر النيل الذى ينزل من السماء والغريب تواصل الشيخ مع الناس بطريقة عجيبة فقد يتصل به شخص كبير فى الدولة والشيخ يرد لا والله عندى اليوم مديح فى مكان تانى وقد يكون فعلا حفلا لرجل فقير أو طفل يتيم ثم يدرك الشيخ ببوصلة الروح اين يذهب وبالتحديد فمن يريد الشيخ للمديح والغناء بكلمة يستدعيه فورا بقدرة الله ان قال تردد: مدد مدد ياالله والتونى هو عم ياسين وخاله بالنسب, ففى قرى مصر كل أهالى القرية الواحدة اقارب بشكل أو بآخر. هو لا يتذكر من حياته أى شىء لايتكلم عن نفسه تماما السبحة لاتفارق يده ان تحدث يقول عشت طويلا, وعشت سنين انقضت وكأنها اكاذيب, وكأنها لم تكن, لكن المؤكد انه من مواليد العشرينيات, من القرن العشرين, فقد تخطى التسعين من العمر قبل الرحيل بعدة سنوات و ذاكرتة لاتحفظ سوى قصائد المدح فى الذات العليا فقط لاتستوعب شيئًا آخر حتى لو كان يخصه.