نقول دوما إننا دولة شابة وفتية، فالأرقام والاحصاءات تشير إلى أن 60% من الشعب المصرى من الشباب، تلك النسبة التى تعتبر قوة فاعلة ونشطة فى المجتمع من شأنها اذا أعدت بشكل سليم أن تدفع المجتمع نحو التطور والتقدم الذى نصبوا إليه. الشباب هو عمر التكوين الجسدى والعقلي، ولذلك فان كل الدول المتقدمة تهتم بتعليم وتدريب وتوفير الرعاية الصحية والترفيهية لشبابها، حتى تحميهم من خطر الوقوع فى الانحرافات، وتعد بهم عدتها للمستقبل، واذا نظرنا إلى مجتمعنا، فاننا نجد الكثير مما اصاب هذه القوة الفاعلة وخدش صلابتها ومتانة تكوينها الذى كان يعتمد عليه فى أوقات الازمات، وخاصة فى أوقات الحروب التى تعرضت لها مصر فى السنوات السابقة لانتصار اكتوبر 1973. كان الشباب فى سنوات سابقة يمتثل للقدوة، ويحذو حذو المجتهدين والناجحين، ويحاول تقليدهم، أما الان فقد تغيرت القيم، وسادت ثقافات غريبة على المجتمع، فالازياء التى يرتديها بعض الشباب وخاصة «البنطلونات المقطعة» والتى دفعت بعض رؤساء الجامعات إلى منعها داخل الحرم الجامعى، أصبحت قضية لافتة لنظر الجميع، أما السلوكيات التى تثير استهجان الكثيرين فحدث عنها ولاحرج، ولعل واقعة احتضان الشاب لفتاة ينوى خطبتها داخل الحرم الجامعي، كانت هى الاكثر تداولا وجدلا خلال الأيام القليلة الماضية. الظروف الاقتصادية لعبت دور كبيرا فى تفاقم مشكلات الشباب، فالعنوسة طالت معظم البيوت من شباب وفتيات، خاصة بعد ارتفاع تكاليف الزواج بشكل مبالغ فيه، يكاد تعجز عنه كثير من الاسر، ولذلك وصلت أرقام العنوسة إلى نسب مخيفة، وهى مشكلة اجتماعية خطيرة تهدد استقرار المجتمع. التعداد السكانى فاجأنا بنسبة المتزوجين تحت سن ال18عاما، وهى ظاهرة مقلقة، لأن هؤلاء فى الغالب لم ينضجوا بالشكل الكامل لتحمل مسئوليات الزواج، وهو ما يترتب عليه تزايد معدلات الطلاق، ناهيك عن أن عدد الارامل تحت سن ال35 عاما، وصلت هى الاخرى إلى نسب ومعدلات كبيرة، وكلها مشكلات اجتماعية تتطلب تدخلا فوريا وحاسما، تتضافر فيه كل الجهات المعنية. ظاهرة الجلوس على المقاهى والتزويغ من المدارس، كلها ظواهر تؤشر إلى وجود خلل فى التعامل مع الشباب، فرواد المقاهى فى الغالب من الشباب المتعطلين عن العمل، الذين لايجدون متنفسا لهم سوى البقاء لساعات طويلة، أسرى للتدخين واصدقاء السوء وتعاطى المخدرات، وهى ظاهرة لن تحل ما لم يتم خلق فرص عمل للشباب ودمجهم فى سوق العمل، أما التزويغ من المدارس فلن يتم القضاء عليه، بدون استيعاب الطلاب فى انشطة مدرسية، وجذبهم إلى المدرسة بشتى الطرق. فى هذا الملف ندق به ناقوس الخطر على مستقبل الشباب الذى يحتاج وقفة جادة، حتى نضع حدا للتدهور الحاد الذى انزلق إليه شبابنا... - لماذا يهرب التلاميذ من المدارس؟! - متخصصون: الطالب الجامعى تم حصره فى كتاب ومحاضرة ! - دراسة: اهتمامات الشباب المصرى تغيرت بعد ثورتى يناير ويونيو - من يحمى شباب مصر من حروب الجيل الرابع؟! - شباب المقاهى .. تزايدت أعدادها وتحولت لقتل الفراغ - "13 مليون" عانس فى مصر
