يطلق الاعلام المصرى والسودانى على السد الذى تشيده إثيوبيا على الحدود السودانية ويهدد بقاء مصر والسودان سد النهضة وهى تسمية تم اعتمادها وكأنها اعتراف مصرى سودانى بأن تدمير بلادنا وافناء شعوبنا هو النهضة بعينها وبالغ البعض فى بداية الإعلان عن السد وتدحرجوا خلف التسميات الإثيوبية «سد القرن» و«سد النهضة العظيم» إلى ان استقر على لسان مسئولينا وإعلامنا بإنه سد النهضة، وبعيدا عن الدخول فى تعريفات كثيرة للنهضة فإن ما استقر عليه هو أنها عملية نقل امة من حالة التخلف إلى الحداثة والاخذ باسباب الحضارة مع نقل تأثير ذلك الاشعاع إلى دول الجوار باعتبارها شريكة بالضرورة والحتمية فى تلك النهضة لان التاريخ لم ولن يعرف نهضة فردية ومنعزلة فى محيط متخلف، وبما ان زيادة انتاج إثيوبيا من الكهرباء لن يدخلها عصر النهضة لأن عصر انتاج الطاقة الكهرومائية قد انتهى وينتج العالم الان الطاقة البديلة كما ان هذه الزيادة المتواضعة والتى لن تؤثر كثيرا فى تقدم الاقتصاد الاثيوبى سوف تدمر الاقتصاد المصرى وتهدد بفناء شمال السودان فإننا لا يمكن ان نطلق على ذلك نهضة ولا يمكن ان نكون بلهاء إلى حد الخراف التى تحتفى بذبحها. السد إذن هو «سد إثيوبيا» لأنها وحدها سوف تتحمل الاثار المدمرة له على مصر والسودان، هكذا كتبت هنا مبكرًا مستخدمًا هذه التسمية لعل اعلامنا فى مصر والسودان يلتقط التسمية الحقيقية لان إثيوبيا تروج فى اوربا لسدها باعتباره صانعًا للنهضة فى المنطقة ولا يجب ولا يعقل أن نروِّج نحن لذلك وإثيوبيا حشدت شعبها حول التسمية والمعنى بقصد الحصول على اموال الشعب وتثبيت الأقلية الحاكمة من التيجرى فى مواجهة قبائل الاكثرية من الاورمو وغيرها باعتبار ان هذه الاقلية التى سرقت الحكم تصنع النهضة لبلادها. وإذا كان وزير الخارجية سامح شكرى قد أبدى انزعاجه الشديدمن تلكؤ إثيوبيا فى مساعدة المكاتب الاستشارية على إنجاز دراساتها الاستشارية أثناء نظيره الاثيوبى ورقنه جيبيوه على هامش مشاركتهما فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فان معظم المهتمين بالمياه لم ينزعجوا لأن هذه المكاتب أكذوبة ولا تلزم إثيوبيا بشىء، وهذا الأمر يتفق عليه العقلاء هنا وفى السودان، إثيوبيا تشترى الوقت لتفرض أمرًا واقعًا وبعيدًا عن تيار المبالغة فى السودان الذى يدق الطبول وينصب الافراح لما يراه شعاع ضوء يأتى بعيدًا دون ان يدرى أهو شعاع له أم لكتائب الأعداء، هذا التيار الذى يتحالف مع تيار المكايدة المريض الذى يصفق لكل ما هو ضد مصرحتى لو كان فيه فناؤه، يبقى السودان عامرًا بشعب واع ونخبة متيقظة لأكذوبة «سد إثيوبيا» الذى سيخرج السودان من ازماته وبتفق الجميع على أمام اننا اكبر عملية خداع إثيوبيا تساندها اوساط اوربية لافناء الشمال العربى فى السودان، وتهديد بقاء مصر اول شعب واول دولة واول حضارة في التاريخ.