- رفع حالة الطوارئ.. واللصوص يغتالون "خطط المواجهة" - "فواحش البناء المخالف".. كلمة السر ل"ضحايا السيول" بعد انكسار موجة الحر القاسية، التى انصهر معها أهالى الإسكندرية، وحلول «نسائم الشتاء»، يضع الإسكندرانية أيديهم على قلوبهم، خشية تكرار سيناريو الغرق الذى اجتاح عروس البحر، خلال مواسم الشتاء الأخيرة، وزادت نبرة التشاؤم فى أعقاب تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من هجوم محتمل لموجات السيول، وهطول الأمطار بغزارة أشد، وهبوب «نوات قاسية»، قد تضرب الشوارع بلا رحمة، وتغرق الميادين، وربما تتسبب فى انهيار عقارات قديمة، منتشرة بالأحياء العتيقة مثل محرم بك، وكوم الدكة، ورأس التين، ودربالة، والحضرة، والعصافرة، والمعمورة البلد. كرة الثلج التى دحرجتها سعاد الخولى وفى هذا العام بالتحديد، تتوحش المخاوف، ككرة من الثلج تتدحرج من أعلى الأفق، يخشى معها الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أن تنفجر بدرجة هائلة، ربما تطيحه من منصبه، كما أطاحت بالعديد من سابقيه، خاصة بعد تسلمه إثنين من أخطر الملفات «الصرف الصحى، الأبنية المخالفة»، التى كانت فى جعبة نائبه «سعاد الخولي»، التى تم القبض عليها مؤخرًا فى قضايا رشوة وفساد. وفى الأيام القليلة الماضية، بذل محافظ الإسكندرية، جهودًا واضحة، لمواجهة السيول المحتملة، كما وضع خطة للطوارئ استعدادًا لمواجهة الأمطار الغزيرة أو السيول، معلنًا عن إصلاح عدد كبير من شبكات الصرف، وتجهيز الأنفاق الحيوية، تحسبًا لوقوع مفاجآت غير سارة. سيناريو محاكاة مفاجأة الأمطار وقامت المحافظة، فى الساعات القليلة الماضية، بتنفيذ عدة نماذج «محاكاة مفاجأة الأمطار»، واختبار جاهزية الأنفاق الحيوية بالمدينة، مثل «نفق 45»، و«سيدى بشر»، و«المندرة»، و»محمد نجيب»، واختبار كفاءة الطلمبات بمحطات الرفع المختلفة على مستوى الإسكندرية، وضخ كميات كبيرة من المياه، للتأكد من كفاءة عملها على الوجه الأمثل لمواجهة أى تجمعات لمياه الأمطار أو أى سيول محتملة. وشدد المحافظ على جميع المسئولين، بضرورة مراجعة جميع المعدات اللازمة وسيارات شفط المياه، ومحطات الرفع والصرف الصحى على مستوى المحافطة وعمل الصيانة اللازمة لها، ومراجعة «شنايش» الأمطار وتطهيرها، ورفع كافة المخلفات الناتجة عن عمليات التطهير منعًا لانسدادها مرة أخرى، كما كلف رؤساء الأحياء بمراجعة مناسيب الطرق مع مديرية الطرق والنقل، لمنع وجود حفر تؤدى لتجمعات وتكدس للمياه بها، وقام بالتنسيق مع شركة الصرف الصحى وشركة نهضة مصر، بالاستمرار فى تجريف الشوارع ورفع القمامة بشكل دورى متلاحق، منعًا لتراكمها وتسببها فى انسداد «شنايش» وألزمهم بتقديم تقارير دورية عن سير العمل بذلك. وحدات طوارئ ومحطات رفع كما بدأت هيئة الصرف الصحى، رفع حالة الاستعداد، وتنفيذ الخطة العاجلة لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحى، وتطهير المطابق، وتطهير ورفع كفاءة بيارة المحطات والطلمبات، وأشار رئيس الهيئة إلى أنه تم حتى الآن تطهير 131 ألف شنيشة، خاصة فى البؤر الساخنة لتجمعات مياه الأمطار، فى شرق المعمورة، والكيلو «21» بالعجمى، وتوفير قطع الغيار اللازمة لعمل العمرات ل «27» وحدة بمحطات الرفع بالإسكندرية، وتدبير 34 وحدة طوارئ جديدة، وتوفير ما يلزم من مواسير ولوحات توزيع لصيانة المحطات الأخرى، كما تم إسناد عمليات الإحلال والتجديد للمنظومة الكهربائية لمحطات الطابية والمكس«1-2» بالإسكندرية للهيئة الهندسية للقوات المسلحة. شر البلية ولصوص الشنايش ولأن شر البلية ما يضحك، كشف حى الجمرك بالإسكندرية، أن هناك نوعًا جديدًا «موسميًا» من اللصوص، يسرقون أغطية الشنايش «بالوعات تصريف مياه الأمطار بالشوارع»، التى تم تجديدها حديثًًا بنطاق الحى بالتنسيق مع إدارة الصرف الصحى، وتمكنت كاميرات المراقبة من رصدهم حال قيامهم بالسرقة، وتحرر بذلك المحضر رقم 11180 جنح الجمرك. بداية رحلة المعاناة بدأت رحلة معاناة المحافظين، منذ سنوات، مع قسوة أمطار الإسكندرية، وغرق شوارعها، ومصرع العديد من مواطنى الإسكندرية، جراء تلك الأمطار العنيفة، التى تسببت فيها «النوات الشهيرة» التى تجتاح الثغر فى توقيتات متقاربة على مدار فصل الشتاء. وعلى الرغم تعليق «هانى المسيري»، المحافظ الأسبق، عقب تقديم استقالته بسبب عجز المحافظة عن مواجهة تلك الأمطار، وتصريحه بأن ما تتعرض له الإسكندرية، عبارة عن تقلبات جوية ولا دخل للإنسان فيها، وأن كل دول العالم تتعرض لهذه الموجات الطبيعية، ولا يمكن إلقاء اللوم على المسئولين بصورة كاملة، فإنه بات واضحًا أن أى محافظ يتقاعس عن مواجهة «نوبات غرق محافظته»، يكون مصيره الحتمى الإطاحة به من منصبه، أو على أقل تقدير، تقديم استقالته من منصبه حفظًا ل«ماء وجهه»، أمام الرأى العام. جيت سكى فى شوارع الثغر الطريف، أن مستخدمي موقع «فيس بوك» تداولوا عبر عدة صفحات سكندرية، فى وقت سابق، مقاطع «فيديو»، ل«جيت سكى» يستخدمه الأهالى للتنقل داخل شوارع ميامى والعصافرة الغارقة فى مياه الأمطار، مما ساهم بشكل كبير فى الإطاحة بالمحافظ الأسبق، اللواء طارق مهدى. ورغم تصريحات المسئولين بأن شبكة الصرف الصحى فى الإسكندرية لا تستوعب سوى مليون و300 ألف متر مكعب من المياه، في الوقت الذى تستقبل فيه 4 ملايين متر مكعب، فإن عمليات الإحلال والتجديد، تجرى على قدم وساق، فى محاولة ل«صد عدوان السيول» المتوقعة، فى ظل تنامى ظاهرة البناء المخالف بالإسكندرية، فى أعقاب أحداث يناير 2011، وغياب القبضة الأمنية، مما أثر على البنية التحتية للصرف الصحى، بشكل مخيف، لا يمكن أن تردعه منظومة الشبكات المتهالكة. 9 محافظين فى 6 سنوات وشهدت الإسكندرية تغيير 9 محافظين عقب أحداث 2011، هم: عصام سالم، وأسامة الفولى، عطا عباس، ماهر بيبرس، طارق مهدى، هانى المسيرى، محمد عبد الظاهر، رضا فرحات، وأخيرًا محمد سلطان، والكل أجمع على خطورة كارثة المخالفات العقارية بالإسكندرية، التى تجاوزت «26» ألف عقار مخالف، وتأثيرها الفاحش على البنية التحتية. نوات عروس البحر جدير بالذكر، أن الإسكندرية تتعرض سنويًا لعدد من «النوات» شديدة الأمطار، أولها نوة «المكنسة» وهى «تكنس» البحر نتيجة التيارات البحرية الشديدة، التى تهب فى شهر نوفمبر، تليها «نوة قاسم»، التى تعد من أخطر وأشد النوات التى تجتاح عروس البحر فى شهر ديسمبر، وفى نفس الشهر، تشهد الإسكندرية، «نوة الفيضة الصغرى»، التى يفيض خلالها البحر، ويزداد ارتفاع أمواجه فيما يشبه «صرخات الغضب»، لتأتى «نوة عيد الميلاد»، التى تتميز بأنها شديدة الأمطار، ثم «نوة رأس السنة»، التى تهب على الثغر فى مطلع العام الجديد، وتهطل خلالها الأمطار بغزارة، ثم تهب «نوة الفيضة الكبرى»، ويزداد ارتفاع أمواج البحر فى غضون هبوبها، لتليها «نوة الغطاس»، فى نهايات شهر يناير، بينما تهب «نوة الكرم»، فى أواخر يناير، ومن المعروف أنها «كريمة» فى أمطارها!! فيما تعتبر «نوة الحسوم»، من أشد النوات التى تهب على الإسكندرية، فى مارس، ويصاحبها فى الغالب، برق ورعد شديدان وهطول أمطار بغزارة، وتختتم نوات الإسكندرية شديدة الأمطار، بما يسمى ب«نوة عوة»، التى قيل إن الرياح تعلو أصواتها فيما يشبه «عواء الذئاب».