ولد الفنان القدير فريد شوقي يوم 30 يوليو 1920 بحي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، بينما نشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة. وهذا الحي يتوسط عدة أحياء شعبية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937، وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم. أول أعماله الفنية كان فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946 مع يوسف وهبي، أمينة رزق وإخراج يوسف وهبي، ثم قدم فيلم "ملائكة في جهنم" عام 1947 من إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك. ومع بداية الخمسينات، بدأ يغير جلده نوعاَ ما ليقدم شكلاَ آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولي من مسيرته في أفلام مثل "قلبي دليلي" عام 1947 إخراج أنور وجدي، "اللعب بالنار" عام 1948 للمخرج عمر جميعي، فيلم "القاتل" عام 1948 إخراج حسين صدقي، "غزل البنات" عام 1949 إخراج أنور وجدي، وغيرها من الأفلام التي أدى فيها أدوار صغيرة، كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه. بعد ذلك غير جلده تماماَ وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال ؟محمود المليجي، زكي رستم"، وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم "جعلوني مجرما" عام 1952 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولي للأحداث، وهو من تأليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ، وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب فيما بعد. هو أيضا مؤلف قصة، ومن أعماله في هذا المجال فيلم "جعلوني مجرما"، مشاركا في التأليف مع رمسيس نجيب والإخراج لعاطف سالم، "رصيف نمرة 5" عام 1956 لنيازي مصطفى، "الفتوة" عام 1957، "باب الحديد" عام 1958 للمخرج يوسف شاهين، "سوق السلاح" عام 1960، "عنتر بن شداد" عام 1961 لنيازي مصطفى، "بطل للنهاية" عام 1963 للمخرج حسام الدين مصطفى. استمر فريد شوقي، بطلا حتى وصل إلى مرحلة الكبر، فقدم أفلاما كان هو نجمها ومنها "رجب الوحش" عام 1985 لكمال صلاح الدين، "سعد اليتيم" عام 1985 للمخرج أشرف فهمي، "عشماوي" 1987 لعلاء محجوب، "قلب الليل" 1989 للمخرج عاطف الطيب، وكان آخر أعماله "الرجل الشرس" 1996 لياسين إسماعيل ياسين. قدم فريد شوقي ما يقرب من ال300 فيلم إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة، وسافر إلى تركيا بعد النكسة 1967 وقضي هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلما منها "عثمان الجبار، حسن الأناضول". تزوج خمس مرات الأولى من ممثلة هاوية، وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت تغار عليه كثيراً، الثانية من محامية أحبها كثيراً، وقال لها إن "لم تتزوجه سينتحر" ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبد الهادي وأنجب منها "منى"، ثم النجمة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الإنفصال وانجب منها "ناهد ومها"، وأخيراً السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها "عبير ورانيا"، لذلك لقب ب"أبو البنات". وقد عمل من أبنائه في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي. حصل على أكثر من 92 جائزة أبرزها وسام الفنون الذي سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر. توفي فريد شوقي في يوم الإثنين 27 يوليو 1998 عن عمر ناهز ال78 على إثر إلتهاب رئوي حاد دام لمدة حوالي عامين نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض.