"الفراولة" إعتدنا أن نرها أما في شكل عصير أو مربي أو بشكلها الطبيعي كنوع من أنواع الفاكهة المفيدة لصحة الإنسان ، و لكن و مع مرور الوقت و تطور أساليب بيع المخدرات و ظهور أنواع جديدة منها ، ظهرت "الفراولة" في ثوبها الجديد كأحد أنواع الأقراص المخدرة التي يتداولها الشباب و الرجال بمختلف أعمارهم و في بعض الأحيان تلجأ النساء لتعاطيها أيضا ، فمنذ وقت ليس بالقصير إنتشرت بعض الأقراص المخدرة "الفراولة" في شوارع و أحياء الإسكندرية سواء كانت تلك الأحياء راقية أو عشوائية ، حيث إنتشرت الأقراص بين المواطنين دون تفرقة بين غني و فقير "دي تول 200 مجم" أو " السيكوتال" أو كما يحب أن يطلق عليه المواطنون "برشام الفراولة" و الذي يستخدم لعلاج بعض الأمراض النفسيه و أطلق عليه تجار المخدرات هذا الأسم لكون لونه أحمر مثل لون فاكهة الفروالة ، و لهذا العقار العديد من الأثار السلبية علي صحة الإنسان في مقدمتها إصابة متعاطيه بالفشل الكلوي ، و تدمير الخلايا العصبية ، وهشاشة العظام ويعمل علي المدي البعيد علي أرتخاء العضو الزكري عند الرجل ، أضرار و مخاطر ذلك العقار دفعت الحكومة المصرية إلي تشديد الرقابة علي تداوله و وضعه ضمن قائمة الأدوية المحظور تداولها و التي ضمت عدد العقاقير الخطرة مثل 'الهالوثين زولدوكس - ريمورون - تراموندين - كونترمال - والكوديفان – الأبالتوسيفان - تريل - السيكوتال' ، و لكن مساعي الحكومة لم تنجح في تحقيق أهدافها بشكل كبير ، و خاصة و أن منع تداول هذا العقار داخل الصيدليات بدون روشتة ، أوسع المجال أمام تجار المخدرات لإدراجه ضمن قائمة "السموم" التي يروجونها بين شباب الثغر ، ليتراوح سعر شريط "الفراولة" 10 و 15 جنيها داخل بعض أحياء و مناطق الإسكندرية ، في حين أن ثمنه الحقيقي داخل الصيدليات لم يتجاوز العشرة جنيها للعبوة الكاملة "برشام الفراولة" لم يتوقف عند حد الشباب و الرجال البالغين فقط و لكنه إمتد إلي مدارس الإسكندرية ليهدد صحة و حياه النشئ ، حيث يباع هذا العقار أمام أبواب المدارس و بصورة علنيه دون رقيب أو حسيب سواء من مدرية أمن الإسكندرية أو مدرية التربية و التعليم بالإسكندرية ، أو حتي الإدارات الداخلية للمدارس و المتمثلة في مدير المدرسة و المدرسين و الذين أكتفوا بالوقوف في موقف المشاهد ، و هم يشاهدون إنهيار هؤلاء الطلبة أمام أعينهم ، دون أن يقدموا لهم النصيحة التي من الممكن أن تدفعهم للإقلاع عن هذا العقار المدمر ظاهرة بيع "الفراولة" أمام المدارس و داخلها لم ترصدها "الأسبوع" فحسب و لكن أكد ذلك أيضا تقرير سابق صادر عن المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية ، حذر من خلاله المجلس من خطورة إنتشار ظاهرة بيع برشام الفراولة لطلبة المدارس بالإسكندرية ، و طالب أعضائه بتشديد الرقابه علي جميع الصيدليات التي تقوم ببيع الأدويه المحظوره تدوالها إلا بروشته خاصه ، و الرقابه علي صناعات بير السلم والتي تقوم بجمع الادويه المنتهيه الصلاحيه بكافه انواعها ويتم تصنيع البرشام منها ، كما ناشد المجلس من خلال تقريره أولياء الأمور بزيادة الرقابة علي أبنائهم ، وسائل الإعلام بتنظيم حملات لتوعيه المواطنين بمخاطر و أضرار هذا العقار ، كما ناشد مدرية أمن الإسكندرية بأن تقوم بتشديد الرقابة الأمنية علي المدارس لمنع تجار المخدرات من التواجد بالقرب من المدارس ، و هذا ما لم حدث منذ صدور التقرير أي منذ ما يقرب من عام كامل و كون "برشام الفراولة" كغيرة من الأقراص المخدرة فأن أضراره و أثارة السلبية لم تتوقف عند حد الأضرار الصحية و البدنية فحسب بل لها أيضا بعض الأضرار الإجتماعية و الإقتصادية و النفسيه بحسب رأي المتخصصون ، و من أبرز الأثار الإقتصادية السلبية التي يعاني منها متعاطي ذلك العقار و غيرة من المخدرات أنه يعاني من الفقر و الحرمان حيث أنه يضطر إلي استقطاع جانب كبير من دخله لشراء المخدر ، وعليه تسوء أحواله المالية ، كما أن لمثل هذه العقاقير بعض الأضرار النفسيه منها خلل في إدراك الزمن ، و الصعوبة في النطق ، و خلل في الإدراك الحسي العام ، و اختلال في التفكير العام ، و التوتر النفسي والقلق المستمر ، بالإضافة إلي العصبية الزائدة والحساسية الشديدة ، و الشعور بعدم الاستقرار ، و إهمال النفس والمظهر ، و إن كان المدمن يضر نفسه بتعاطيه المخدرات فأنه يضر مجتعة أيضا ، خاصة و أن لهذه المخدرات أثارها الإجتماعية الضارة علي أفراد المجتمع المحيطين بالمدمن ، فالأضرار الإجتماعية التي تصيب المجتمع تتلخص في أن هذه العقاقير تعطي متعاطيها شجاعة و للامبالاه في إرتكاب الجرائم و الإضرار بالغير الأمر الذي يؤدي إلي زيادة معدلات الجريمة في المجتمع المصري و لكن و إن كانت هذه العقاقير بهذه الخطورة فما هو السبب الذي يدفع شاب في مقتبل العمر علي الدفع بنفسه إلي التهلكة و إلي هذا العالم المميت ؟ ، إجابة هذا السؤال وجدنها لدي "م.أ" و الذي يعمل سائق ، و من أبرز الأسباب التي دفعته إلي تعاطي ذلك المخدر هو رغبته في أن يظل أطول وقت ممكن في إنتباه دائم حتي يستطيع أن يكمل عمله ، و يؤكد علي أن نصف قرص من ذلك العقار من الممكن أن يدفع الفرد إلي السهر ليومين متواصلين ، كما أنه يساعد الرجل و الشاب أثناء جماعه مع زوجتة و يقلل من سرعة القزف لدي الرجال و عن أكثر المهن و الأوساط العمالية التي ينتشر فيها تعاطي ذلك المخدر يشير إلي أن البائعين و السائقين و رجال الأمن الخاص هم أكثر الفئات التي تستخدم هذا العقار خاصة و أن طبيعة عملهم تتطلب مزيد من المجهود و السهر ، هذا فضلا علي أن البائعين يتعاطونه لأنه يساعد الفرد علي الحديث مع الزبائن و عدم الملل و الإرهاق و عن الأثار السلبية التي يعاني منها متعاطي "الفراولة" يوضح أن من أهم سلبياته أن متعاطيه يزيد في الكمية شيئ فشيئ دون أن يشعر ، مشيرا إلي أنه علي المستوي الشخصي كان يتعاطي نصف قرص يوميا و مع مرور الوقت أصبح يتاعطي قرصين يوميا ، و لا يستطيع مدمن هذا العقار الإقلاع عنه ، و يصف حالته حينما لم يتعاطي قرص المخدر ليوم واحد بقوله "بحس نفسي زي الورقة لو أي حد هزني حقع" ، أضرار "الفراولة" لم تقف عند هذا الحد حيث تدفع من يتعاطها إلي شرب كميات هائلة من الشاي و القهوة و السجائر مما يؤدي إلي تدمير جسده بالكامل