يمثل الكعك بالنسبة للمصريين فرحة العيد فهو يعد من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر وهى عادة يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الاسلام منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة أيام الفراعنة وكان بداية ظهور الكعك فى التاريخ الإسلامى فى عهد الطولونيين حيث كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليه «كل واشكر» وقد شهدت أسعار منتجات العيد هذا العام ارتفاعًا كبيرًا، إلا أن الأسر المصرية تحرص على شرائه فى الأيام الأخيرة من الشهر الكريم كنوع من أنواع الفرحة والبهجة على أفراد الأسرة. وفى جولة للوقوف على أسعار كعك وبسكويت العيد وجدنا أن سعر كيلو الكعك السادة والملبن والعجمية وصل إلى 85 جنيهًا بينما الكعك المحشو بعين الجمل إلى 120 جنيهًا، وبينما يصل 4/3 كيلو الكعك بالفسدق إلى 100 جنيه، أما عن أسعار البسكويت فكانت أسعاره 75 جنيهًا لكل الأنواع السادة والبرتقال والشيكولاتة وجوز الهند، أما أسعار البيتى فور فوصلت إلى 90 العادى بينما البيتى فور بالمكسرات وصل إلى 110 جنيهات أما أسعار الغريبة فلا يوجد منها كيلو وإنما 4/ 3 كيلو ووصل إلى 75 جنيهًا.
ومن داخل المحل الشهير بوسط البلد أكد محمد سيد مدير الفرع أن الأسعار ارتفعت بلا شك نتيجة لتعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار ولكن رغم ذلك فالسحب على منتجات العيد من الحلويات لم يتأثر لأن إدارة المحلات استطاعت أن تنجح فى معرفة احتياجات السوق وهو ما جعل سلسلة المحلات تنجح فى مخاطبة المواطنين وذلك من خلال إنتاج عبوة 4/3 كيلو بسعر الكيلو فى العام الماضى مشيرًا إلى أن سعر كيلو الكعك 85 جنيهًا بينما توجد عبوة 4/3 بسعر 65 جنيهًا، وكان هذا هو سعر الكيلو فى العام الماضى وهذا- على حد قوله- مرضٍ للعديد من المواطنين، وكذلك الحال بالنسبة للبسكويت سعر الكيلو 75 جنيهًا بينما سعر 4 /3 كيلو 60 جنيهًا، وهو نفس سعر الكيلو فى العام العام الماضى وهذا ما تم عمله مع منتجات رمضان من الياميش حيث تم إنتاج أكياس 4/3 سواء من البلح والزبيب وجوز الهند والمشمشية بدلًا من الكيلو وحينما نجحت الفكرة تم تطبيقها على منتجات العيد، موضحًا أن الكعك المحشو فستق تمت تعبئة 4/3 كيلو منه فقط دون الكيلو نظرًا لارتفاع الأسعار وضعف الطلب عليه ويضيف أنه تم تجهيز علب مشكلة تبدأ من 85 جنيهًا وحتى 425 جنيهًا حسب الوزن.
أما عن الأسعار بإحدى شركات القطاع العام المتخصصة فى إنتاج البسكويت والحلوى، فكانت تشهد اختلافًا بسيطًا حيث وصل سعر الكعك السادة إلى 85 جنيهًا بينما سعر كعك الملبن والعجمية فكانت 90 جنيهًا أما عين الجمل فوصل إلى 130 جنيهًا أما أسعار البسكويت فوصلت إلى 60 جنيهًا أما البيتى فور فوصل سعره إلى 90 جنيهًا.
وأكد أحد موظفى منفذ البيع انهم لم ينتجوا هذا العام كعك بالفسدق للارتفاع الكبير فى أسعاره وتم إنتاج ولأول مرة نوعًا جديد من الكعك وهو كعك بالألوان الطبيعية بسعر 100 جنيه للكيلو كبديل لكعك الفسدق وهو عبارة عن كعك أحمر اللون وهى ألوان طبيعية ومحشو بالملبن.
ويقول موظف آخر -أحمد إبراهيم -أن حركة البيع تزيد مع اقتراب العيد ولكن الظروف الاقتصادية أثرت كثيرًا على الكميات المباعة فالمستهلك الذى كان يقوم بشراء 10 كيلو من منتجات العيد أصبح لا يشترى إلا نصف الكمية فقط مضيفًا: ان الزيادة فى الأسعار لم تكن كبيرة عن العام الماضى فهى تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر جنيهًا، وأضاف أن هناك تشكلية من منتجات العيد تختلف أسعارها ما بين تشكيلة فاخرة بها كعك بالعجمية والملبن وعين الجمل يصل سعرها إلى 225 وأخرى مميزة بها كعك ملبن وعجمية بسعر 165 وأخرى عادية بها كعك سادة وملبن فقط بسعر 125 جنيهًا هذا بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البسكويت والبيتى فور والغربية. بينما أسعار الكعك عند محل حلويات آخر كانت أكثر ارتفاعًا حيث وصل سعر الكيلو الكعك السادة إلى 96 جنيهًا بينما أسعار الكعك المحشو بالملبن والمكسرات فقد تجاوزت المائة جنيه اما أسعار البسكويت لم تختلف كثيرًا تراوحت ما بين 70 إلى 76 جنيهًا حسب نوع البسكويت.
ويقول محمد عبدالفتاح مدير أحد فروع المحل بمدينة نصر إن حركة المبيعات تأثرت كثيرًا بسبب الأحوال الاقتصادية ورغم ذلك فإنتاج المحل من منتجات العيد لم يقل فهو يطرح فى السوق نفس الكميات التى يطرحها كل عام وهذا يرجع إلى أمور إدارية يتحكم فيها المسئولون عن الفروع بوجه عام موضحًا أن الزيادة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى لم تكن كبيرة ففى بعض المنتجات كانت الزيادة لم تتعد ثلاثة جنيهات مثل الكعك السادة زاد من 93 إلى 96 جنيهًا.
وعن أسعار المخابز فى المناطق الشعبية كانت أسعار الكعك تتراوح ما بين 65 إلى 75 جنيهًا وأسعار البسكويت تتراوح ما بين 50 إلى 65 جنيهًا أما أسعار المخابز فى مناطق أخرى لم تختلف عن أسعار محلات الحلويات.
يقول محمد سمير مسئول البيع فى أحد المخابز بالتجمع الخامس إن الزيادة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى تراوحت ما بين 10 جنيهات إلى 20 جنيهًا ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الخامات «السكر والدقيق والسمن» لا سيما مع ارتفاع أسعار الدولار حيث ارتفعت أسعار الكعك المحشو بالملبن إلى 90 جنيهًا بدلا من 80 بينما أسعار الكعك المحشو بالعجوة 85 جنيهًا بدلا من 75 جنيهًا اما الكعك بالمكسرات مثل عين الجمل فهو مطلوب لدى بعض المواطنين فقد ارتفع من 115 إلى 130جنيهًا ورغم الظروف الاقتصادية فهناك طلب على منتجات العيد منذ بداية الشهر بأيام قليلة.
وحول آراء المواطنين تقول الحاجة كريمة أحمد إن أسعار منتجات العيد أصبحت نارًا والمواطن محدود الدخل أصبح غير قادر على شرائها وأنها لم تكن تتوقع الزيادة الكبيرة فى الأسعار بهذا الشكل حتى الخامات التى تدخل فى إنتاج منتجات العيد ارتفعت بشكل كبير ولكن مازالت صناعتها داخل البيت أرخص بكثير متمنية أن ترجع السيدة المصرية إلى صناعة كعك وبسكويت العيد فى بيتها والذى كان يحمل معها فرحة وبهجة العيد وأيضا وسيلة لمواجهة غلاء أصحاب المحلات والمخابز.
بينما تقول غادة عبدالفتاح إن السيدة المصرية مضطرة لشراء منتجات العيد ولو بكميات بسيطة من أجل إدخال الفرحة على أولادها خاصة السيدة العاملة التى لا تستطيع التحكم فى وقتها. بينما تقول رجاء قنديل إنها اعتادت على صنع كعك العيد بالمنزل لأنه أرخص وأفضل بكثير من المعروض فى المخابز.