الأنباء التي بثتها وكالة "تاس" الروسية،نقلا عن وزارة الدفاع، والتي تفيد بمقتل أبوبكر البغدادي،باتت مثار جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. الرواية الروسية التي انتشرت سريعا،تقول أن الطائرات الروسية شنت غارات على تجمع لعناصر قيادية بتنظيم داعش يوم 28 مايو الماضي،للبحث في كيفية هروب القيادات بعد أن اشتد حولها الحصار. ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها وزارة الدفاع الروسية،فإن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان من ضمن الحاضرين،وأنه لقى حتفه مع آخرين جراء هذه الغارات. ورغم مرور عدة ساعات على إذاعة الخبر عبر قناة سكاي نيوز عربية وغيرها،إلا أن مصادر داعش تجاهلت الخبر، ورفضت النفي حتي الأن،وحتي ان نفت قد يكون هذا النفي غير مصدقا لدى الكثيرين. إن غياب البغدادي عن المشهد،سوف يقضي علي البقية الباقية من آمال لدى عناصر التنظيم بالاستمرار في مهام على الأرض السورية والعراقية، خاصة في ضوء الحصار الذي يمارس على الرقة،وقرب التحرير النهائي لمدينة الموصل علي أيدي الجيش العراقي. لقد استطاع أبوبكر البغدادي خلال الفترة التي تولى فيها قيادة التنظيم، الذي كان مؤسسه الأول "أبومصعب الزرقاوي" أن يشيع حالة من الفوضى والإرهاب والقتل الممنهج باسم الدين في كافة أنحاء العالم ، لحساب جهات دولية معروفة، وبتمويل قطري لا يخفى على أحد. لقد جرى تجنيد أبوبكر البغدادي في معسكر"بوكا" الأمريكي في العراق ، وبعد الأفرج عنه ، انتقل إلي بلدة القائم، ليبدأ في ممارسة نشاطه الإرهابي ويواصل مسيرة استاذه أبومصعب الزرقاوي، وأبوعمر البغدادي. لقد أدلى "إدوارد سنودن" الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي بمعلومات خطيرة أكدت أن "السي أي أيه" هي التي تولت تدريب البغدادي خلال فترة سجنه في عام 2004، حتي اصبح موظفا في وكالة الاستخبارات الأمريكية. ويقول "سنودن" الهارب إلي روسيا، أن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا تعاونوا معا لخلق منظمة مسلحة قادرة علي جذب المتطرفين من مختلف دول العالم، للالتقاء في مكان واحد،حول استراتيجية يطلق عليها "عش الدبابير"، من أجل حماية إسرائيل وإشاعة الفوضى والدمار في العالم العربي، وخلق تنظيم سني متطرف، ومعاد لجميع الجهات الأخرى بالمنطقة. وكان "سنودن" ينظر إلي هذا العمل علي أنه الحل الوحيد لحماية إسرائيل، وخلق عدو خارج حدودها، يستطيع تدمير الدول العربية المعادية لإسرائيل، وهو مايفسر عدم وجود أى خطة لدى داعش للعداء أو القتال ضد إسرائيل. وإذا صحت أنباء مقتل البغدادي، فمعنى ذلك أن روسيا أفسدت الخطة الأمريكية – الإسرائيلية – التركية – القطرية لإسقاط الدول الوطنية في العالم العربي، وسيادة الفوضى وفتح الطريق أمام الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية على المنطقة بأسرها. صحيح أن مقتل البغدادي لن يقضي على فكر داعش التكفيري،إلا أنه سوف يتسبب في هزيمة ساحقة للمليشيات العسكرية التي دربت ومولت وتمركزت في العديد من مناطق العالم العربي، لتكمل مسيرة الربيع "العبرى" في مرحلتها الثانية. إن الأيام القادمة سوف تكشف العديد من الحقائق،عن الأدوار المشبوهة والتأمرية، التي كان لها دورها المحوري في تأسيس هذا التنظيم، واعتقد أن المواجهة مع قطر لم تأتي من فراغ،والأيام بيننا!