تشتهر سلطنة عمان بتاريخها العميق قبل بزوغ الإسلام بحكم موقعها الجغرافي المتميز وسواحلها الكبيرة والممتدة في منطقة الخليج حيث أنها تطل على بحر العرب وبحر عمان من الشمال وموقعها الفريد والاستراتيجي على مضيق هرمز ثم اقترابها على المحيط الهندي حتى صارت من أهم المواقع التجارية والاقتصادية الهامة بين الدول العربية والهند وإيران ودول أفريقيا كما تعتبر من أوائل البلدان التي آمنت بالرسول ورسالته السمحة دون أن يروه لدرجة أن كتب الأثر تشير إلى أن الرسول "ص" قد دعا لهم فقد بدأ الدين في الانتشار في مدينة سمائل في السنة السادسة للهجرة حتى دخلها عمرو بن العاص 629م حتى انتشرت المساجد في هذا البلد الذي لا تكاد تخلو مدينة أو قرية من مسجد يؤثر في حياة الجماعة الروحية والاجتماعية ، وتذخر السلطنة بالعديد من المساجد والقلاع التاريخية فقد شيد أول مسجد ويسمى مسجد المضمار الذي شيده بالعام السادس الهجري الصحابي الجليل مازن بن غضوية السعدي العماني بمدينة سمائل ، ثم مسجد الشواذنة بمدينة نزوة التاريخية ، ثم أعيد بنائه عام 936هجرية ، ثم مسجد العال بالمحلة القديمة وبني عام 909م ثم مسجد المزارعة ، ثم جامع نخل الذي أعيد بنائه عام 1991م ، ومن المساجد الجميلة والحديثة مسجد السلطان قابوس الكبير 1992م ، يصل عدد سكانها 3.7 مليون مسلم ودينها الرسمي الإسلام ولغتها العربية إلى جانب وجود الكثير من اللغات واللهجات والعرقيات من البلدان الأسيوية والأفريقية والعربية ، يتميز شعبها بالطيبة والخلق والتمسك بالعادات العربية والخليجية الأصيلة وميلهم الكبير للجود والكرم والشهامة والفروسية والاحتفاظ بالملابس التقليدية للسلطنة ، كما يتميز أهلها بحب اللغة وحب أداء الشعر وحب التراث وتميزهم بفلكلور البحر حيث التجارة وبناء السفن والغناء وصيد اللؤلؤ وميلهم قديما للاغتراب وحب الحكي حيث تمتلئ السلطنة بالأساطير والحكايات الشعبية ، كما يرجع إليهم الفضل في طرد البرتغاليين الذين كانوا قد سيطروا على طريق رأس الرجاء الصالح في عهد الاكتشافات عام 1506 : 1650 بعد أن سيطر البرتغاليون على مناطق محدودة من مسقط وبعض المدن حتى تم طردهم على يد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي مؤسس الدولة البعرية وطردهم من المدن والجزر على الساحل الشرقي لأفريقيا عام 1856 بعد أن تأثرت الممالك العربية والإسلامية بخطر هذا الاكتشاف لتصبح السلطنة من البلدان الرائدة في تثبيت دعائم الدعوة ونشر راية الإسلام شرقا وغربا وكانت مركزا هاما للتجارة والأصالة والتراث ، ولهذا فإن شعبها يميل ميلا كبيرا إلى الاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية ويأتي الاحتفال بشهر رمضان من أهم الاحتفالات في هذا البلد بسبب تميزه بمظاهر قل نظائرها في بلد آخر. يبدأ العمانيون احتفالهم بعد التثبت من رؤية هلال رمضان حتى تعم الفرحة وتمتلئ المساجد بالمصلين في كل مكان فيها ، وتقوم السلطات بتسهيل العمل وتقليله على مواطنيها في هذا الشهر حيث يقتصر الدوام على 4 ساعات ، ويحرص رجال الدولة على الذهاب إلى منازلهم لقضاء ساعات ومناسك الإفطار والصلاة ثم العودة إلى منازلهم ، كما تحرص الدولة على مساعد الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر ، ويحرص الناس في سائر المدن العمانية بإقامة الخيام الرمضانية على الطرق السريعة لاستقبال الصائمين من المسافرين وعابري السبيل لتناول الإفطار ، وكذلك إقامة الموائد عند المساجد ، ناهيك عن إعدادها في بيوت الأغنياء من أجل استضافة الفقراء حيث توزع الأطعمة والمشروبات والحلوى وعادة ما يبدأ الإفطار بالتمر والحليب أو الماء ثم الشوربة ثم القهوة العمانية الأصيلة بعبقها الجميل ثم الصلاة وتناول الأطباق الرئيسية كالهريس والثريد التي تعتمد على أجود أنواع اللحوم إلى جانب الحلوى من أصناف خليجية وأسيوية يتصدرها الحلوى العمانية وتسمى السلطانية التي تعتبر من أغلى أنواع الحلوى ، ولكل مسجد بيت مال معلوم يسمونه وقف حيث يقوم وكيل المسجد بإعداد الإفطار للصائمين من الغرباء وعابري السبيل ، وتنتشر المجالس في شهر رمضان حيث يعقدها المشايخ وزعماء القبائل ، ويتناولون الأحاديث الدينية والدنيوية وحلقات الشعر وشتى أنواع المعرفة ، كما يهتمون بأداء صلاة التراويح بالمساجد التي تستضيف العلماء والمشايخ من كافة البلدان الإسلامية لإقامة الاحتفالات والأمسيات الدينية خلال الشهر الكريم كما يحرص أهل القرى على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر والعصر ويقومون بعقد الصلح بين المتخاصمين ويحثون الناس على المودة وصلة الرحم ، كما تعقد الأمسيات الشعرية في مراكز الشباب وبعض الخيم ويتم تسليم الجوائز ، وعن شخصية المسحراتي فقد كانت موجودة في الماضي واستبدلت الآن بمكبرات الصوت لإعلان السحور كما يعتمدون على مدفع الإفطار الذي يضرب عند الإمساك أيضا ، ويحتفل الأطفال في السلطنة طوال الشهر الكريم وحتى دخول العيد وشراء الحلوى والملابس ولكنهم يغنون ويلعبون طوال الشهر وفي ليلة النصف من رمضان توجد عادة تقام في رمضان في دول الخليج وتسمى القريقعان في الكويت ، والقرنقشوة في سلطنة عمان حيث يتنقل الأطفال ليلا ويضربون أبواب البيوت طلبا للحلوى وهم يحملون الفوانيس ويرتدون الملابس التقليدية العمانية حيث تقدم لهم أكياس الحلوى عبر الأحياء المختلفة ويقولون " قرنقشوة يوناس عطونا شوية حلوى ، دوس دوس في المندوس ، حارة حارة في السحارة وإن لم يعطوهم فيقولون أمام بيتكم صينية ومن ورائها جنية ثم يعودون متأخرين إلى بيوتهم ، وتلك العادة الطفولية الجميلة منتشرة في كل دول الخليج وتحمل مسميات مختلفة في كل بلد ولهذا فإن الشعب العماني مميز عن غيره باحتفاله بليالي رمضان والعيد حيث يحتفلون بلياليه ويستقبلوه بالأناشيد الدينية والعبادة ، والفنون الشعبية التقليدية لأنهم من الشعوب الحريصة على تراثها وفنونها.