جاءت الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الي دول الخليج العربي المملكة العربية السعودية ثم تلتها الاماراتالمتحدة ثم الكويتفالبحرين لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدي خطورة الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط تلك المنطقة الملتهبة التي كتبت عليها الحروب والنزاعات والصراعات الطائفية والمذهبية والتي يدفع ثمنها أبناء تلك الدول من أرواحهم وممتلكاتهم . لم تكن جولة الرئيس هذه المرة بغرض التعاون الاقتصادي والمساعدات الخليجية لمصر ولكن كانت تلك الجولة السريعة لأهم الدول العربية في الخليج لزيادة التفاهم والتنسيق فيما بينهم ومحاولة لم شتات الأمة العربية من جانب الشقيقة الكبري مصر لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة ومنها الارهاب الأسود الذي أتي علي الأخضر واليابس في بعض البلدان العربية التي تم زرعه فيها وكذلك التدخل الإيراني في الدول العربية وما نتج عنه من صراعات مذهبية داخل البلد الواحد ومنها تدخلها في الشأن اليمني وإشعال نار الحرب فيها بين ابناء الوطن الواحد ودعم قوات الحوثي وصالح لمواجهة أشقائهم في نفس البلد وكذلك تدخلها في الشأن السوري والشأن العراقي ومحاولاتها المستمرة التدخل في شئون البحرين كل هذه الأمور كانت محور نقاشات الرئيس مع ملوك وأمراء دول الخليج الشقيقة الي جانب التنسيق فيما بين مصر ودول الخليج لتوحيد المواقف تجاه القضية الفلسطينية مع قرب زيارة رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الي المنطقة ورغبته في لقاء زعماء الدول العربية لمناقشة كل الأمور التي تخص المنطقة وان يري البعض أن زيارة ترامب الي المنطقة تهدف في المقام الأول إلى مساندة اسرائيل ودعمها الي جانب حث الدول العربية ودول الخليج خاصة الي التعاون معها ومحاولة تقريب وجهات النظر بين العرب واسرائيل وكذلك التصدي للقضية السورية المعقدة والمد الروسي في سوريا خاصة بعد نجاح روسيا في تقليص الدور الأمريكي في سوريا اثناء حكم الرئيس الامريكي الاسبق أوباما ويريد ترامب أن ينجح فيما فشل فيه سلفه وتعود أمريكا الي المنطقة بقوة أكثر مما سبق بمشاركة حلفائها العرب . بيت القصيد هنا أن العرب أمامهم فرصة تاريخية للاستفادة من هذه الزيارة لأخذ ضمانات أمريكية لوقف العدوان الاسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية وكذلك وقف الانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني وأيضا حل الصراع في سوريا بما يحقق السلام العادل للسوريين وغلق هذا الملف الدموي وأمريكا هنا قادرة علي ذلك مع شرط أن تتوافق الدول العربية فيما بينها علي حل كل هذه القضايا إن حسنت النوايا.