النعامة من أجمل الكائنات، هى مثلنا أفريقية شرق أوسطية، وجهها يمنحك ذلك الإحساس الطفولى، وعيونها مليئة بالسحر والبراءة، وريشها الغنى الناعم الطويل ارتبط اسمه بمعانى الرفاهية الراحة «تقولش نايم على ريش نعام»، ومن المؤكد أن لدينا فكرة خاطئة عن هذا الطائر الجميل، الأضخم حجما على الإطلاق بين كل الطيور، فما أكثر ما طلبنا من الأصدقاء أو الأبناء وغيرهم مواجهة المشكلات وعدم دفن الرأس فى الرمال «ما تعملش زى النعامة» تمامًا كما اشتهر عنها وربما يكون من الغريب أن نعرف أن طيور النعام لا تدفن رؤوسها فى الرمال جبنا، ولكن رحمة وحبا فهى تدفن بيضها فى أنفاق فى الأرض، وتمد رقبتها بداخلها لتفقد حال هذا البيض والتأكد من سلامة صغارها القادمين، المدهش أن طيور النعام شرسة فى معاركها، تستعمل إحدى أصبعيها الموجودين بكل رجل من رجليها كسلاح حاد، وتركل كمحارب، وليس ذنبها أن فهمنا خاطئ للكائنات، ليس للنعام فقط ولكن لأنفسنا أيضًا، فلا تمنع رقة وجمال الوجوه من أن تكون الكائنات شرسة تنشب مخلبها فيمن يحاول النيل منها، ولا يجب أن نظن أن الصمت والسكينة ضعف وتخاذل، فالصامتون الوديعون «من غير الجبناء» يبدون أكثر شراسة عندما يمتحن الآخرون صبرهم الطويل، أو يمس أحدهم حرياتهم واستقلالهم، ولعل اكثر الوجوه هدوءا هى ملامح الدبلوماسيين الذين يفاوضون طويلا بصبر لكن أهدافهم البعيدة قد تكون شرا يبيد دولا بكاملها، ومن اكثر الوجوه هدوءا وجه الراحلة فاتن حمامة لكن ذات الوجه الملائكى منحتنا باقتدار دورها الشرير الذى لعبته فى فيلم )لا أنام(، والأمر ذاته ينطبق على الوجوه التى قد تبدو شرسة لكن أصَحابها من أطيب الخلق وأرقهم، ليست القضية إذن فى الوجه، أو فى النوع، فالنعام الذى تحمل أنواعه الثلاثة رقابا حمراء أو زرقاء أو سوداء وكأنها أوشحة حباه بها، كل وشاح منها يحدد صفات الطائر، حجمه ودرجة شراسته، مواقفه عند مس منطقة نفوذه. لم أجد طائرًا بين أنواع النعام التى أتعرف على صفاتها القديمة للمرة الأولى ولكم تمنيت يحمل وشاحًا أخضر، كأوشحة القضاة، لكننى أيقنت أن لون الوشاح ليس هو القضية، وإنما ستظل القضية دائمًا فيما يتخذه صاحب الوشاح من مواقف. إطلالة أوشحة النعام نفيسة عبد الفتاح النعامة من أجمل الكائنات، هى مثلنا أفريقية شرق أوسطية، وجهها يمنحك ذلك الإحساس الطفولى، وعيونها مليئة بالسحر والبراءة، وريشها الغنى الناعم الطويل ارتبط اسمه بمعانى الرفاهية الراحة «تقولش نايم على ريش نعام»، ومن المؤكد أن لدينا فكرة خاطئة عن هذا الطائر الجميل، الأضخم حجما على الإطلاق بين كل الطيور، فما أكثر ما طلبنا من الأصدقاء أو الأبناء وغيرهم مواجهة المشكلات وعدم دفن الرأس فى الرمال «ما تعملش زى النعامة» تمامًا كما اشتهر عنها وربما يكون من الغريب أن نعرف أن طيور النعام لا تدفن رؤوسها فى الرمال جبنا، ولكن رحمة وحبا فهى تدفن بيضها فى أنفاق فى الأرض، وتمد رقبتها بداخلها لتفقد حال هذا البيض والتأكد من سلامة صغارها القادمين، المدهش أن طيور النعام شرسة فى معاركها، تستعمل إحدى أصبعيها الموجودين بكل رجل من رجليها كسلاح حاد، وتركل كمحارب، وليس ذنبها أن فهمنا خاطئ للكائنات، ليس للنعام فقط ولكن لأنفسنا أيضًا، فلا تمنع رقة وجمال الوجوه من أن تكون الكائنات شرسة تنشب مخلبها فيمن يحاول النيل منها، ولا يجب أن نظن أن الصمت والسكينة ضعف وتخاذل، فالصامتون الوديعون «من غير الجبناء» يبدون أكثر شراسة عندما يمتحن الآخرون صبرهم الطويل، أو يمس أحدهم حرياتهم واستقلالهم، ولعل اكثر الوجوه هدوءا هى ملامح الدبلوماسيين الذين يفاوضون طويلا بصبر لكن أهدافهم البعيدة قد تكون شرا يبيد دولا بكاملها، ومن اكثر الوجوه هدوءا وجه الراحلة فاتن حمامة لكن ذات الوجه الملائكى منحتنا باقتدار دورها الشرير الذى لعبته فى فيلم )لا أنام(، والأمر ذاته ينطبق على الوجوه التى قد تبدو شرسة لكن أصَحابها من أطيب الخلق وأرقهم، ليست القضية إذن فى الوجه، أو فى النوع، فالنعام الذى تحمل أنواعه الثلاثة رقابا حمراء أو زرقاء أو سوداء وكأنها أوشحة حباه بها، كل وشاح منها يحدد صفات الطائر، حجمه ودرجة شراسته، مواقفه عند مس منطقة نفوذه. لم أجد طائرًا بين أنواع النعام التى أتعرف على صفاتها القديمة للمرة الأولى ولكم تمنيت يحمل وشاحًا أخضر، كأوشحة القضاة، لكننى أيقنت أن لون الوشاح ليس هو القضية، وإنما ستظل القضية دائمًا فيما يتخذه صاحب الوشاح من مواقف.