لست من هواة ترديد مقولة «عنصرىّ الأمة» على أهل مصر، فالمصريون» عنصر واحد».. مصرى مسلم ومصرى مسيحى.. لذا يجب أن نتعامل كمصريين مع أى أزمة تمس عقيدتنا- إسلامية كانت أم مسيحية- بهذه الروح وإلا ذهبت ريحنا، وحققنا لأعدائنا مبتغاهم ببث الفرقة بيننا. ووسط العتمة التى خلفتها تصريحات الشيخ سالم عبدالجليل..الإخوانى السابق، ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق.. بتكفير المسيحيين، كان موقف «المصريين المسلمين» على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم مشرفًا فى تجريم فعل هذا الشيخ الداعى للفتنة، وكلنا تابعنا ردود أفعال: الأزهر والأوقاف والمثقفين ورجال الإعلام فى تجريم هذا الفعل الشائن تجاه إخوتنا من «المصريين المسيحيين». ومما زاد الطين بلة دخول السلفيين- كعادتهم-على خط إثارة الفتنة حيث أصدرت «الدعوة السلفية» بيانًا تؤيد فيه تصريحات عبد الجليل، بل أعلن أحدهم أن أبناء التيار السلفى قد دشنوا حملةً لمؤازرته فى موقفه بتكفير غير المسلمين، فيما زاد شطط أحدهم بإعلانه أن من يهاجم عبد الجليل هو إما جاهلاً أو منافقًا أو زنديقًا أو كافرًا بالقرآن!!. الموقف السلفى المعادى للمصريين المسيحيين ليس جديدًا، وكلنا نذكر أحد كبار شيوخهم «ياسر برهامى» حين حرم تهنئتهم أو الاحتفال معهم فى أعيادهم، أو ترشحهم فى المناصب العليا!!. أما عبدالجليل نفسه، فيكفى ما قاله عنه القيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى من أنه إخوانى وكان مسئولًا عن طلاب الإخوان بجامعة الأزهر فى التسعينيات الميلادية، وأن أسرته شاركت فى اعتصام رابعة العدوية بزعم أن ذلك أمر «يتعلق بالمشاعر»، فضلًا عن قول عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق من أن عبدالجليل كان إخوانيًا متيمًا بسيد قطب.. أكبر دعاة التكفير والإرهاب الإخوانى!!. وهنا.. يجب أيضًا أن ندين تصريحات القمص مكارى يونان كاهن الكنيسة المرقسية بالأزبكية التى ادعى فيها أن «الإسلام انتشر بالسيف» فى أثناء رده على سالم عبدالجليل، ونسى القمص أنه–ومعه الملايين من إخوتنا المسيحيين- ما زالوا على دينهم بعد أكثر من 1400 عام من دخول الإسلام مصر!!. التطرف- والتطرف المضاد- أمر غريب على سماحة المصريين على مدار التاريخ، والدليل قرار وزارة الأوقاف بصرف مساعدة عاجلة مقدارها ألف جنيه ل)120( أسرة مسيحية من أهالى العريش المسكنين بالإسماعيلية، فضلًا عن سابقة هى الأولى من نوعها حيث وافقت كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر فرع أسيوط، على قبول أوراق د.أبانوب جرجس نعيم، لقضاء فترة تدريب سنة الامتياز داخل أروقتها.. وهذه هى مصر الحقيقية ولو كره الحاقدون.