دراستان فقط عن «عبد القادر القط» فى دورة حملت اسمه أنهى ملتقى القاهرة الدولى الثانى للنقد الأدبى مؤتمره الذى حمل عنوان «الحوار مع النص – دورة عبد القادر القط» والذى انعقد فى الفترة من 8 -10 مايو 2017. برعاية الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس، ورئيس المؤتمر مقرر لجنة الدراسات الأدبية الأستاذ الدكتور أحمد درويش. وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات النهائية ومن أبرزها : - تحديد موعد ثابت لانعقاد المؤتمر بشكل دورى كل عامين، خاصة أن الملتقى الأول كان قد انعقد عام 2010 «أى قبل سبع سنوات من هذا الملتقى». - العمل على تخصيص جائزة محكّمة للنقد الأدبى تطرح قبل انعقاد الدورة بعام كامل وتكون خاضعة للتحكيم وإعلان نتائجها مع انعقاد الدورة. - إنشاء صفحة إلكترونية ثابتة على موقع التواصل الاجتماعى باسم ملتقى القاهرة الدولى للنقد الأدبى تسجل فيها أسماء جميع المشاركين فى الملتقى وبياناتهم ليتم من خلالها تبادل الآراء والمقالات والبحوث وكذلك إدراج جلسات الملتقى المصورة على موقع المجلس الأعلى للثقافة وصفحة الملتقى التى سيتم إنشاؤها. - طباعة الأبحاث بعد مراجعتها وتحريرها حيث قررت اللجنة إخطار جميع الباحثين المشاركين بإرسال الصياغة النهائية لأبحاثهم بعد إجراء التعديلات التى قد يرونها على أن يقوم المجلس باتخاذ اللازم نحو نشر الأبحاث الكاملة على موقعه وإرسال إسطوانة مدمجة «C D» إلى جميع مكتبات الجامعات. - طبع أبحاث الملتقى بالهيئة العامة للكتاب بعد التنسيق بين الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب.. وكان الدكتور أحمد درويش، مقرر لجنة الدراسات الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة، قد دعا فى ديسمبر الماضى جميع المتخصصين والمهتمين بقضايا النقد الأدبى فى مصر والوطن العربى وبعض دول أوربا إلى الكتابة فى الدورة الحالية للملتقى وحددت اللجنة المقررة للمؤتمر محاور رئيسة منها : الحوار مع النص الشعرى – الحوار مع النص السردى – الحوار مع النص النقدى – الحوار مع الدراما – الحوار مع النص الإعلامي. وقد لاقت الدعوة استجابة مصرية وعربية ودولية واسعة ؛ إذ وصل عدد البحوث والدراسات التى تريد المشاركة إلى 200 بحث، اضطرت اللجنة إلى اختيار 70 فقط منها تتفق مع محاور الملتقى. وجاء المشاركون من مصر، والمملكة العربية السعودية، والعراق، وسوريا، ولبنان، والأردن، والجزائر، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، وأذربيجان. وكان الملتقى قد دشن فعالياته صباح الاثنين 8 مايو الماضى، بجلسته الافتتاحية التى حضرها الدكتور هيبة هيبتوف، ونورا القط «ابنة الدكتور عبد القادر القط» ممثلة لأسرته، والدكتورة كرمة سامى. وشخّص وزير الثقافة – فى كلمته - الأزمة بين المبدع والناقد بأن الناقد يعانى بشكل عام من التجاهل فالجوائز والتكريم يذهبان إلى المبدع بينما يمثل الناقد دور الجندى المجهول؛ وهذه الاشكالية – كما يؤكد النمنم – تؤثر بالسلب على الحياة الثقافية. ومن هنا جاءت التوصية الثانية من توصيات الملتقى لتزيل عن النقاد بعض ما قد يلحق بهم من غبن. وأكد مقرر الملتقى الدكتور أحمد درويش فى كلمته: «أن الحوار مع النص قضية تتجاوز فى أهميتها وخطورتها دائرة النقد الأدبى والنشاط الإبداعى الذى ننتمى إليه جميعا ونعتز به، تتجاوزه إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الأبواب بحثا عن بداية الخيط الذى ننسج منه جميعًا طريق النجاة والخلاص، وهو خيط الحوار. وأضاف «درويش»: «أننا لو تمكنا من إقامة دائرة «الحوار» داخل صفوفنا المحدودة فى مجال النقد والإبداع، لاعطانا ذلك مشروعية أن نتوجه للآخرين لكى نمد يد العون فى أن يصلح الحوار والفعل والحجة ما أفسده الغضب والتحزب، وأن يقال وقتها إن مثقفى الأمة يمكن أن يكونوا جزءًا من أدوات البحث عن بداية طريق الخروج بدلا من أن تتداخل أصواتهم كى تشكل جزءًا من الفلسفة المضادة للحوار». كما ألقى الدكتور «هيبة هيبتوف» كلمة الضيوف من خارج مصر، وألقت الدكتورة كرمة سامى كلمة المشاركين من مصر، وألقت نورا القط كلمة أسرة الدكتور عبد القادر القط. وعلى مدى أيام الملتقى الثلاثة وعلى مدار عشر جلسات علمية ناقشت العديد من البحوث والدراسات المحاور الرئيسية التى تعتمد «الحوار» إستراتيجية أساسية مع النصوص سواء: النص الشعرى أو النص السردى أو النص النقدى أو النص الدرامى أو النص الإعلامى...هذا بالإضافة إلى العديد من الموائد المستديرة وورش العمل التى تناول كل منها محورًا من محاور الملتقى. وعلى هامش الملتقى طبعت العديد من الكتب التى تطرح اشكاليات النقد الأدبى وأهمها كتاب «حديث الاثنين..خواطر نقدية حول الأدب والفن» وهو عبارة عن مقالات نقدية مختارة كان الدكتور القط قد نشرها بصحيفة «الأهرام». وهنا يبدو الاختيار مفروضًا من بين تلك الأبحاث العديدة والمتنوعة. فقد قدم الدكتور محمد عبد المطلب ورقة بحثية بعنوان «حوار مع الدكتور عز الدين إسماعيل» وشملت هذه الحوارية شخصية الدكتور عز الدين إسماعيل من جميع جوانبها على محاور أربعة: محور الإبداع الشعرى – محور النقد الأدبى – المحور الثقافى – محور الترجمة. وعلى مستوى الحوار مع النص النقدى «أو ما يسمى بنقد النقد» أقام الدكتور شكرى الطوانسى حواريته النقدية مع شيخ النقاد الدكتور شكرى محمد عياد عبر بحثه» نحو بلاغة معاصرة: قراءة النص البلاغى فى ضوء علم الأسلوب الحديث عند شكرى عياد». أما الحوار مع النص السردى فقد جاء بحث «جهاد محمود» مرتادًا ذلك الحقل الملتهب وهو الإسلام السياسى، وهو بعنوان «الحوارية فى روايات الإسلام السياسى» وقد بنى الباحث مفهومه للحوارية عبر الدراسة التطبيقية لروايتى «عمارة يعقوبيان» ورواية «سجينة طهران». وقدم عبد الله رمضان حوارية بين السينما والشعر عبر استلهام الشعر للكثير من تقنيات الفن السينمائى مثل: كالسيناريو والحوار والمونتاج والتكثيف والمزج والقطع والمونولوج والسرد والارتجاع، وذلك فى ورقته «تقنيات السينما فى النص الشعرى الحديث». ورغم كثافة الأوراق البحثية المقدمة إلى الملتقى التى وصلت إلى السبعين فإن الناقد الكبير عبد القادر القط لم يحظ منها إلا بالنزر اليسير خاصة وهو الذى حملت دورة الملتقى اسمه والمفترض أنه محور احتفالها واحتفائها. فلم يحظ من تلك الدراسات سوى بدراستين اثنتين فقط هما : «الحوار مع نص عبد القادر القط الشعرى.. التناص الأسطورى فى قصيدته «مثّال» و«نموذجًا» نقد الدراما التليفزيونية عند عبد القادر القط للدكتور عبد الرحيم الكردي. وهذه القلة فى الدراسات عن الدكتور القط تتناسب عكسيًا مع منجزه النقدى ومكانته الرفيعة. فقد ترأس الرجل أهم مجلات مصر الأدبية مثل: مجلة «الشعر»، مجلة «المسرح»، مجلة «المجلة»، مجلة «إبداع» وكان فى هذه المجلات يحتضن الشباب ولا يكف عن التحاور معهم. وله مؤلفات علمية كثيرة منها: مفهوم الشعر عند العرب– فى الأدب المصرى– فى الأدب العربى الحديث– الاتجاه الوجدانى فى الشعر العربى المعاصر– الكلمة والصورة. وترجم لشكسبير ثلاث مسرحيات ومسرحية «جسر سان لويس راى» للكاتب الأمريكى وايلدر. كما ترجم مسرحية «صيف ودخان» للكاتب الأمريكى –أيضا – تنيسى ويليامز. كل ذلك بالإضافة إلى ديوان شعرى هو «ذكريات شباب».