لا شك بأن الهجمة الإرهابية التى سلطت على مصر مؤخرًا وأدت إلى تفجير كنيستين على يد مجرمين آثمين لم تأتِ من فراغ، فلقد جاءت بعد أن تعززت صورة مصر فى الساحة الدولية فى أعقاب تحركات الرئيس السيسى وزيارته الناجحة للولايات المتحدة وترسيخ دور مصر فى الساحة الإقليمية والدولية بوصفها لاعبًا أساسيًا فى ملفات المنطقة. شعور بالغيرة والحقد سيطر على محور الشر راعى الإرهاب المتمثل فى قطر وتركيا وفئة الإخوان الباغية، فكان أن أحكم قراره بإنزال العقاب بمصر وهز صورتها عبر تحريك الإرهاب ضدها للنيل من استقرارها وأمنها من خلال تفجير كنيستى مارى جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية ليسقط العشرات من الشهداء والجرحى ولتسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء فى أعياد الأقباط بأسبوع الآلام وأحد الشعانين. جريمة تقشعر لها الأبدان ارتكبها الإرهاب الأسود. إنه محور الشر الثلاثى الذى حرك الطاعون الإرهابى ضد المحروسة بعد أن هاله عودة مصر من جديد إلى الساحة الدولية بصورة مبهرة ومشرفة. مصادر وثيقة الاطلاع تحدثت عن أن هذا العمل الإرهابى الأسود جاء فى أعقاب لقاءات استخبارية عقدت فى قاعدة تركية بقطر وحضرتها قيادات إخوانية هاربة مقيمة فى الدوحة، وتم الاتفاق على توجيه ضربة نجلاء تستهدف وحدة الشعب المصرى ولتشويه صورة مصر الداخل. أراد محور الشر النيل من مصر من خلال تحريك الإرهاب ضدها فى محاولة للنيل من تماسك وحدة نسيجها الوطنى مجسدا فى التعايش بين مسلميها ومسيحييها، وجاء هذا بعد أن ضاق برعاة الإرهاب نجاح مصر فى اعادة دورها المحورى فى المنطقة، وتعافت من أزماتها. أرادوا النيل من أمنها ولكن سيخيب فألهم أمام العيون الساهرة على أمن وسلامة الوطن والتى ستلاحق هؤلاء القتلة المأجورين وتلحق بهم ما يستحقون من عقاب. سيخيب فأل هؤلاء الأشرار وستبقى مصر العظيمة بدورها ومكانتها موئلاً للسلام والعدل والحرية. تحركها ارادة قوية فى دحر الإرهاب بصورة شاملة بكافة منطلقاته التكفيرية الآثمة حتى يتم تجفيف منابعه ويتم قطع سبل تمويله والضرب بيد من حديد على تحركاته. ولا شك بأن احراز ذلك سيكون بالجهد الأمنى لقوات الشرطة المصرية، وبتكاتف الشعب معها لمجابهة الإرهاب. وهنا لابد من القول بأنه بات مطلوبا الشروع الفورى فى تجديد الخطاب الدينى لمواجهة هذا الخلل فى الخطاب التكفيرى الآثم. وهى مهمة تناط بالأزهر الشريف كى يضطلع بدور حاسم وجازم فى تفعيل حقيقى للخطاب الدينى بحيث يكون فى مقدوره الحاق الهزيمة الكاملة بالتكفيريين ومنطلقاتهم التدميرية، وقطع الطريق على محور الشر الثلاثى ممثلا فى دويلة قطر وتركيا وأعوان الشيطان من الإخوان المجرمين. يتعين على الأزهر الشريف أن يأخذ على عاتقه اليوم تجديد الفكر الاسلامى كأولوية، ويتعين على فضيلة الامام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أن يكون حاسما حازما أمام الرؤوس الحجرية فى الأزهر التى تتصدى لذلك بحيث لا يتراجع عن مهمته هذه تحت ضغوط أحد من هؤلاء. سيتأكد للجميع أن مصر المحروسة ستبقى صامدة عفية عصية على الأشرار داعمى الإرهاب وبالتالى لن ينال أحد منها، فالشعب المصرى سيتحدى الإرهاب الذى سلطته عصابة الأشرار الفجرة على دول فى المنطقة لهز استقرارها وكسر إرادتها. ستثبت مصر للعالم أجمع كيف أنها قادرة بعون الله على مجابهة هذا الطاعون الإرهابى وستقضى عليه بعزيمتها وإرادتها القوية الصلدة. ندعو الله أن يحفظ مصر وأهلها ووحدة أراضيها، ويلحق الهزيمة بدعاة الإرهاب وداعميهم.