تنتظم الدراسة بمختلف المدارس والصفوف الدراسية علي مستوي محافظات الجمهورية "السبت" مع انتهاء الإدارات التعليمية من استعداداتها لبدء أول عام دراسي جديد بعد الثورة في ظل معلمين ثائرين علي أوضاعهم المالية والمهنية. ويبدأ العام الدراسي بملامح جديدة تميزه عن نظيره من الأعوام السابقة أبرزها تأكيد الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم علي عدم تأجيل موعد بدء العام الدراسي، علي الرغم من تهديدات المعلمين علي مستوي الجمهورية بالإضراب المفتوح عن العمل إلي أن تستجيب الحكومة لمطالبهم الخاصة بتحسين أحوالهم المالية. وأوضح الدكتور جمال موسي أن إلغاء قرارات بعض المحافظين بتأجيل الدراسة كانوا قد اتخذوها بناء علي تقارير أمنية ومنها الإسكندرية, حيث طلبت تلك التقارير ضرورة تأجيل الدراسة ليوم 2 أكتوبر المقبل حتي تستقر الأوضاع الأمنية ويتم الاتفاق مع المعلمين علي تعليق إضرابهم عن التدريس. وتميز العام الجديد أيضا بانطلاق تجربة مدرسة المتفوقين في العلوم والرياضيات لأول مرة , والتي يتفقدها وزير التربية والتعليم في أول أيام العام الدراسي للتحقق من مدي انتظام سير العملية التعليمية. من ناحية أخري، تضمنت استعدادات الوزارة للعام الجديد الانتهاء من طباعة أكثر من نسبة 90% بجميع الكتب المدرسية علي أن تتولي المديريات التعليمية سحب الكتب من المخازن بأسرع وقت وتسليمها للمدارس علي أن يقوم مديرو المديريات بمتابعة ذلك يوميا , وتم تكليف أجهزة المتابعة بالوزارة بمتابعة وصول الكتب للمديريات ثم الإدارات والمدارس. وبلغت جملة الحصر الوارد من المديريات بأعداد كتب الفصل الدراسي الأول نحو 180 مليون كتاب وأن الكتب المسندة للمطابع لنفس الفصل والمرحلة الثانوية 185 مليون كتاب, وتم الانتهاء من 90% من كتب الفصل الدراسي الأول بالعام الدراسي الجديد. وبالنسبة للأبنية التعليمية، تم الموافقة علي زيادة استثماراتها بنسبة 150% عن العام الماضي وإنشاء 8162 فصلا جديدا خلال المرحلة القادمة , مما يعني تشغيل معلمين جدد أكثر وتخفيف الكثافات داخل الفصول الحالية. وامتدت استعدادات المدارس بالإدارات التعليمية لتشمل المتابعة مع هيئة الأبنية التعليمية للتأكد من إجراء الصيانة للمدارس من فصول ومعامل , مع استخدام أسلوب اللامركزية في التعامل مع خطط الأبنية التعليمية سواء في الإنشاءات الجديدة أو الصيانة والترميمات , بحيث يتم إسناد العمليات عن طريق المحافظات وتبقي هيئة الأبنية التعليمية مشرفا عاما فقط. وفيما يتعلق بتحديد عدد أيام الدراسة, أعلنت وزاة التربية والتعليم ملامح الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد بتحديد للفصل الدراسي الأول 105 أيام للدراسة الفعلية وللفصل الدراسي الثاني 99 يوما فقط بعيدا عن الامتحانات , تبدأ مع 17 سبتمبر الحالي , وتستمر حتي 7 يونيو من العام المقبل. كما حددت الفترة من 28 يناير القادم ولمدة أسبوعين لإجازة نصف السنة التي تنتهي في 9 فبراير 2012 , فيما تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية يوم 24 مايو 2012 بينما تبدأ امتحانات الثانوية العامة يوم السبت 7 يونيو المقبل, فضلا عن اعتبار أيام الدراسة في أثناء انتخابات مجلسي الشعب والشوري إجازة رسمية في مدارس المحافظات التي تجري فيها هذه الانتخابات. العودة إلي أعلي أوضاع المعلمين ولم يغفل المشهد الدراسي وضع المعلم في العام الدراسي الجديد من خلال الإعلان عن خطة لترقية أكثر من 600 ألف معلم مضي عليهم في درجاتهم أكثر من 5 سنوات وذلك قبل نهاية العام الميلادي تصويبا للتطبيق الخاطئ لكادر المعلمين في السنوات القليلة الماضية. وأكدت الوزارة أنه لا صحة للادعاء باستبعاد المعلمين من الزيادة إلي 200% من المرتب الأساسي , حيث تزيد كل درجات المعلمين بشكل واضح عن هذا الحد . ورصدت الوزارة أوضاع مرتبات المعلمين في العام الجديد بعد صدور قرار رئيس الوزراء عسصام شرف بزيادة حوافز المعلمين ليصبحوا في مقدمة موظفي الدولة , حيث تبلغ مكافآت وحوافز المعلم المساعد بعد الزيادة 5ر23% من المرتب الأساسي تزيد إلي 260 % للمعلم والمعلم الأول و285 % للمعلم أول 'أ' و310 % للمعلم الخبير وانتهاء ب` 335 % لدرجة كبير معلمين . كما بدأت الوزارة إجراء اختيار مديري المدارس التجريبية لأول مرة عن طريق مسابقة علي مستوي الجمهورية للعام تستهدف رفع مستوي المديرين, وضمان تقييمهم سنويا, وذلك وفقا لقدرتهم علي تطوير سير العملية التعليمية داخل المدرسة والإدارة التعليمية في نهاية العام الدراسي, وقياس مدي تحقيقه للأهداف والنتائج المحددة والمهام المكلف بها. ورصدت بداية العام الدراسي الجديد العديد من المعوقات أبرزها دعوة النقابة العامة المستقلة للمعلمين , معلمي مصر للدخول في إضراب مفتوح عن العمل أول أيام الدراسة , لعدم استجابة السلطات للمطالب التي رفعها المعلمون من خلال مفاوضاتهم مع وزير التربية والتعليم , الدكتور أحمد جمال الدين موسي والوقفة الاحتجاجية يوم 10 سبتمبر الجاري أمام مجلس الوزراء. وبدوره، قال وزير التربية والتعليم أنه تم الاتفاق مع رئيس الوزراء علي تطبيق حافز جديد للمعلمين سيرفع كفاءة المعلمين المادية , وتابع قائلا ان الوزارة تسعي خلال الأشهر القليلة القادمة إلي ترقية 600 ألف معلم , وأكد أن الوزارة تحاول توصيل هذه المعلومات للمعلمين المحتجين بشكل واضح.