عايز تعرف مصر وجمالها، أنزل الشارع بسيارتك أو مترجلًا بقدمك. شىء مدهش، حالة رائعة من الحركة، الكل يسير سواء ضاحك أو مع أحد يحدثه أو بمفرده يسمع ما يحبه فى سيارته، الحركة السريعة سواء بداخل محل تجارى أو سوبر ماركت أو يذهب إلى عمله وليست شوارع القاهرة فقط، فمدن القناة وشواطئها أو الساحل الشمالى أو مدن الصعيد، فمصر المحروسة عندما تترك شاشات قنوات التليفزيون وما تعرضه قنواتها أو الحوارات التى تجعلك تغرق فى المشاكل والحزن على ما تراه فيها كل مساء، تشعر أن الدنيا سوداء فى وجهك وكأن هذه هى مصر، معرفش فى أيه هل دى سياسة ضد مصر؟ ولا حتى يحصل على راتبه العالى ويقال أحيانًا بالدولار طبعًا لا حدث ولا نقول على ما يتقاضون، ولكن لماذا نبث الإعراب والقرف والحيرة على هذه الشاشات، نحن نعلم أن بعض هذه الأشياء، تحدث لكن سكان مصر 92 مليون أى مكان يحدث فيه أحداث قد تزعجك، فقد يكون هناك إهمال فى مستشفى أو مدرسة أو حتى داخل أسرة وقد يحدث إهمال يعنى هنا وهناك ونقص فى الدواء لكن مصر بخير، نحن بشر، طباع وعقليات كمان هناك طمع وجشع فى مجال البيع والشراء، يعنى ليست مصر التى تعرض علينا ليلًا ونََّصاب بالإحباط والاكتئاب مثلًا، فرحت وضحكت من امرأة كانت تتصل بالمذيع عمرو أديب تشكره بكل حب وود لأنه أتاح لابنتها المكتئبة لقاء مع الفنان هانى شاكر، المرأة تضحك وسعيدة وغير متصورة أن هانى شاكر أهتم واحتفل بابنتها التى كانت تحلم بهذا اللقاء، وتقول الأم بَعَتْ عربية وأخدا بنتى وقضت اليوم عنده ورجعة فى منتهى السعادة والراحة كنت أشاركها هذه السعادة وأقول أيه الجمال ده شعب راضى وسعيد بأحلام بسيطة ومثال آخر الفتاة الشقيانة التى تجر عربة محملة بالبضائع وتزاول هذه المهنة منذ عشرين عامًا لأنها صورة غريبة ونادرة لفتاة وعندما نشرت هذه الصورة أتلقى بها رئيس الجمهورية وكان لقاء أبويًا حنونًا يحاول تحقيق أحلامها أو ما ترغب فيه وتقول الفتاة ببساطة «الحمد لله مستورة كفاية أنى شفتك» مرة تناديه استاذ ومرة أنت فتاة بسيطة راضية رغم كفاحها الغريب وعمرها الذى يعدى الأربعين عامًا دون زواج وجودها النحيل مما تجاه خلفها من عربية ضخمة وأعتذر أن قلت أن هذه العربة يجرها «حمار» وليس بشر وبالأخص فتاة عشرون عامًا تنزل الفجر وتأكل وجبة واحدة فى اليوم كل أحلامها أن تسعد أسرتها الصغيرة أخوتها وأمها شئ جميل وصورة مشرفة أما مذيعى القنوات لا يرون أن مصر حلوة وبها الآمان والحب والرضا والله الناس مش راحمة البلد برغم المحلات والسوبر ماركت مزدحمة والكل يشترى ويجد ما يريده ولا أحد يرى ما يحدث فى سوريا وليبيا والعراق ونجد أولادهم عندنا يعملون ومتفائلين ويقولون الحمد لله وأنا أقول كفاية الأمن والآمان ورئيسنا يجرى هنا وهناك ومشاريع كثيرة ومستقبل قادم وكفاية أهل الشر فأنا أتصور أن ما تفعلونه خيانة ومهانة وتصرفاتكم هذه وبيع أنفسكم لمن يدفع لكم فكانكم مستشفى الأمراض العقلية، مصر حلوة حلوة.. ويسقط الخونة أنصاف أو بقايا الرجال وتحيا مصر المحروسة.