القاصة والروائية هالة فهمى حالة خاصة بين كاتبات مصر ليس فقط لأنها كاتبة متميزة تكتب القصة والرواية والمسرحية والنثر الأدبى بنفس الطاقة الخلاقة والقلم المبدع ولكن لأنها نموذج فريد للمرأة التى يمكن أن نطلق عليها حالة مصرية خاصة، فقد تأخرت فى النزول إلى ميدان العمل ما يقرب من عشر سنوات بعد تخرجها فى الجامعة، كان لبيتها ولأبنائها ولزوجها الطبيب الناجح كل الأولوية، وعندما نزلت إلى ميدان العمل كانت الصحفية المتميزة فى جريدة المساء وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ورئيس شعبة القصة والرواية بالاتحاد لسنوات طويلة كانت خلالها نموذجا يحتذى به فى الالتزام والمشاركة الإيجابية ليس فقط فى الحركة الثقافية من خلال اتحاد كتاب مصر وندوات شعبتها ولكن التواجد الفاعل فى الندوات والاحتفالات فى كل أرجاء مصر وهو ما جعلها بالفعل واجهة مشرفة لكاتبات مصر وأهلها للمشاركة مُحَكِّمًا فى مسابقات دولية ومنها مسابقة «افرابيا» فى نسختها الثانية التى انعقدت لجان تحكيمها منذ أيام قليلة فى مدينة الخرطوم بالسودان وهى المسابقة التى شاركت فيها مشرفًا على لجنة تحكيم القصة، وينظم تلك المسابقة مجلس الشباب العربى والافريقى وتتضمن فئاتها )الشعر والقصة والفن التشكيلى والموسيقى والغناء(، ويتم إعلان الفائزين بها منتصف شهر نوفمبر المقبل ويقام حفل توزيع الجوائز يوم العاشر من ديسمبر بالخرطوم برعاية النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكرى حسن صالح. شاركت فهمى إلى جوار كبار المحكمين فى لجنة فرز مسابقة الشعر ومنهم الدكتور عبد اللطيف عبيد الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز تونس والدكتور الصديق عمر الصديق مدير معهد البروفسير عبد الله الطيب للغة العربية بالخرطوم وضمت لجنة تحكيم القصة أحمد عوض الامين العام لنادى القصة السودانى، كما ضمت لجنة فرز مسابقة الموسيقى الدكتور محمد سيف رئيس اتحاد المهن الموسيقية والدكتور الدرديرى محمد الشيخ أستاذ الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان وعضو اللجنة القومية للأصوات والألحان الجديدة بهيئة الإذاعة والتليفزيون وضمت لجنة فرز مسابقة الفن التشكيلى الفنان الدكتور حسين جمعان والفنان الدكتور أبوبكر الهادى عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان. وسط تلك الكوكبة كانت هالة فهمى الكاتبة المصرية الكبيرة نموذجًا جميلاً للمثقف المصرى الواعى الذى يمتلك أدواته على كل المستويات، ولا يلتفت لتلك الحرب الشرسة التى يتعرض لها من أشباه مثقفين والتى خلت تمامًا من كل قواعد الأخلاق والمنطق، هالة التى تنشغل الآن كثيرًا بالحفيد حتى إنها قد تعتذر عن لقاء مهم لأن الحفيد «نور» حرارته مرتفعة قليلًا، تمضى قدمًا وتضرب المثل بكل ما فى قلبها من محبة وأمومة وبكل ما فى عقلها من فكر وإبداع، لا تلتفت للصغائر، وهو ما يجعلها تعلو يومًا بعد يوم ليس فقط لأنها كاتبة لا يشق لها غبار، ولكن لأن الله يمنح المجتهدين دائمًا ما يستحقون، إنها «جوائز السماء» كما كان يسميها أستاذنا الكبير عبدالوهاب مطاوع رحمه الله