خلال اجتماعات الدورة ال 71 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك مؤخرًا، حدث المشهد التالي: أعضاء الجالية المصرية المحتشدون أمام مقرالمنظمة الدولية يستقبلون موكب الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» بالهتاف لرئيس مصر مرددين هتافات: « سيسى.. سيسى».. وكان المشهد دالًا إلى حد بعيد على أفول نجم رئيس بات على بعد خطوة من حمل لقب «سابق» ليرحل غير مأسوف عليه بعد أن ناصب «مصر 30 يونيو» العداء مساندًا لجماعة الشر الإخوانية. غير أن المشهد ذاته كانت له دلالة أخرى أهم ترتبط برئيس مصر الذى بات أكثر رسوخًا وثقة، فى تأكيد جديد على أن «مصر تتعافى» رغم كل المؤامرات التى حيكت ولا تزال تدبر بليل لها، مع رئيس يعبر عن شعبه وليس صنيعة لأحد ولا يشغل باله إلا بمصالح بلاده وصالح هذا الشعب العظيم. وربما تكون مشاركة السيسى باجتماعات الأممالمتحدة هى أنجح زياراته الخارجية على الإطلاق منذ توليه الرئاسة فى عام 2014م، نظرًا لالتقائه بالعديد من القيادات الدولية مما يعكس إبراز دور مصر باعتبارها الدولة المركزية فى الإقليم. ولم يكن حرص المرشحيّن الأمريكييّن للرئاسة.. هيلارى كلينتون، ودونالد ترامب.. إلا تأكيدًا للمعنى السابق. وربما كان أهم لقاءات رئيس مصر بهذا المحفل الدولي، لقاءه مع رئيسة وزراء بريطانيا «تريزا ماى»، والتى عبرت خلاله عن تطلعها لفتح «صفحة جديدة» فى العلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، معربةً عن حرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصرى. وجاءت كلمتا السيسي، أمام الجلسة العامة للمنظمة الدولية أو أمام جلسة مجلس الأمن، واضحة ومصيبة لكبد الحقيقة حين تحدث عن القضية الفلسطينية وعن ضرورة معالجتها فى إطار «حل الدولتين» داعيًا الإسرائيليين إلى الضغط على «نتنياهو» وحكومته لوقف حالة الصلف فى وجه حل هذه القضية. كما أكد أن الأمن القومى العربى لا يتجزأ، مشددًا على وحدة سوريا وضروة الحل السياسى لإنهاء أزمتها ووقف الدماء، إضافةً إلى تأكيده ضرورة تقوية المؤسسات فى ليبيا ودعم جيشها الوطنى لمواجهة الميليشيات الإرهابية، وعلى وحدة اليمن، فضلًا عن رفض تقسيم المنطقة على أساس طائفى. ولم تخل كلمتا السيسى من انتقاد واضح للعولمة، ولاستغلال الدول الكبرى للدول النامية والفقيرة حيث طالب باحترام حق الشعوب فى التنمية. لقد أعادت «زيارة نيويورك» الحيوية لدور مصر فى محيطيها الإقليمى والعالمي، وأكدت أنها مازالت هى الطرف «الفاعل» و«المستقل» فى أحداث المنطقة.