ألقى الرئيس الأمريكي «أيزنهاور» خطاباً شهيراً في نهاية ولايته أنذر فيه مواطنيه قائلاً إنه ترك فيهم جماعة ضغط عسكرية صناعية قوية جداً، تستطيع الانقلاب على الديمقراطية الأمريكية في أي وقت. وبالفعل أصبح هذا اللوبي العسكري بعد مرور عقود على هذه التحذيرات هو المسيطر على الولاياتالمتحدةالأمريكية. في الخمسينيات كانت كوبا ترزح تحت نظام حكم «فولغنسيو باتيستا»، الذي سمح لمجموعة من الشركات الأمريكية مثل جنرال موتورز ستاندرد اويل شيراتون هيلتون جنرال إليكتريك بالسيطرة على ثروات البلاد..وفي العام نفسه نجح فيدل كاسترو ورفاقه في قلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة لتعود ثروات الجزيرة إلى اهلها، مما آثار مخاوف هذه الشركات الأمريكية التى بدأت في الضغط على أيزنهاور للتخلص من نظام الحكم الجديد في كوبا. ومع وصول جون كينيدي إلى البيت الأبيض قامت سلطات الاستخبارات الأمريكية في أبريل 1961 بالإشراف على عملية إنزال بحري لعملائهم من الكوبيين في خليج الخنازير. المحاولة باءت بالفشل بعد رفض كينيدي دعم عملية الإنزال بالطيران الجوي، وقام بعزل «آلان داليس» مدير السي.آي.إيه، ومساعده «تشارلزكابل». هنا بدأت تحذيرات أيزنهاور تظهر ملامحها حينما بدأت جماعات اللوبي السياسي والعسكري بالضغط على الرئيس الأمريكي واتهموه بالجُبن، وتدخل الجنرال «ليمنيتزر» رئيس هيئة الأركان المشتركة بعرض خطة «الغابات الشمالية» على الرئيس كينيدى في 13 مارس 1962 والتى ستمنح الذريعة لأمريكا وتقدم الحُجة للمجتمع الدولي للتدخل العسكري الأمريكي في كوبا. كان هدف العملية اقناع المجتمع الدولي بأن فيدل كاسترو يشكل خطرا على العالم ويجب التخلص منه مثلما فعلوا مع صدام حسين في العراق. ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من القيام بتمثيلية كبرى بحيث يتم إلحاق أضرار كبيرة بمصالح أمريكية وإلصاق التهمة بكوبا. تضمنت العملية عديد من السيناريوهات المرعبة.مجموعة من المرتزقة الكوبيين بملابس قوات كاسترو تقوم بالهجوم على القاعدة الأمريكية في كوبا تُحدث أكبر قدر ممكن من التخريب والتفجيرات والتسبب بخسائر مادية وبشرية كبيرة- تفجير سفينة أمريكية في المياه الإقليمية لكوبا، ويكون الانفجار من الشدة بحيث يشاهَد في العاصمة هافانا للحصول على شهود عيان وتكون هناك عمليات إنقاذ موسعة ولائحة بأسماء الضحايا ومراسم جنائزية في الوقت الذي تتواجد فيه سفن وطائرات كوبية في المنطقة لإلصاق التهمة بها -طائرة كوبية مزيفة تقوم بقصف ليلي لجمهورية الدومينيكان المجاورة - وأخيرًا تفجير طائرة مدنية أمريكية على متنها شخصيات أمريكية شهيرة،على أن تصدر الطائرة قبل انفجارها نداءات استغاثة وإشارات تدل على قرصنة جوية بواسطة مختطفين كوبيين. رفض كينيدى الخطة وقام بإقالة «ليمنيتزر» من منصبه وتم تعيينه قائدًا لقيادة القوات الأمريكية في اوربا. في نفس العام تم اغتيال الرئيس الأمريكي كينيدي. تم الكشف عن وثائق خطة «الغابات الشمالية» عام 1992 بعد أن اضطر الرئيس الأمريكي «بيل كلينتون» فتح تحقيق موسع حول مقتل كينيدي نتيجة ضغوط المجتمع الأمريكي بعد عرض فيلم سينمائي للمخرج الأمريكي الشهير «أوليفر ستون» والذى فند الرواية الرسمية لمقتل كينيدي. الوثائق قام بنشرها الكاتب الصحفي «جون أليستون» عام 1991 في كتابه )تاريخ الحملة الدعائية الأمريكية ضد كاسترو(، والكاتب «جيمس بامفورد» في كتابه )مجموعة الأسرار- تحليل لوكالة الأمن الوطني(. أحداث 11 سبتمبر 2001 هي احد سيناريوهات خطة الغابات الشمالية التى سطرت لمقتل أبرياء من المواطنيين والعسكريين الأمريكين. مقابل 2973 أمريكية ضحايا انهيار برجي التجارة ستمتلك أمريكا أدوات السيطرة على العالم كله.وكما قال تيري ميسان في كتابة «الخديعة الكبري» أن ما حدث هو بكل بساطة انقلاب عسكري وقع في أعلى السلطات الأمريكية، وفرض شروطه على الرئيس بوش، انقلاب قام به رجال الصفوة العسكرية في الإدارة الأمريكية، رجال يملكون قدرات هائلة، ويديرون مؤسسات ويخترقون كل أجهزة القرار الاستراتيجي الأمريكي، إنه صراع على مستوى قيادة أكبر قوة في العالم، صراع في أعلى السلطة الأمريكية بين تيار الاعتدال وتيار التطرف العسكري الراغب بالهيمنة على العالم. - ثقب في جدار مبنى البنتاجون بعرض 1.8 متر بفعل اصطدام طائرة بوينج 757، رغم نشر 5 بطاريات صواريخ على سطح المبني وفق نظام الحماية الجوية، لم يكن سوى نتاج صاروخ موجه تم إطلاقة من داخل الأراضي الأمريكية. بالتأكيد يتورط جنرالات عسكريون في هذا الحادث. الجنرال «هيبرت آرت» قائد القوات الأمريكية في خطوة غير دستورية أعلن السيطرة على المجال الجوي عندما اصطدمت الطائرات بالأبراج دون إذن مُسبق من الرئيس بوش. أي أن القيادة العسكرية سيطرت على المجال الجوي المدني ومع ذلك فشلت في التصدي للهجمات اللاحقة. وبدلًا من معاقبته اصبح القائد الأعلي لسلاح الفضاء الذى قام الجيش الأمريكي بتطويره بعد 11 سبتمبر. - الميزانية العسكرية ارتفعت بعد 11سبتمبر إلى 586 مليار دولار بما يعادل 25 مرة ميزانية ثاني أكبر جيش في العالم بعد أمريكا. - الغزو الأمريكي لأفغانستان كان لمد خطوط أنابيب الغاز من كابول إلى المحيط الهندي. - الغزو الأمريكي للعراق وتفكيك الجيش العراقي تُعد الخطوة الأولى في ثورات الربيع العربي لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، جنى أرباحها مجمع الصناعات العسكرية . - منذ إعلان الحرب على الإرهاب أكتوبر 2001، كلفت هذه الحرب دافعي الضرائب الأمريكيين تقريبا 6.6 تريليون دولار وآلاف من ضحايا الشعب الأمريكي الدين سقطوا. لكن هذه الحروب أيضا جرفت المليارات من الدولارات لنخبة واشنطن العسكرية، إذ فازت أكثر من 70 شركة أمريكية وأفراد ما يصل إلى 27 مليار دولار بعقود للعمل في العراق وأفغانستان ما بعد الحرب خلال 3 سنوات فقط. ووفقا لدراسة أُجريت من قبل مركز النزاهة العامة ما يقرب من 75 % من الموظفين أو أعضاء مجلس الإدارة في هذه الشركات الخاصة هم من الذين إما خدموا في أو تربطهم علاقات وثيقة بالسلطة التنفيذية في إدارتي الجمهوريين والديمقراطيين أو أعضاء الكونجرس أو أعلى المستويات في الجيش . كاتب جيوسياسي