زلزال مدوٍ للاتحاد الأوربى وحكومة كاميرون الذى خسر رهانه بعد تصويت البريطانيين بالموافقة بنسبة 51% على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى مقابل 48% فى استفتاء وصف بالتاريخى مثلت نتائجه صدمة مدوية لزعماء أوربا وخلفت ضحايا كان أولهم هو صاحب قرار الاستفتاء ومهندسه الأول وهو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذى أعلن عزمه الاستقالة بحلول أكتوبر القادم، ثانيهما وحدة بريطانيا نفسها بعد مطالبة اسكتلندا باستفتاء جديد للانفصال عن المملكة المتحدة إثر تصويتها الخروج من الاتحاد الأوربى وهو ما ترفضه اسكتلندا اضافة إلى تداعيات اقتصادية فلم تصمد أسواق المال أمام نتائج الاستفتاء وبدأت بانخفاض للجنيه الاسترلينى الذى هبط سعره مقابل الدولار إلى مستويات لم تشهدها الأسواق المالية البريطانية منذ 30 عاما وهو أول التداعيات التى لا يستطيع أحد التنبؤ بتبعاتها على بريطانيا ودول الاتحاد الأوربى التصويت الذى مثل صدمة عنيفة لأوربا ولم تكن تتوقع تلك النتيجة بدأ أول مؤشراته فى دعوات اليمين المتطرف فى هولندا وفرنسا للاستفتاء حول قرار الانفصال عن الاتحاد الأروبى فهل تنتقل عدوى انفصال بريطانيا لتشمل كل دول أوربا تحت ضغوط التيارات السياسية المتطرفة والعديد من التساؤلات حول مدى استعداد بريطانيا للاستقلال بقرارها السياسى والاقتصادى عن بروكسل هل تنجح أم تدخل فى نفق مظلم هل يستفيد الاتحاد الأوربى من الدرس البريطانى ويعيد الرؤية تجاه أيديولوجية الاتحاد ويكون قادرًا على التكيف مع الواقع ويبدأ صفحة يجدد بها ثقة الشعوب الأوربية أم اننا على أعتاب تفكك للاتحاد الأوربى ينهى عملية اندماج دامت قرابة 43 عامًا.. والسؤال هل مثلت قضية المهاجرين كلمة السر فى استفتاء البريطانيين؟ وتصبح أول معول فى هدم الاتحاد الأوربى؟ والأهم هل خروج بريطانيا يضعف من قوة القرار الأوربى وخاصة فى القضايا الدولية وأهمها القضية الفلسطينية بحكم وجود الاتحاد كأحد الأطراف الداعمة لعملية السلام فى الشرق الأوسط تساؤلات لا يستطيع أحد التكهن بها.. فالمستقبل هو ما سيجيب عما إذا كانت أوربا تستطيع تضميد جراحها والمضى قدمًا فى مستقبل اتحادها أم يكون الانفصال البريطانى هو بداية انفراط العقد؟