شهدت اليوم الثلاثاء العاصمة الفرنسية باريس، اشتباكات على هامش الاحتجاجات المتواصلة فى فرنسا ضد قانون العمل الذى مررته الحكومة مؤخرا دون تصويت البرلمان. وشارك ما بين 11 :12 ألف مواطن ،حسب الشرطة الفرنسية-،و55 ألف وفقا للمنظمين، فى مسيرة انطلقت من أمام المدرسة العسكرية صوب ساحة "دونفير روشرو" بالدائرة الرابعة عشر بباريس، وسط تواجد مكثف لقوات الأمن، قبل نشوب اشتباكات تسبب فيها عدد من مثيرى الشغب الذين قذفو على عربات الشرطة مقذوفات وزجاجات حارقة على قوات مكافحة الشغب التى ردت عليهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأعلنت السلطات الفرنسية أن المسيرات ضد قانون العمل ضمت فى مختلف مدن فرنسا 68 ألف متظاهر بينما تم توقيف 87 شخصا، وفى سياق متصل، قال وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف، إنه تم إصدار 53 حظر تظاهر كإجراء احترازي، بحق أشخاص شاركوا فى مرات سابقة فى اعمال تخل بالامن العام. ووقعت مواجهات بين مثيرى الشغب ولجان التأمين الداخلية بالمسيرة فى باريس، واعتقلت شرطة باريس 12 شخصا من بينهم 9 لحملهم أسلحة و3 قاموا بإلقاء مقذوفات. من جانبها، أصدرت الإدارة العامة للطيران المدنى الفرنسية بيانا أوصت فيه شركات الطيران بإلغاء %15 من رحلاتها بمطار أورلى بعد غد الخميس، متوقعة حدوث اضطرابات على كامل الأراضى الفرنسية، ودعت المسافرين إلى التأكد من عدم وجود تغييرات أو إلغاءات لدى شركات الطيران التى حجزوا معها. وبدأ سائقو الشاحنات فجر اليوم إضرابا فى عدد من المدن الفرنسية منها نانت وكاين ومارسيليا وبوردو وعدة موانىء منها "لو هافر" و"سان نازير"، فصلا عن تعطيل عمل بعض مصافى تكرير النفط، كما تمكنوا من إبطاء حركة المرور أو إيقافها فى نقاط حيوية فى الشمال والغرب وبخاصة فى منطقة بوردو حيث منعوا مرور إمدادات لمتجر كبير وسيارة صهريج وقود. كان الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند قد شدد فى حديث أجراه اليوم مع إذاعة "أوروبا-1" على تمسكه بإصلاح قانون العمل المثير للجدل رغم الاحتجاجات الواسعة الرافضة له، محذرا من الخروج عن القانون أثناء التظاهرات، ومؤكدا أن أى "تخريب" لن يمر دون عقاب.