لا تهاون في العرض أو الشرف والبينة علي من ادعي حذاء المرأة الصعيدية أشرف من كل الخونة والمتآمرين 220 نائبًا يتقدمون ببلاغ للنائب العام والمجرم لا يزال حرًا طليقًا لم تكن تلك هي المرة الأولي، وقطعًا لن تكون الأخيرة، لكن أحدًا لم يكن يظن أو يتصور أن يصل الأمر إلي هذه السفالة، والتعدي علي كل المحرمات، بالطعن في الأعراض فيصيب السهم المسموم، نساء الصعيد وحرائر الوطن، أمك وأمي، أختك واختي، ابنتك وابنتي. كانت البداية فيديو انتشر بسرعة الصاروخ، مقطع من حلقة تليفزيونية قدمها الإعلامي خيري رمضان بعنوان «المتزوجون» في برنامجه الشهير «ممكن» علي شاشة قناة cbc الفضائية.. واستضافت فيها عددا من الشخصيات بينهم هذا المدعو «تيمور السبكي». بكل استهانة ووقاحة عن «حمادة وهريدي»، يصل التطاول إلي مداه، عندما يحدثنا «السبكي» عن أن لديه احصاءات تقول: «إن 45٪ من نساء الصعيد، وتحديدًا نساء المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان» لديهن استعداد للانحراف الأخلاقي، وأن نساء الدلتا لديهن نفس الاستعداد. وقال هذا «الصفيق» وسط ضحكات لا تخلو من معني «دي بقت ظاهرة أنا لامسها وشايفها، وأن لديه تليفونات وفيديوهات وقصصا يسمعها ويعرفها، وأن معظم «السيدات المتزوجات من عاملين بالخارج )8 ملايين مسافر( لديهن استعداد للانحراف ولكن لا يجدن من يشجعهن علي ذلك!! عندما شاهدت هذا الفيديو الذي انتشر بسرعة الصاروخ الأسبوع الماضي، لم أصدق، عدت إلي تاريخ إذاعته، ففوجئت بأن الحلقة تمت إذاعتها في التاسع من ديسمبر 2015، أي منذ أكثر من شهرين، أكثر من شهرين وسموم الطعن في شرف نسائنا تسري كما تسري النار في الهشيم، إلي أن بلغ الأمر مداه، وبدأ البعض ينشر الفيديو علي نطاق واسع حتي وصل إلي العامة من الناس وسجل أعلي معدلات للدخول، وبدأ الإحساس بالوجع يصل إلي أبناء الصعيد رجالاً ونساء شبابًا وأطفالاً في داخل البلاد وخارجها. في هذا اليوم وجدت نفسي أصرخ، أشعر بالقهر، بالألم الذي يجتاح أمي في قبرها، وأختي في بيتها، وأبنتي في مدرستها، أكاد لا أصدق، أن قناة فضائية تترك الجريمة تمر، منذ أكثر من شهرين دون أن تقدم كلمة اعتذار واحدة، وكأن الأمر شيء عادي، حرية رأي، حق الاختلاف، لا يهم ماذا يقول هذا «الوقح»؟ حقه في أن يدلي بأفكاره، احنا بتوع الرأي والرأي الآخر. كنت أظن أن مذيع الحلقة سوف يطرده علي الفور، وكنت أظن أن رئيس ما يسمي بغرفة صناعة الإعلام، مالك قناة «cbc» سوف يخضع الأمر للتحقيق، ويضع حدًا لهذه الاستهانة، لكن أحدًا لم يفعلها. قلنا ربما يكون الأمر «سهو»، أو لم يلفت انتباه رئيس الغرفة، التي منعت المستشار مرتضي منصور من الظهور الإعلامي لأنه أساء لزميلة إعلامية، ولكن الأمر الآن أصبح علي عينك يا تاجر، يعلم به القاصي والداني، تساءلت وتساءل الكثيرون، ألا يستحق الأمر المحاسبة أو كلمة اعتذار، للأسف تم تجاهل الأمر، وكأن شيئًا لم يحدث، أو كأن اعراض نساء الصعيد، لا تستحق حتي مجرد كلمة واحدة تهدئ النفوس، وتحاسب المتجاوزين، كأن نساء الصعيد سقط متاع، أو كأن كرامة الرجال لا تستحق حتي مجرد صدور بيان. اشتعلت النيران في الصدور، أطلق الشباب الصعيدي حملة علي مواقع «الفيس بوك»، تساءل الكثير منهم أين المسئولون، لماذا لم نسمع صوتًا لأحدهم يدين ما حدث، لماذا يترك السفهاء يطلون علينا من الفضائيات، يطعنون فى أعراضنا، ويتهمون نساءنا، ويلحقون العار برجالنا العاملين في الخارج؟! حدثني أحد هؤلاء العاملين المصريين في الكويت، سألني بحسرة، ماذا يريدون، اتغربنا، تركنا البلاد، لضيق ذات اليد، لم نخن الوطن ولم نبع مبادئنا، صبرنا علي الوجع، وتحملنا الرذالات، والآن يأتي من يطعن شرفنا وأعْراضنا، ويجعلنا فرجة أمام الآخرين. حاولت أن أهدئ مشاعره، كانت كلماته تئن وتصرخ، شعرت بالألم يجتاح صدره، كأنني أسمع صوت وحش كاسر، الدم يغلي في العروق، والحياة توقفت أمامه، نسي كل شيء، ولم يعد يتذكر سوي هذه الكلمات البذيئة التي نالت من عرضه وشرفه. آلاف، بل ملايين المصريين بالخارج، تجتاحهم ثورة لا تهدأ، وشعور بالمهانة بلا حدود، دفع ببعضهم أن يمسك بالأسلحة البيضاء ويبث الفيديوهات على شاشة الفضائية مهددًا ومتوعدًا. فى اليوم التالى سمعت «العجب»، نفس هذا الشخص، يتصل هاتفيا ببرنامج الإعلامي خيرى رمضان، يعتذر لمن فهمه خطأ، أى أن العيب فينا، لم نفهم كلماته جيدًا، مع أنها واضحة وضوح الشمس، اتهامات وقحة وصريحة تطلق على عواهنها، دون دليل، يطلب منه المذيع الاعتذار بوضوح، لكنه يرفض ويتمنع ويتهمنى أنا والزميل أحمد موسى بأننا ننصفى حسابات مع الإعلامي خيرى رمضان..!! يتساءل خيرى رمضان، ولماذا ينتشر الفيديو في هذا الوقت؟ أليست تلك هى المؤامرة، وينسى أن المؤامرة هى أن يذاع هذا الكلام من الأساس وأن يترك هذا الشخص يكمل حديثه دون أن يتم طرده من الاستوديو والاعتذار صراحة عن هذه الوقاحات؟!! وبدلاً من ترك الناس تعبر عن صرخاتها والألم الذى يجتاح النفوس، فوجئنا بسيل من التبريرات والاتصالات المعدة مسبقا لبعض هؤلاء الذين أرادوا أن يعطونا دروسا فى المهنية ووجوب عدم التصعيد.. يتساءل الناس فى حسرة أى حيادية وأى مهنية، وكيف تتم استضافة هذه «الحثالات» من الأساس، كيف يقبل البعض على نفسه أن يترك العنان لهذا الغثاء أن يطل علينا من شاشات الفضائيات ليصل إلى بيوتنا ويطعن أعراضنا ويتجاوز كل الخطوط الحمراء؟ نسى هؤلاء أو تناسوا عن عمد أن المرأة المصرية لا تملك سوى شرفها، وأنه بدلاً من تكريمها والاشادة بدورها فى إنقاذ مصر من جماعة «الإخوان» فوجئنا بمن يهيل عليها الثرى ويطعنها فى أغلى ما تملك. نسى هؤلاء من هى المرأة المصرية تجاهلوا كفاح المرأة الصعيدية من أجل تربية أبنائها والزود عنهم، وحماية حرمة بيتها فى غياب زوجها، تجاهلوا كل شىء وراحوا يمضون باستهانة غريبة فى اتهاماتهم ورذالاتهم. توحد أبناء الصعيد فى كل مكان، رفضوا الاهانة، حذروا وطالبوا بتفعيل القانون، ومحاسبة كل من أساء إليهم وارتكب الكبائر فى حقهم، قالوا نحن صبرنا على كل شىء، الفقر والتهميش وغياب التنمية والبطالة، والسخرية التى تتردد على ألسنة السفهاء محاولة النيل من رجولتهم، لكننا لا يمكن أن نصمت أمام محاولات من أعراض نسائنا وشرفنا.. ناشدنا عبر وسائل الإعلام، مضينا إلى البرلمان، أعددنا بلاغا للنائب العام وقع عليه أكثر من 220 نائبا، تمضى الساعات ثقيلة، يخرج هذا الصفيق ويواصل حواراته على الفضائيات، يحملنا مسئولية المساس به، ويقول «دمى فى أعناق مصطفى بكرى وأحمد موسى ووزارة الداخلية»، أصبح هو «الضحية» وأصبحنا نحن «الجناة»!! إن القضية فى نظرى ليست فقط «إهانة» وطعن فى أغلى ما تملك «المرأة» الصعيدية، ولكنه الرهان على الفتنة، وإثارة القلاقل، وهذا جزء من مخطط يتعرض له الوطن منذ سنوات. لقد كان الصعيد دومًا هدفًا لهؤلاء المتأمرين، بالضبط كما يحدث مع أهلنا فى بورسعيد والبدو والنوبة والأقباط، محاولات التشكيك فى كل شىء، عبر الإعلام والشائعات والأكاذيب، أنه الجيل الرابع من الحروب، الذى تستخدم فيه كافة الآليات لتحقيق الأهداف المرجوة.. حاولوا كثيرا استغلال معاناة أهل الصعيد والحديث عن تهميشهم والتشكيك فى أغلى ما يملكون من قيم ومبادئ وثوابت وفشلوا، والآن جاءوا بهذا السلاح الفتاك ظنا منهم أنهم سينالون هدفهم ومرماهم.. إنهم لا يعرفون أبناء الصعيد وأصالتهم، وعمق انتمائهم لهذا الوطن، لا يدركون حجم التضحيات، ولا يعرفون أن الصعايدة منتشرون فى كل ربوع البلاد، للبناء وليس الهدم، للبحث عن لقمة عيش شريفة يذودون بها عن أنفسهم وأسرهم ضد عواصف ومخاطر الحياة.. الصعيدى ياسادة، لا يعرف الخيانة أو الغدر، ليس له قبر ولا وطن خارج مصر، مستعد أن يضحى بلا حدود، لأنه من نبت هذا الوطن، مستعد أن يقدم أولاده وأسرته جميعا فداء، لكن إياك وعرضه وشرفه، إياك أن تحاول المساس به، هنا يصحو المارد ويتحول إلى وحش كاسر دفاعا عن أغلى ما يملك. والآن لم يعد أمامنا من خيار سوى اللجوء إلى القانون، لن نترك القضية، ولن نقبل أى اعتذار، فلا اعتذار فى قضايا الشرف والعرض، لقد انطلق السهم، ليصيب نساءنا ورجالنا، وليلحق الأذى بالجميع، ومن ثم فإن المحاكمة والسجن سيمثل رادعا لكل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء. لقد تقدم أكثر من 220 نائبا ببلاغ إلى المستشار النائب العام، وتقدم آلاف آخرون فى كافة محافظات الصعيد، ومصر بأسرها وحتما سيلقى هذا البذىء عقابه، ولكن الأهم والأخطر إلى متى ستبقى الفوضى الإعلامية والصحفية بلا قانون يحاسب ويردع؟!