أكد رئيس تيار المستقبل رئيس وزراء لبنان الأسبق، سعد الحريري، أن لبنان سيبقى عربيا ولن يكون ولاية إيرانية تحت أي طرف من الظروف. وقال الحريري في كلمته في الذكرى الحادية عشرة لذكرى اغتيال والده رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري أمام حشد من أنصاره وأعضاء قوى 14 آذار، نحن عرب وسنبقى عرب ولن نسمح لأجد أن يجرنا إلى العداء للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، ولن يكون لبنان ولاية إيرانية تحت أي طرف من الظروف، محذرا من أن الاندفاع غير المسئول يساهم في تعرض مصالح للبنان عبر التحالمل على الدول الشقيقة في مقدمتها السعودية. ودعا إلى تهدئة الصراخ ووقف المنابر المذهبية، ومعالجة مشكلات البلاد الاجتماعية بروح التعاون على إنقاذ لبنان، مؤكدا أن رئاسة الجمهورية اللبنانية أولى بالاهتمام ببذل الجهد من رئاسة الجمهورية السورية أو العراقية، أو اليمنية (في إشارة لتدخل حزب الله في هذه الأزمات). وقال إن مصلحة لبنان في المشاركة في اجتماعات مجلس النواب والحكومة لا في محاصرة مضايا أو المدن السورية الأخرى. وشدد على أن مصير الرئاسة اللبنانية في يد اللبنانيين، وقال لن نخشى أي شريك في الوطن لرأس السلطة طالما يتلتزم إتفق الطائف، والعيش المشترك والدستور وتقديم المصلحة الوطنية اللبنانية على المصالح الإقليمية . وقال إن الفراغ كارثة ، والبعض الآخر يقول ليس هناك عجلة( في إشارة لحزب الله)، مشيرا إلى تدهور حال البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، موجها له تحية ، موضحا تراجع كل الأمور منذ ذلك الوقت سواء الاقتصاد أو السياسية أو النظام أو السلم الأهلي أو على صعيد أزمة النفايات. واستعرض الحريري تطورات اقتراحه بترشيح النائب سليمان فرنجية رئيس تيار المردة (حليف حزب الله). وقال إن واجبي الأول والاخير وضع حد للفراغ الرئاسي، مشيرا إلى أن أربعة من الزعماء المسيحيين اجتمعوا في البطريركية المارونية واتففقوا أنه ليس من مرشح مقبول إلا واحد من الأربعة "أمين الجميل، سمير جعجع، العماد ميشال عون، سليمان فرنجية". وأضاف لقد حاولنا إنهاء الفراغ بمرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع، ونزلنا 35 مرة لجلسة مجلس النواب دون فائدة، وفي هذه الأثناء طرحت فكرة داخل 14 آذار أن الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل لو لقى قبول من 8 آذار يسحب جعجع ترشيحه لصالح الجميل. وتابع قائلا : فتحنا حوارا مع العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح فكان نتيجته تشكيل الحكومة ، ولكن لم نناقش ولم نعده بترشيحه للرئاسة اللبنانية ، مؤكدا أنه غير صحيح ما نقله البعض عنه أن وعد عون بترشيحه للرئاسة . وأضاف لم يبق إلا سليمان فرنجية بعد رفض المرشح التوافقي من قبل قوى 8 آذار، ففتحنا حوارا مع الوزير فرنجية ، وتوصلنا معه لتفاهم ، والهدف إنهاء الفراغ ووضع حد للتدهور والعمل على تحسين وضع لبنان الاقتصادي والمعيشي وحماية النظام والسلم الأهلي. وأقر بأن هذه الخطوة خلطت الأوراق ، قائلا خطوة أرغمت الجميع على البحث في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي تم إنهائه ، ونحن فخورون بهذه النتيجة .وأردف قائلا خطوة أدت بحلفائنا في القوات اللبنانية إلى التصالح مع تيار عون، وهذا نحن من أول من دعونا لها ، وأول المرحبين به، ثم خاطب جغجع، قائلا ياليتها كانت هذه الخطوة منذ زمن، كان وفرت كثير للبنان والمسيحيين، معتبرا أن من حق جعجع تأييد عون والانسحاب لصالحه من سباق الرئاسة. وأشار إلى أن المرشحين حاليا هم فرنجية ، وعون ، والنائب هنري حلو (مرشح اللقاء الديمقراطي الذي قد يتزعمه وليد جنبلاط) ، وقد يكون هناك مرشح آخر، وخطاب حزب الله وحلفاءه قائلا: بالتالي تفضلوا لحضور جلسات مجلس النواب ، إلا إذا كان مرشحكم الفراغ . وقال إن سنحضر أي جلسة لانتخاب رئيس للبنان وسوف نكون أول مهنئين لأي رئيس يجرى انتخابه ، ونقول له مبروك يا فخامة الرئيس. واستغرب مطالبة حزب الله بأن يؤيد تيار المستقبل عون للرئاسة وإلا سيكون هناك فراغ، وتساءل كيف تقاطع الجلسات وتحملنا مسئولية عدم انتخاب رئيس للبلاد.وفي تعليقه على قول حزب الله أن موقفه نابع من وفائه بوعوده لحليفه العماد ميشال عون بتأييده للرئاسة . قال حلو الوفاء للحلفاء، ولكن الأهم الوفاء للبنان.واستذكر والده رفيق الحريري قائلا إن الحق معه .. واليوم أكثر (وهو شعار الذكرى الحادية عشرة لاغتيال رفيق الحريري). كما استذكر شهداء قوى 14 آذار ، مؤكدا أنهم قتلوا من أجل الدولة ، وليس من أجل مشاريع خاصة ، مجددا الالتزام بقضية الشهداء ، ومشروع الدولة، والمحكمة الدولية ، ومشددا على رفض تحول تيار المستقبل لمشروع طائفي.وقال إن مشروعنا وطني عابر للطوائف، خصوصا عندما يكون مشروع غيرنا طائفي عابر للأوطان(في إشارة لحزب الله). وأضاف أن 14 آذار 2005 ستظل ذكرى للتمرد على الوصاية السورية ، وأردف قائلا يعز علي أن تتقدم الخلافات بين مكونات 14 آذار على نقاط الإتفاق، داعيا قوى 14 آذار وفي طليعتها تيار المستقبل لمراجعة تتولاها أمانة 14 آذار بهدف تأكيد مبادئ استقلال لبنان عن النفوذ السوري. وشددا على أن مصير لبنان سوف يحدد في لبنان ، قائلا لن يحكم لبنان من إيران. وقال عند كل قرار مفصلي أسأل نفسي سؤل، ماذا لو كان رفيق الحريري سيفعل لو كان في موقعي . وأردف قائلا فيا ليت رفيق الحريري كان واقفا أمامكم، في مكاني اليوم. وفي ختام كلمته، دعا قيادات قوى 14 آذار للصعود للمنصة لإلتقاط صورة تذكارية تأكيدا لاستمرارية ووحدة التحالف بينهم. ثم توجه الحريري إلى ضريح والده حيث قرأ له الفاتحة هو وضحايا التفجير الضخم الذي أودى بحياته في 14 فبراير 2005.