أكد الرئيس السيسي في كلمته أمام مجلس النواب أن نتائج الانتخابات تعبيرا جليا عن ارادة الشعب المصري العظيم قائلا: "استكملنا نحن المصريون خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعا ،يوم قررنا استعادة الوطن ممن ارادوا اختطافه لحساب اهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة ،فكان رد المصريون عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من ابناء هذا الوطن ممثلين شعبه ومعبرين عن طموحه واماله. وأعلن الرئيس السيسي انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كاجراء استثنائي فرضه علينا الظرف السياسي ،متمنيا من الله أن يوفققهم إلى ما فيه الصالح لهذه الامة العظيمة .وهذا الشعب الذي يعلق عليهم امالا كبيرة . وتابع قائلا: "من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله انه ارسى قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية وقد استطاع شعبنا العظيم ان ينتصر للحرية والديمقراطية ،وان يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف ،،لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه أبدا ، لقد اثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبريائه ،وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتباة التاريخ .واكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج" . وأكد أيضا أن الدولة تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهروها ، وأن المصريون قرروا انفاذ إرادتهم لافتا الي نه لن يثنيهم عن ذلك كائنا من كان ، وتابع قائلا: " إننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لاحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي. وأوضح الرئيس السيسي أنه تعلم من المؤسسة العسكرية المصرية أن يكون مقاتلا فيها، وكذلك تعلم معني المعاني الوطنية ومبادىء الشرف والاخلاص والتضحية وانكار الذات ومارس ذلك على مدار أكثر من 30 عاما. واستطرد قائلا: " كانت مصر هي الامل والرجاء كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانته اللائقة بين الامم ، لم اتقاعس يوما عن اداء مهمة أو تكليف ، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفونني به لتولى معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة انقاذ وبناء. وأضاف أنه منذ اللحظة الاولى كان على دراية ومعرفة بحقائق الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا ، وكذلك الظروف الصعبة التي تحيط بالمنطقة ،وبما يحاك الوطن، وأكد أنه لم يخف عن المصريين شيئا قائلا: "لقد كنت صادقا معكم اذ اعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يقطع يقيني وثقتي باننا نحن المصريون قادرون على تحدي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل مادمنا نمتلك الوعي الحقيقي والارادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف، إن ايماني لم يتزعزع أبدا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الامال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيد ابنائه جميعا. ولفت الي أن الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الان تفرض على الجميع مسئولية تاريخية واداء استثنائي تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقى البنيان قائما وشامخا، مشيرا الي أن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمان حرا ممثلا حقيقيا لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمقراطية السلمية ، دون استعراض اعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه. وأوضح الرئيس قائلا: "لقد جابهنا معا موجه عاتية من إرهاب غاشم استهدف الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن ، وفي صدارة المجابهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن ولكن بفضل من الله وبارادة وطنية لا تلين وبصمود الشعب العظيم استطعتنا ان نكسر شوكة تنظيمات الارهاب في الوادي وسيناء وعلى الحدود الغربية ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخي. وأضاف: "نحن نواجه هذه الارهاب الاسود لم نغفل أن هدفنا الاسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدول المصرية ، دولة ديمقراطية مدنية حديثة ، وكان انطلاق مشروعنا الوطني وفق رؤية علمية وخطى طموحة يراعي التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة ، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط انما امتدت لتلبي متطلبات الابناء والاحفاد في المستقبل ، وهو ما خلق الدافع والباعث كي نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه" .