قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إنه "لن يقدم المزيد من التنازلات" و "سيقاتل من يهدد أمن واستقرار البلاد"، مكرراً استعداده لتوقيع اتفاق نقل السلطة في إطار الحوار. وقال صالح لبعض وسائل الإعلام المختارة، صباح اليوم، إنه "لن يستدرج إلي حرب أهلية"، رغم الاشتباكات المتجددة بين القوات الحكومية وأنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر. وأعتبر الرئيس اليمني أن "ما حدث كان تصرف استفزازي لاستدراج اليمن إلي حرب أهلية، ولكن هذا قاصر علي أبناء الأحمر، وحمّلهم مسؤولية إراقة دماء مدنيين أبرياء". وأضاف "حتي هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات"، كما حذّر من أن القاعدة "صعدت الهجمات في اليمن منذ بدء الاحتجاجات". وتأتي هذه التصريحات للرئيس اليمني بعد عودة الاشتبكات العنيفة إلي العاصمة اليمنية صنعاء، إثر فترة من الهدوء، بعدما خلّفت 38 قتيلاً خلال الأيام الثلاثة الماضية. وفي تطور خطير، قصفت قوات يمنية منزل شيخ قبيلة حاشد، فيما كانت تجتمع فيه لجنة من شيوخ القبائل ووسطاء في محاولة لنزع فتيل الأزمة، ما أدي إلي إصابة عدد منهم، بينهم اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي. وليلاً، سيطر مناصرو الأحمر علي مبني وكالة الأنباء اليمنية حسب ما أفاد مسؤول وشهود لوكالة الأنباء الفرنسية. وسمعت أصوات الرصاص والانفجارات بكثافة في الصباح في حي الحصبة الذي يشهد الاشتباكات. وكانت المواجهات قد تراجعت خلال فترة الليل، بعدما طلب الرئيس اليمني من قواته وقف النار، ومن مناصري الأحمر الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها، والتي تشمل وزارة الصناعة والتجارة ومبني الخطوط الجوية اليمنية ومبني المعهد العالي للإرشاد ومدرسة الرماح. وقال مصدر طبي في مستشفي العلوم والتكنولوجيا في صنعاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن 24 شخصاً من أنصار الزعيم القبلي صادق الأحمر قتلوا، بينهم ثلاثة من زعماء العشائر، كما جرح عشرات آخرون. ومن جانبها، ذكرت وزارة الدفاع علي موقعها الإلكتروني نقلاً عن وزارة الداخلية أن 14 جندياً قتلوا، واعتبر اثنان آخران في عداد المفقودين.