وصل في تمام الخامسة من مساء اليوم الإثنين كل من اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية، ومحسن النعماني، وزير التنمية المحلية، إلي المنطقة العسكرية بمدينة قنا، بتكليف من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, للتحاور مع زعماء عائلات القناوية، في محاولة لإنهاء الاحتجاجات، التي اندلعت في قنا عقب الإعلان عن تعيين لواء شرطة في منصب المحافظ. حضر الاجتماع كل من رئيس المنطقة العسكرية الجنوبية للقوات المسلحة، واللواء محمد أحمد إبراهيم مدير أمن قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة. بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة لأرواح شهداء 25 يناير العظيمة، ثم استمع كل من النعمانى والعيسوى خلال الاجتماع لمطالب ممثلين عن أهالى قنا، والتى تتمثل فى إقالة عماد شحاتة ميخائيل من منصبه كمحافظ لمحافظة قنا، مطالبين بمحافظ مدنى يتفهم طبيعة المحافظة وينظر إلى احتياجاتها ومشاكلها. ثم دار حوار بين عيسوي والحاضرين ومنهم شخصيات من الإخوان المسلمين والسلفيين وكذا شعبيون وتنفيذيون، وأكدوا أنهم لن يفضوا الاعتصام ولن يفتحوا الطرق، وأضافوا: عانينا كثيرا فى عهد المحافظ السابق اللواء مجدى أيوب زيادة الفتن الطائفية ولا نريد تكرار مثل هذه التجربة المريرة. وقال اللواء محسن النعماني، وزير التنمية المحلية، إن القيادة السياسية لم تنظر للواء عماد شحاتة على أساس ديانته، مضيفا "أننا جميعا مصريون، و نعمل على صياغة قانون جديد يعتمد على اللامركزية، ويتيح تدريجيا لنا تسليم كل سلطات إدارة شئون القرى والمدن، ثم المحافظات للشعب"، مشيراً إلى أن القانون الجديد يهدف إلى زيادة القادة الشعبيين، ولن يطبق القانون إلا بعد الاستماع لرأى 85 مليون مصرى حتى لا يضار أحد من المشروع، وطالب النعمانى بضرورة فتح الطرق والسكك الحديدية لحين عرض مطالبهم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء، مؤكدا أنه لن يفرض عليهم شيئاً يكرهونه. وأضاف منصور العيسوي، وزير الداخلية "أنا من مواليد محافظة قنا، وأعتز بانتمائي لها، وأتمني فض اعتصامكم، وفتح الطرق", مشيرا إلى أن القرار سيكون فى صالح أبناء قنا، موضحاً أن المجلس العسكرى سيتخذ القرار الصحيح بعد نقل وجهة نظر ومطالب أبناء قنا التى تم طرحها فى هذا اللقاء. وقال فضيلة الشيخ قرشى سلامة - إمام مسجد - إن الصعيد أكثر مكان تم ظلمه فى مصر, و رفضنا ميخائيل محافظاً لقنا لا يرجع لكونه قبطياً, مؤكداً أن الجميع بقنا يقدر الأخوة الأقباط فهم لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ونقدر قراراتكم، وكفا قنا التجربة السابقة. وفى نهاية اللقاء، عبر الحضور عن شكرهم للوزيرين، وقاما بتفويضهما لعرض مطالبهم. ورد الوزيران: سنرفع طلباتكم للمجلس العسكرى، ولرئيس الوزراء ولا نستطيع أن نغصبكم على شىء، ولن نعين محافظا لا يرضى عنه الشعب القنائى. وفي سياق متصل، ازداد ميدان الاعتصام كثافة بعد نهاية الاجتماع ووصلت الأعداد إلى آلاف افترشوا الطرقات والأرصفة المحيطة, وردد المتظاهرون العديد من الهتافات منها "اعتصام اعتصام حتى يصدر البيان" و"عماد ميخائيل قاعد ليه عايزنها فوضى ولا إيه"، وواصل المعتصمون بميدان سيدي عبدالرحيم القناوي في اعتصامهم وقطعهم لطريق مصر - أسوان السريع وواصل زملائهم الاعتصام أيضا قاطعين شريط السكك الحديدية.. ونفى المعتصمون أن يكون الإخوان أو السلفيون هم من يحركون المواطنين، ولكن أهالى قنا وعائلاتها مجتمعون على مطلبهم فى جعل محافظ قنا مسلماً بعد تجربتهم الماضية مع اللواء مجدى أيوب الذى فشل، على حد قولهم، فى إدارة ملف الفتنة الطائفية.