أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ومقرها برلين مساء أمس الأحد فوز الكاتبة الفلسطينية عائشة العودة بجائزتها السنوية لعام 2015 والتي خصصت لأدب السجون كما منحت الجائزة الثانية التقديرية لكل من السوري مصطفي خليفة والمغربي أحمد المرزوقي. ومؤسسة ابن رشد التي تأسست عام 1998 في ذكري 800 عام علي وفاة الفيلسوف العربي ابن رشد تمنح الجائزة وقيمتها المالية رمزية '2500 يورو' في مجال يتغير من عام لآخر كما تتغير لجنة التحكيم سنويا، ويتسلم الفائز الجائزة في حفل ببرلين في ذكري وفاة ابن رشد في ديسمبر كانون الأول. وكانت المؤسسة أعلنت في مارس آذار الماضي تخصيص الجائزة لكاتبة أو كاتب قدم في مجال أدب السجون عملا روائيا أو سيرة ذاتية أو شعرا 'يحفز بإنتاجه المكتوب باللغة العربية علي نقاش عام وواسع حول السجون والقمع وانتهاك الحريات والكشف عن أوضاع السجناء السياسيين ويعزز من خلال عمله قيم الحرية والكرامة الإنسانية في العالم العربي.' ومنحت الجائزة طوال 16 عاما لفائز واحد وهذه هي المرة الأولي التي تعلن المؤسسة فيها عن أسماء فائزين بجائزة ثانية. وقالت المؤسسة في بيان أرسلته إلي رويترز في القاهرة بالبريد الإلكتروني إن عائشة عودة المولودة عام 1944 في قرية دير جرير من ضواحي رام الله 'عاشت مرارة الحكم العسكري الإسرائيلي وظلم سجونه' عام 1969 وتم نسف منزل أسرتها إثر اعتقالها وفي عام 1970 صدر بحقها حكمان بالسجن المؤبد مضافا إليهما عشر سنوات بتهمة المشاركة في وضع القنابل في القدسالغربية والانتماء إلي 'منظمة غير مشروعة' ولم تحصل علي حريتها إلا عبر عملية تبادل للأسري عام 1979. وأضاف أنها أبعدت إلي الأردن ثم 'عادت إلي أرض الوطن بعد توقيع اتفاقات أوسلو' وحرصت علي كتابة تجربتها ونقلت الكثير عن 'فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي خلال الاستجواب والحبس المتواصل في سجون الاحتلال' في كتابيها 'أحلام بالحرية' و'ثمنا للشمس' كما صدرت لها عام 2007 مجموعة قصصية عنوانها 'يوم مختلف'. وقال البيان، إن لمصطفي خليفة قصصا مع السجون في سوريا ففي شبابه شارك في أنسطة سياسية أدت إلي سجنه مرتين 'وامتدت في المرة الثانية 15 عاما تنقل خلالها بين العديد من السجون' وشكلت التجربة موضوعا لروايته 'القوقعة' التي تسرد أحداثا دقيقة ومؤلمة 'لتصبح شاهدة علي مدي العنف والظلم في سجون الطغاة.' وأضاف أن أحمد المرزوقي الضابط المغربي السابق المولود عام 1947 وجد نفسه في يوليو تموز 1971 يواجه حكما أصدرته محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات 'لكنه قضي في السجن عشرين عاما منها 18 عاما في معتقل تزممارت الرهيب حيث مات كثيرون من رفقائه الأسري جراء البرد والمرض وسوء التغذية والرعاية الصحية' ولم يفرج عنه إلا عام 1991 وسجل تجربته في كتابه 'تزممارت.. الزنزانة رقم 10'. وقال البيان إن الفائزين اختيروا من بين 18 شخصية من ست دول عربية رشحوا لجائزة هذا العام. وفاز بالجائزة مفكرون وفنانون منهم الجزائري محمد أركون والمغربي محمد عابد الجابري والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم والسورية رزان زيتونة والفلسطينيون عزمي بشارة وعصام عبد الهادي والمطربة ريم بنا والتونسيون نوري بوزيد وسهام بن سدرين وراشد الغنوشي والمصريون محمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد وسمير أمين وصنع الله إبراهيم. وضمت لجنة التحكيم هذا العام كلا من الشاعر المغربي محمد الأشعري والروائيين السوري خالد خليفة والعراقي صموئيل شمعون والناقدتين الأردنية رزان محمود إبراهيم والمصرية سامية محرز.