تبنت منظمة اليونسكو اليوم 'الأربعاء ' قرارا حول فلسطين ينتقد الممارسات الإسرائيلية في القدس، وذلك بعد أن تم حذف فقرتين تتعلق الأولي بضم 'ساحة البراق' إلي المسجد الأقصي، والثانية تتعلق بإيفاد مبعوث خاص للمديرة العامة لليونسكو إلي القدس لمتابعة الأوضاع علي الأرض. ونص القرار الذي اعتمد اليوم علي أن منظمة اليونسكو تندد بالقيود علي حرية العبادة في المسجد الأقصي. وحظي القرار الذي طرحته المجموعة العربية للتصويت علي الدول ال58 الأعضاء بالمجلس التنفيذي لليونسكو بتأييد 26 صوتا مقابل ستة أصوات ضد، فيما امتنعت 25 دولة عن التصويت. وأشارت مصادر دبلوماسية إلي أن الدول التي صوتت ضد القرار هي : الولاياتالمتحدة و ألمانيا وبريطانيا وهولندا وجمهورية التشيك وإستونيا. وأدان القرار- الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط علي نسخة منه - الاعتداءات الإسرائيلية والإجراءات غير القانونية التي تتخذها سلطات الاحتلال، والتي تحد من حرية العبادة، وتحد من دخول المسلمين الي المسجد الأقصي، ويطالب إسرائيل كقوة احتلال بوقف الإجراءات الحالية واحترام الوضع القائم من قبل عام 1967. واستنكر بشدة الاقتحام المتكرر لموقع الأقصي من قبل متطرفين اسرائيليين ينتمون لتيار اليمين، ويناشد إسرائيل باتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع هذه الأعمال الاستفزازية التي تنتهك الطابع المقدس للمسجد الأقصي. وشجب استهداف الإسرائيليين للمدنيين، وكذلك الشخصيات الدينية من المسلمين والمسيحيين، فضلا عن الاعتداءات و عمليات الاعتقال بحق المصلين المسلمين علي أيدي القوات الإسرائيلية، ويطالب إسرائيل بوقف هذه الممارسات التي تسهم في تأجيج التوتر. وأدان القرار استمرار رفض إسرائيل منح تأشيرات دخول لخبراء اليونسكو للقيام بترميم المخطوطات الإسلامية للمسجد الأقصي و الحصار الإسرائيلي المستمر علي قطاع غزة الذي يقيد حرية التنقل لعمال الإغاثة، كما يشجب العدد غير المقبول للضحايا بين الأطفال الفلسطينيين، والهجمات التي تستهدف المدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية. وأعرب عن الأسف لأعمال القمع التي قام بها الجيش الإسرائيلي في القدسالشرقية مؤخرا، واستمرار أعمال الحفريات داخل وفي محيط البلدة القديمة، ويطالب اسرائيل كقوة احتلال بالالتزام بالمعاهدات والقرارات ذات الصِّلة لليونسكو. ودعا مشروع القرار المديرة العامة لليونسكو للإسراع في تعيين مبعوث دائم لها في القدسالشرقية، للوقوف علي تطوارت الأوضاع علي الأرض فيما يتعلق بالنواحي التي تدخل في اختصاص اليونسكو، فضلا عن إعادة فتح مكتب اليونسكو في غزة من أجل الشروع في أقرب وقت لإعادة بناء المدارس والجامعات ومواقع التراث الثقافي والمراكز الإعلامية ودور العبادة التي تضررت أودمرت جراء الحروب المتتالية لإسرائيل في غزة، وأوضح مصدر دبلوماسي أن المجموعة العربية طلبت مناقشة هذا المشروع ليس من خلال لجنة العلاقات الخارجية وإنما من خلال الجلسة العامة للمجلس التنفيذي نظرا لتدهور الأوضاع علي الأرض. وأضاف أن التصويت تم بعد حذف فقرتين في مشروع القرار العربي حول ضم حائط البراق الي المسجد الأقصي، وإرسال مبعوث للمديرة العامة لليونسكو في القدس لمتابعة الأوضاع. وكانت مجموعة دول عربية 'مصر و الجزائر والأمارات العربية المتحدة والكويت والمغرب وتونس' قد طرحت منذ ثلاثة أيام مشروع قرار لمنظمة اليونسكو لاعتبار ساحة البراق 'الساحة امام حائط البراق' جزءا لا يتجزأ من الحرم القدسي 'مما أثار غصب إسرائيل، وقلق المديرة العامة لليونسكو التي حذرت من التوتر الذي قد ينجم من تعديل وضع مدينة القدس القديمة وأسوارها، وهي المدينة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويضم الحرم القدسي المسجد الأقصي ' أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدي المسلمين' وقبة الصخرة. ويأتي إقرار هذا المشروع في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها القدس بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين جراء الاقتحامات المتكررة لعناصر من اليمين المتطرف الإسرائيلي للمسجد الأقصي.