ولد أنطونيو ميوتشي في أبريل 1808م بسان فريديانو بالقرب من فلورنسا وهو الإبن الأول من بين 9 أبناء لأب يعمل كاتبًا في المرافق الحكومية وأيضًا عضوًا في الشرطة المحلية يدعي أماتيس ميوتشي في مدينة سان فريديانو بإيطاليا، التحق أنطونيو بأكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا كأصغر طالب فيها، فقد كان عمره آنذاك 15 سنة وفيها درس الهندسة الكيميائية، والتصميم والهندسة الميكانيكية والفيزياء لمدة ست سنوات. أوقف ميوتشي دراسته النظامية بعد عامين بسبب نقص الأموال الكافية لدراسته، وقد استطاع بعد حصوله علي عمل كحارس لبوابة أن يرجع لمقاعد الدراسة ولكن هذه المرة كانت دراسته بدوام جزئي، وعمل في مسرح كمصمم ديكور للمناظر الطبيعية وأيضاً كفني لخشبة المسرح حتي عام 1835 بسبب حصوله علي فرصة عمل أفضل كمصمم ديكور مسرح هافانا الكبير في هافانا كوبا والذي فيه قابل زوجته المستقبلية إيستر ميوتشي التي كانت تعمل مصممة للملابس فيه، وبعد تعارفهما لفترة تزوجا. هاجر أنطونيو مع زوجته إستر إلي كوبا للعيش فيها وسكنا في محافظة إسبانية بسبب حصوله علي فرصة عمل مصمم للديكور في مسرح هافانا الكبير في ذلك الوقت كان يُعد من أكبر المسارح الكبيرة و المهمة في القارتين الأمريكيتين فصمَّم نظامًا وأعاد بناء هذا المسرح الكبير، ثم انتهي عقده كمصمم وبدأ البحث عن عمل آخر، وقد حصل أن طلب صديق له يعمل كطبيب ليعمل معه في طريقة العلاج التي استخدمها فرانز انطون ميسمر علي المرضي الذين يعانون من إلتهاب المفاصل، و بعد ذلك بسنة طوَّر أنطونيو طريقة شائعة في استخدام الصدمة الكهربائية لعلاج هذا المرض، حيث قام بتطوير جهاز يمكِّنه من سماع صوت المرضي العاجزون عن الحركة، وقد أطلق علي هذا الجهاز اسم 'التلغراف المتحدث'. درس ميوتشي المبادئ الأساسية لنقل الصوت الكهرومغناطيسية لسنوات عديدة وقد تمكن من تحقيق حلمه في عام 1856 عندما قام بنقل صوته عن طريق الذبذبات الصوتية بواسطة الأسلاك في منزله، فبسبب مرض زوجته إستر بالتهاب المفاصل الروماتويدي والذي جعلها عاجزة عن الحركة، قام ميوتشي بربط سلك من الذبذبات الصوتية بمنزله في جزيرة ستاتن، يمتد هذا السلك من غرفة نومه والتي كانت تقع في الطابق الثاني وصولًا لمختبره الصغير ليتحدث إلي زوجته المريضة طوال فترة غيابه عنها خلال اليوم، لقد ابتكر ميوتشي الهاتف الكهرومغناطيسي كوسيلة ربط بين غرفته في الطابق الثاني وصولًا إلي مختبره في الطابق الأرضي حتي يصبح قادرًا علي التواصل مع زوجته المريضة. ذهب ميوتشي إلي المكتب الأمريكي لبراءة الاختراع والعلامة التجارية مقدمًا لهم إختراعه ليحصل علي براءة الاختراع لهذا الجهاز، ولكنه نسي شيئًا مهمًا لم يكتبه في طلبه وهو أن الجهاز يتميز بوجود الانتقال الكهرومغناطيسي من الترددات الصوتية، وهو تحويل الذبذبات الصوتية إلي نبضات كهربائية يتيح فيها نقل الصوت عبر سلك من مسافة بعيدة، ولأنه لم يكن يمتلك الدولارات العشرة اللازمة لتسجيل هذا الطلب طبقا لما جاء في التاريخ الرسمي الإيطالي لم يتم إثبات براءة إختراعه، ثم أتي ألكسندر غراهام بيل 1876 مقدمًا اختراع ميوتشي الذي قام باختراعه بناءً علي فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات ميوتشي علي أنه هو من صنعه في حين أن المخترع الحقيقي هو أنطونيو ميوتشي، وذكر فيه الانتقال الكهرومغناطيسي من الترددات الصوتية بواسطة تيار الكهرباء الموجي، و قد تم تسجيل براءة اختراع الهاتف باسم ألكسندر غراهام بيل بدلاً من ميوتشي، و اعترف مجلس النواب الأمريكي رسميًّا في سنة 2002م بتاريخ 11 يونيو بأن ميوتشي هو أول مخترع لفكرة لهاتف في قرار المجلس رقم 269 وذلك بعد مرور 113 عامًا علي وفاته. كانت زوجته إيستير قد أصابها المرض وتدهورت صحتها علي نحو متزايد مما جعلها مقعدة وعاجزة عن الحركة لخمس سنوات قبل أن تموت في عام 1884، وبعد خمس سنوات لاحقة أصاب المرض أنطونيو ميوتشي ومات بعد سبعة أشهر وبالتحديد في أكتوبر في مدينة كليفتون بجزيرة ستاتين نيويورك.