رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الأزمة التي تشهدها أفغانستان إثر سيطرة حركة 'طالبان' المتشددة علي مدينة 'قندوز' في شمال البلاد، تتفاقم، مع استمرار عناصر 'طالبان' في الهجوم علي القوات الأفغانية التي تعاني في مواجهة الحركة المسلحة، ووسط تأخر الحكومة في كابول عن إتخاذ رد فعل ذي مصداقية. وذكرت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أن الهجوم المضاد الذي شنه الجيش الأفغاني، فشل في استعادة مدينة قندوز علي الرغم من القتال العنيف الذي اندلع بين الجانبين، بل وانتهي الهجوم بتمكن 'طالبان' من محاصرة مطار لجأ إليه مئات من الجنود الأفغان وعدد من المدنين ظنا منهم إنه سيكون بمثابة الملاذ الآمن لهم. وفي اليوم الثاني لهجوم 'طالبان' خرجت واشنطن عن صمتها حيال تفاقم الوضع في 'قندوز'، حيث علقت وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون' علي الوضع واصفة إياه ب'النكسة'، فضلا إعلانها شن غارتين جويتيين، وتواترت أنباء عن شنها المزيد من الغارات مع استمرار عناصر 'طالبان' في الهجوم علي المطار مساء أمس الثلاثاء. وقال مسؤولون أمريكيون ' بغض النظر عن مكاسب طالبان في مدينة 'قندوز' فإن هناك دلائل علي أن مسلحي 'طالبان' كانوا أيضا يطمعون في شن هجوم أوسع في شمال أفغانستان. وأشاروا الي وقوع مقاطعة 'تخار' الواقعة شرق مدينة 'قندوز' في يد 'طالبان'، وأنباء التي أفادت بشن عناصر 'طالبان' هجوما علي نقاط التفتيش العسكرية والمنشآت الحكومية بعدة مناطق بها خلال اليومين الماضيين. ومن جانبه قال بيتر كوك السكرتير الصحفي لل'بنتاجون'، في مؤتمر صحفي حول الوضع في 'قندوز'، 'هذه بالتأكيد انتكاسة'، وأشار إلي أنه بالإضافة إلي الغارات الجوية فإن هناك عددا من قوات التحالف يساندون القوات الأفغانية كمستشارين. وفي وقت سابق، قال كوك إن الجيش الأفغاني حشد قوة كبيرة تعدادها بالألاف لاستعادة السيطرة علي 'قندوز'، وتابع مشددا 'نحن علي ثقة من أن الجيش الأفغاني سيلحق الهزيمة بطالبان وسيستعيد المدينة مرة آخري.' جدير بالذكر أن مقاتلي حركة 'طالبان' استولوا أمس الأول الإثنين علي غالبية المباني الحكومية في وسط مدينة قندوز التي تعد أول مدينة أفغانية يدخلها مسلحو الحركة منذ عام 2001. وهذه ليست المرة الأولي التي تهدد فيها طالبان بالاستحواذ علي المدينة، ففي أبريل ويونيو، تقدم مسلحو الحركة باتجاه المدينة وباتوا علي بعد بضعة كيلومترات منها، قبل أن يصدهم الجيش. تجدر الإشارة إلي أن حلف شمال الأطلسي أنهي رسميا دوره القتالي في أفغانستان العام الماضي وقلص وجوده في أفغانستان، حيث يتولي حاليا تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها لكن الطائرات الأمريكية بلا طيار ما تزال تستهدف قيادات المتشددين، كما أن هناك قوة أمريكية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.