مع الدقائق الأولي من يوم الجمعة الثامن عشر من سبتمبر 2015 استيقظت عناصر وقيادات حركة 'حماس' الإخوانية الفلسطينية علي المياه تترقرق بين جدران الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة وتهدم بعضها علي ما فيه وبما تحتويه، وبدأ عدد من الفلسطينيين في استخدام ماكينات كانوا قد استعدوا بها لتلك اللحظة لسحب المياه بعيداً عن الإنفاق وما يحيط بها من مخلفات التهريب.. لكن كان مصير هذه المحاولات الفشل وبدأ الانهيار الجزئي للأنفاق الواحد تلو الآخر، ونقلت وكالة 'الأناضول' عن الفلسطيني 'أبو محمد'، قوله: إن 'الجيش المصري بدأ في الساعة 1: 00 بالتوقيت المحلي '23: 00 تغ' صباح الجمعة، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط داخل أنابيب عملاقة تضم مئات الثقوب مددها في وقت سابق داخل خندق يمتد علي طول الحدود بين الأراضي المصرية وقطاع غزة'، وأوضح 'أبو محمد' أن كميات كبيرة من المياه تدفقت داخل عشرات الأنفاق التي كانت تستخدم لتهريب المواد الغذائية والأدوية ومواد البناء من الجانب المصري إلي القطاع ونضع عشرات الخطوط تحت قوله 'مواد البناء'، ما دفع أصحاب بعض هذه الأنفاق لاستخدام مضخات لسحب المياه إلي خارج أنفاقهم، في محاولة لمنع انهيارها، وقال 'أبو سائد'، وهو مالك نفق حدودي كان يستخدم لتهريب الأسمنت: 'إن بعض الأنفاق المهجورة التي لم يتم نزح المياه المتدفقة إليها انهارت فعليا بشكل جزئي، متوقعا أن تنهار كليا خلال الساعات القادمة'. وأضاف: إن 'ضخ الجانب المصري لهذه الكميات الهائلة من مياه البحر أسفل الحدود مع غزة، سيؤدي حتماً لانهيار معظم الأنفاق التي تصلها المياه'. وقالت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية مساء السبت، إن قوات الجيش المصري استخدمت أنابيب مياه ضخمة لضخ المياه من البحر المتوسط إلي أنفاق التهريب بهدف إغراقها، وأشارت الصحيفة إلي أن بعض مستخدمي الأنفاق والمهربين من قطاع غزة تمكنوا من إخراج المياه من الناحية الأخري للأنفاق. وقال قيادي في حماس 'إن الجرافات المصرية بدأت منذ عدة أشهر بحفر أحواض كبيرة علي امتداد الحدود مع قطاع غزة، تمهيدًا لتطبيق خطة انشاء أحواض لتربية الأسماك وقد بدأ ضخ المياه فيها عبر أنبوب من البحر المتوسط، الأمر الذي يعني تسربها عبر التربة وجعلها غير صالحة لحفر الأنفاق علي الجانب الفلسطيني، وكلما جفت مياه أحواض الأسماك بسبب انسياب المياه في جوف التربة، سيتم ضخ المزيد من المياه حتي تتشبع أعماق الأرض بالمياه وتصبح غير صالحة لحفر الأنفاق'. وتم زرع كاميرات مراقبة وأجهزة استشعار في عمق القناة المائية ويتم ضخ مياه البحر المتوسط في القناة المائية بمولدات ضخ مع وضع بوابة إلكترونية بين الطرف الأخير للقناة المائية ومياه البحر المتوسط برفح. وقال بيان مشترك لوزارتي الزراعة والحكم المحلي وسلطتي المياه والبيئة في غزة: 'إن المشروع المصري يستهدف إنشاء برك ضخمة غير مبطنة علي طول الحدود مع القطاع باستخدام مياه من البحر الأبيض المتوسط لتدمير الأنفاق ومنع التهريب من خلالها'، واعتبر البيان أن قيام الحكومة المصرية بتنفيذ المشروع المذكور 'مساس بالحقوق المشتركة للشعبين'، مطالبًا بوقف تنفيذه بشكل فوري لما يمثله من 'خطورة وتهديد للأمن المائي والغذائي والاقتصادي والقومي المصري والفلسطيني'!!! وزعم 'الإخوان' أن مثل هذا المشروع سيزيد نسبة ملوحة المياه الجوفية، وخاصة لمنطقتي رفح الفلسطينية والمصرية علي حد سواء، مما يجعلهما غير صالحتين للاستخدام الآدمي. ومع انهيار عدد كبير من الأنفاق وانهيار مورد مهم من موارد الثراء والإثراء الذي يعود علي التنظيم الإخواني في فلسطين وخارجها بمليارات الدولارات سنوياً.. كان لابد من حرب إعلامية إخوانية عبر المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي تندد بما وصفوه بالحصار المصري القاتل الذي يهدد حياة الفلسطينيين في غزة، وتعبر عن آثار الصاعقة التي أصابت 'الإخوان' وقال قيادي في التحالف الإخواني: 'إن الوضع خطير للغاية، فتواجد مياه البحر في المنطقة له تأثيرات مختلفة، وسوف يزيد من ملوحة التربة المحيطة بمنطقة البحيرات المزعومة، مما يعطي نتيجة سلبية للتربة وهي فقدان انتاجيتها وتصبح تربة مالحة، فبالتالي التأثير سيكون قويًا علي الزراعة وتتعرض المنطقة للتصحر، وهذا سيجعل المنطقة غير قابلة للتعمير'. وزعم القيادي المتأخون أن القناة المائية الجديدة سوف تؤثر علي المياه الجوفية المحيطة بالمنطقة، حيث إنه سوف يزيد من ملوحة المياه الجوفية نفسها المحيطة بالمنطقة، وبالتالي تقلل من مصادر المياه المتوافرة بالمنطقة. وتحت عنوان القناة المائية المصرية.. 'الخطر القاتل' نشر المركز الفلسطيني للإعلام الناطق بلسان حركة 'حماس' تقريراً حول التداعيات المستقبلية لهذا المشروع، ليس فقط علي مستقبل الأنفاق، بل لما يشكله من تهديد جدّيّ للمخزون المائي، حسب مزاعم التقرير. ويبدو أن 'الإخوان' يتجاهلون أن عمليات إخلاء وإعادة توزيع السكان علي الشريط الحدودي بين مصر وغزة، لم تكن مقصورة فقط علي إخلاء منازل وإنما تم إخلاء الأراضي الزراعية بعد ضبط الآلاف من فتحات الأنفاق بداخل هذه الزراعات، علاوة علي ضبط فتحات الأنفاق داخل منازل المواطنين.. أي أن هذه المناطق خالية حالياً من السكان والزراعات. ويأتي حديث عناصر 'الإخوان' وأعضاء 'حماس' ليكشف أن تصريحات قيادات 'حماس' التي تنفي فيها وجود أنفاق للتهريب، لم تكن سوي أكاذيب للتغطية علي عمليات التهريب التي كانت تتم بين مصر وغزة، وتعود علي الجماعة الإخوانية بمليارات الدولارات، وهذا ما يفسر حالة الفزع التي أصابتهم عقب فشل خطة 'حماس' لسحب مياه القناة المائية وأحواض الأسماك إلي مناطق أخري بعيدة عن الأنفاق، أو الاعتماد علي مواسير حديدية كبيرة في عمليات التهريب!! وقد صدر قرار حفر القناة المائية وإخلاء الشريط الحدودي في أكتوبر 2014 بعد مذبحة 'كرم القواديس' بالعريش والتي راح ضحيتها 30 شهيداً من رجال القوات المسلحة، وكان من المقرر أن يقتصر الأمر علي حفر قناة مائية فقط.. لكن أكدت المعلومات أن المهربين سيقومون باستخدام ماسورة حديدية أسفل القناة المائية لتفادي تشبع التربة بالمياه، فتقرر تنفيذ فكرة أحواض الاسماك التي لايجدي معها استخدام أية مواسير صلب لاستكمال أنفاق التهريب في مناطق متشبعة بالمياه!! وتأتي صاعقة القناة المائية التي أصابت 'الإخوان' بالتزامن مع العملية الشاملة 'حق الشهيد' التي حققت نجاحاً كبيراً بعدد من الضربات الاستباقية وملاحقة العناصر الارهابية بمدن 'العريش' و'الشيخ زويد' و'رفح' وبعض مناطق وسط سيناء، وفرضت السيطرة الأمنية الكاملة علي هذه المناطق، بالتزامن مع استمرار القوات الخاصة والبحرية في تنفيذ مهامها القتالية لتأمين المسرح البحري وفرض السيطرة علي المسطح المائي للبحر المتوسط بالمنطقة لقطع خطوط الإمداد للعناصر التكفيرية ومنعها من التسلل البحري أمام منطقة العمليات. وقد واصلت طائرات الأباتشي والهليكوبتر علي مدار الأسبوعين الماضيين أعمال الاستطلاع الجوي والقصف الدقيق لعدد من الأوكار الخاصة بتجمع العناصر الإرهابية ومخازن الأسلحة والمتفجرات التابعة لهم والقضاء علي ما تبقي من بؤر إرهابية بها، وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن 'عناصر الجيش الثاني الميداني تدعمها عناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع تحت غطاء جوي بمداهمة البؤر الإرهابية التي تم رصدها والقضاء علي عدد كبير من العناصر التكفيرية التي تتحصن بها، وكذلك قطع سبل الدعم الفني واللوجيستي التي تمتلكها العناصر المسلحة، بناء علي معلومات دقيقة'. ومع الضربات الأمنية الناجحة للإرهاب في سيناء والمناطق الحدودية تتراجع العمليات الإرهابية في محافظات مصر، وتفشل جماعة 'الإخوان' في حشد عشرات المتظاهرين في مناطق كانت تضم قبل أقل من عام عشرات الآلاف من عناصر 'الإخوان' وحلفائهم مثل المطرية وعين شمس والمرج بالقاهرة، وتخلو العديد من محافظات مصر حاليا من المظاهرات الإخوانية المحدودة التي كانت تنطلق لعدة دقائق 'لزوم التصوير' ثم تختفي قبل وصول سيارات الشرطة، ولا يجد التنظيم الإخواني أمامه سوي تكليف عناصره بالصراخ عبر الفضاء الإلكتروني وإلقاء الاتهامات يميناً ويساراً وترويج الشائعات والأكاذيب المفضوحة!!