ولد جمال عبد الناصر حسين في يناير 1918 بمحافظة الأسكندرية، ولكن تعود أصوله لقرية بني مر بأسيوط، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة. وصل جمال عبد الناصر إلي الحكم بعد تنامي الخلافات بين محمد نجيب وبين مجلس قيادة الثورة، وتولي ناصر رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم 24 يونيو 1956. أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلي توتر العلاقات مع القوي الغربية، التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه، ورد عبد الناصر علي ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقي ذلك استحساناً داخل مصر والوطن العربي. قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل باحتلال سيناء، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ، ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلي الوحدة العربية تحت قيادته. في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر، وعلي الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة، وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967، واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلي الرئاسة. عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلي منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية، بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية. يصف المؤرخون ناصر باعتباره واحداً من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط في القرن العشرين، وقد تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي، وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص.