صباح الخير يا أرض الكنانه.. هل تنفست القمامه؟ وكيف هو عطرها هذا الصباح؟ عبقري كعادته ! ولما تسولت شوارعك بأكياس المناديل وعلل أصابت أرضك بالقهر والأنين؟ ورئيس الحي.. هل إستفاق؟ وسافر بعيونه سفرة ضمير حر في كل ركن به سلبيات تعالج وإيجابيات تبرز، وتأثر وثار وهدأ وقرر أن ينقذك من ويل ' أباطرة الفساد ' ويدق ناقوس الخطر في كل الجهات، فهو المنوط بحال شارعك الحزين.. فهو الرئيس وهو الحكيم وهو الأمين ! حملات كثيرة إنتشرت هذه الأيام تدعو لإنقاذ شوارع مصر من القمامه، وتم طرح العديد من الحلول دون جدوي، فلازال الإهمال قائم، ولازالت العيون والأنفاس تتأذي كل صباح.. ومع إهتمام الجميع بهذه الظاهرة تتنامي في نفس الطريق العكر ظاهرة أخري كريهة الشكل وغريبة الرائحه لتطيح بعزة وكبرياء بعض المصريين وهي ' التسول الممنهج ' الذي إنتشر بشكل لافت، فما عادت ظاهرة ' التسول ' سلوك عشوائي يتبعه بعض الأفراد لحاجه قصوي أو لضعف بدني أو حتي لإستهبال مجتمعي لا يخفي علي الجميع، ولكن ما نراه الآن في الشوارع من تنامي هذه الظاهره في تصاعد جرئ يجعلك تظن للحظه أنهم خريجي كلية ' التسول ' وربما هي منشأة جديده تتبع وزارة التعليم العالي وغفلت الحكومه عن الإعلان عنها في زحمة إنجازات رئيسنا المحارب ! لنري بذلك شباب وفتيات أصحاء أقوياء وصغار مفعمون بالدهاء يتسولون القرش بكل اللغات، فالأجنبي له لغه والعربي له لغة أخري، وما بين ' الله يخليك.. والله يسترك.. والله يحميك' وعبارات أخري مثل ' وحياة الملك.. وحياة الأمير ' درس هؤلاء علم الملامح ولديهم قدرة علي معرفة جنسيتك من أول نظرة لملامح وجهك.. إنها عبقرية الدراسه !! ليسافر بذلك من جاءنا سائحاً ويعود لبلاده بهذه الصوره المؤلمه عن شعب أخذ رئيسه علي عاتقه هم كرامته التي ترنحت حروفها كثيراً علي أبواب عقود هزيله مضت، وكم هو مؤلم أن نري رئيساً يزرع في كل أرض يزورها ثمرة مصرية خالصة تطرح كرامة تليق بهذا الشعب العريق، في الوقت الذي تهاون فيه كل مسئول عن حماية كبرياء الشارع المصري وترك الطلاسم تبدل ملامحه التي تجلي في وصفها قديماً صاحب نوبل الأديب ' نجيب محفوظ ' وشرح تاريخها كما لم يشرحه أحد في روايات مشهوره منها ' خان الخليلي ' و ' بين القصرين ' و ' قصر الشوق '. وسؤالنا الأبدي.. متي تقوم مجالس الأحياء بدورها الأصيل؟ وتطهر شوارعنا الأبية من كل فعل دخيل، فرئيسنا يحارب أمم بفكر فارس، وللأسف البعض من ورائه يعمل ' بفكر المساكين '.. وربما آن الآوان لإحداث طفرة نوعية في كل الإدارات، وضخ دماء جديدة لا تقبل أن تغفي ليله وفي محيطها مازال هناك بعض الثغرات، ونري المحليات تتعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي والمنظمات الأهلية المصرية لتفلتر جميعها الشارع من شوائبه وتفرز هؤلاء المتسولون وتحتضن المحتاج منهم وتعاقب المدعي.. ليبقي شارعنا الكريم كما عهدناه جميلاً لا يفرض بالقمامة والتسول طوقاً حديدياً يهزم في الصباح كل يوم ' طوق الياسمين '.