ذكرت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان يحاول جاهدا الشهر الماضي تلبية الاحتياجات الهائلة لبلاده من الطاقة، والآن يضع يده علي أكبر حقل غاز في البحر الأبيض المتوسط. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء علي موقعها الإلكتروني - إلي أن الأنباء عن اكتشاف حقل ضخم للغاز الطبيعي وصلت الرئيس المصري بينما كان يزور سنغافورة في الطريق إلي الصين. ولفتت إلي أن من يتابعون الأمور عن كثب بإمكانهم سماع الرئيس السيسي يتنفس الصعداء خاصة وأن مصر وقعت الشهر الماضي اتفاق مدته خمسة أعوام مع شركة 'بي دبليو جاس' النرويجية الموجودة في سنغافورة لاستقبال غاز طبيعي مسال بقيمة 60 مليون دولار سنويا. ونوهت الصحيفة إلي أن هذا الاتفاق لن يلبي إلا جزءا صغيرا من احتياجات مصر من الغاز حيث قررت الحكومة الشهر الماضي تخصيص 55ر3 مليار دولار لاستيراد 79ر7 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال وحتي ذلك ربما لا يكون كافيا للإمداد باحتياجات غاز الصناعة المحلية. ورأت أن هذا العصر الجديد سيعلن ليس مجرد عودة للإنتاج الكامل بل سيجتذب علي الأرجح المستثمرين الأجانب لبناء مصانع جديدة في مصر، التي تحتاج إلي خلق مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة سنويا. واعتبرت الصحيفة أنه إلي جانب الأهمية الاقتصادية للحقل البحري الذي يأتي بعد فترة وجيزة من افتتاح قناة السويس الجديدة، فإن الاكتشاف الذي ربما يصل إلي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يقدم أيضا بعضا من الدعم السياسي لنظام الرئيس السيسي. وأوضحت أن الاكتشاف يجب أن يصل إلي مرحلة الإنجاز في غضون ثلاثة أو أربعة أعوام، لكنه يبقي لا يضمن استقلال مصر من حيث الطاقة. وأشارت الصحيفة إلي أنه رغم أن مصر مدينة أيضا بالمال لشركة 'إيني' الإيطالية التي اكشتفت الغاز وسوف تستحق نسبة 30% من العائد، إلا أن العائد المحتمل تماما مثلما يحدث في إسرائيل له أهمية سياسية ففي أعين العامة ينتمي الإنجاز للحكومة لا شركة التنقيب الأوروبية. وتوقعت الصحيفة أن يكون للاكتشاف تأثير كبير علي الانتخابات البرلمانية القادمة المقرر إجراؤها في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين.