يقول العلامة الدكتور أحمد عيسي في قاموسه 'المحكم في الألفاظ العامية' إن كلمة 'شوبش' التي تستخدمها طائفة 'العوالم' في الأفراح البلدية أصلها فارسي لأن راقصات العصر المملوكي كن من العجم وأصل الكلمة 'شباس' وتعني بالعربية: 'تحية' ثم حرفت في العامية إلي 'شوبش' أي أن عبارة شوبش لحبايب العريس أو العروسة معناها تحية لهؤلاء الحبايب.. وكانت 'العالمة' التي تحيي الفرح كلما هدأ إيقاع التفاعل مع ما تقدمه من رقصات تتوقف قليلاً وتقول: 'شوبش لحبايب العروسة' فتقوم نساء أهل العروسة بإطلاق الزغاريد وتبادر كبيرتهن بتقديم 'النقوط' للعالمة التي تتوجه مجددًا الي أهل العريس لتقول: 'شوبش لحبايب العريس' فترتفع زغاريد نساء أهل العريس يقدمن لهمن النقطة, وهكذا يظل الفرح مشتعلا بالزغاريد والنقوط وتزداد 'الصهللة صهللة'.. تذكرت هذا الطقس القديم وأنا أقرأ أخبار الاحتفالية 'المفاجئة' بمرور 'تسع سنوات' علي رحيل عمنا نجيب محفوظ والتي شملت ندوات ومعارض وأنشطة في كل المحافظات، ولما كان من المعتاد أن نحتفل بذكري الرواد الأولي أو الخامسة أو العاشرة فلقد تعجبت من القرار الوزاري المفاجئ بالاحتفال بالذكري التاسعة !!! وتساءلت: لماذا نجيب محفوظ بالتحديد وليس يوسف إدريس الذي مرت في 1 أغسطس ذكري رحيله ال '24' أو توفيق الحكيم الذي مرت في 26 يوليو ذكراه ال '28'؟!, ولماذا لم تنتظر الوزارة للعام المقبل وتحتفل بالذكري العاشرة لعمنا نجيب محفوظ وسوف يكون الأمر مقبولا؟!! الواضح أن الوزارة كانت تبحث عن أي شيء لافت للنظر يثبت أنها تقدم نشاطا قويًا بعد فشلها في تقديم مساهمة لائقة باحتفالات قناة السويس وبعد مطالبة الحركة الثقافية بإقالة السيد وزير الثقافة الذي أثبت عدم قدرته علي تقديم مشروع ثقافي تنخرط فيه الحركة الثقافية لتوحيد المثقفين في هذه الظروف الدقيقة والحاسمة من كفاح الوطن, بدلاً من تفتيتها وتقسيمها بقراراته غير الموضوعية، إذن كان الهدف تقديم احتفاليه سريعة لافتة تستمد قوتها من اسم كبير فكان الإحتفال بالذكري 'التاسعة' لعم نجيب صاحب نوبل أي انه باختصار: 'فرح بلدي مسلوق' يهدف لجذب الأنظار وعمل' صهللة ثقافية 'بغرض نشر الإنجازات الوهمية في وسائل الإعلام ردًا علي انتقادات الحركة الثقافية الحادة لسياسات الوزارة، ولذلك تم اختيار ذكري الوفاة القريبة وليس الميلاد الذي يحل في ديسمير، لأن ديسمبر بعيد ولن يحقق هدف الرد علي اتهامات الفشل التي لا يختلف عليها اثنان. أي أن الاحتفالية مجرد فرح كبير لصهللة الحركة الثقافية و'بروبجاندا' إعلامية تحاول تلميع الوزارة وتثبت عدم فشل السيد الوزير. فشوبش كبيرة لحبايب عمنا نجيب محفوظ وسلام مربع 'للثكافة' 'بالكاف'.. 'سلام مربع ياجدع'.