هي 'مزيج' من 'حقد شديد'.. و'نقمة' و'كراهية' تصل إلي حد 'السخط'.. بل هي 'الغل' الكامن في صدور بعض من تشربت نفوسهم ب'أمراض سقيمة' و'علل دائمة'. و'الحاقد' هو من لا يمتلك في قلبه غير 'الجحود' و'النكران'.. وجل 'غايته' التشفي مما يراه 'الأحسن'، و'الأفضل'.. دون اعتراف بأن الله خلق 'النفس' وما سواها.. وأسبغ عليها 'نعمته'، ومنح صاحبها من 'السمات' ما يغيب عن بعض ممن درجوا علي 'الأنانية' و'حب الذات'. وقد تجد 'حاقدًا' من 'صنف البشر' ينتمي إلي فصيلة 'الجهلة' ممن تمتلئ نفوس بعضهم بالكراهية، لعدم إدراكهم، ومعرفتهم، بطبيعة النفس البشرية.. لكن، أن يكون من يدعي 'التقوي' و'الإيمان' و'يؤدي الصلوات الخمس' حاقدًا.. فتلك من 'الآفات' التي باتت تسيطر علي الكثيرين من نفوس تلك الفئة في هذا الزمان.. وهو سلوك تكشفت عيوبه 'القاتلة' بعد أن سقطت من 'هوة ساحقة'.. مساحيق 'التقوي الخادعة' والتي كانت بعض الوجوه الكالحة، تتستر خلفها في سنوات سابقة.. لكن سقوط جماعات الضلال، وأشياعهم من التابعين، والمغيبين.. كشف عن 'معان' أخري، لم تكن ظاهرة للعيان في السابق.. لدرجة أن الحقد أعمي قلوب هؤلاء، تجاه بعض ذويهم، وأقاربهم، فراحوا يكشفون عن وجههم الحقيقي، حين وقعوا في الاختبار الجدي. وأذكر هنا تلك القصة 'المرعبة' لشاب من جماعة 'الإخوان' الإرهابية.. كان يعيش مع 'أمه' في بيت شيده لهما 'خاله' في إحدي مناطق الجيزة.. حيث تحمل 'خاله' نفقات معيشته، هو ووالدته، بعد رحيل 'والده'.. وبدلاً من أن يرعي هذا 'الإخواني' حرمة سلوك وتضحيات 'خاله' وعطفه عليه، هو ووالدته.. ارتكب من الخسة، جريمة 'يشيب من هولها الولدان'.. وحين كلفته جماعة 'الخراب' و'الضلال'، بالهجوم علي أحد الكمائن الأمنية بسيارته.. بادر بإعداد، وتجهيز نفسه، بتفخيخ سيارة 'خاله' التي ائتمنه عليها.. وقبل أن ينطلق بها لتنفيذ جريمته النكراء، راح يرتكب واحدة من 'أخس' الجرائم البشرية.. لقد استل سكينًا، وذبح 'خاله'، حتي لا يكشف أمره بعد ارتكابه جريمته الوضيعة ضد 'الكمين الأمني'. هذا النموذج، هو 'رسالة' للجميع، ألا تثق في 'إخواني' و'إرهابي'.. حتي ولو كان يمت لك بصلة 'قرابة'.. لأن ما تربي عليه من سلوك، وما تشبع به من أفكار.. وسقوطه في منظومة 'السمع والطاعة' دون تفكير، بعد إلغاء عقله، وفكره، وملء نفسه بالحقد، حوله لمجرد 'أداة' يحركونها كيفما شاءوا، ويتلاعبون بها أينما وجدت.. لأن مصيره بات بين أيديهم، بعد أن أفرغوا عقله من كل شيء، إلا 'الحقد' و'المرض'. 'الحقد' آفة ملعونة.. و'الحاقد' إنسان مريض.. تتحول نفسه إلي 'نفس خبيثة' لا ترعي لله حرمة، ولا للقرابة مكانة، ولا للإنسانية موقعًا.. بل 'غلو'، يكاد لو استطاع أن يحرق 'الأخضر' و'اليابس'، لفعلها 'دون تردد'. 'الأسوياء' فقط هم من يدركون حقيقة النفس 'الأمارة بالسوء'.. وهم يدركون بلا جدال، أن من جبلت نفسه علي 'الحقد' مآله إلي 'الهاوية'، و'الهلاك' المستبين.. ما في ذلك من جدال.. فالحقد، كما قال الشاعر: 'داء دفين'.. ليس يحمله إلا 'جهول'.. ملييء النفس بالعلل.. وهو 'غبي فاقد الحيل'.. ويبقي الحقود ما بقي.. في 'بؤس' لا تشفي منه نفسه.. حتي الممات.