في العاشر من مايو 2015م بدأت النيابة العامة بمحافظة الشرقية تحقيقاتها مع ضابط الشرطة المفصول حلمي محمد هاشم - المعروف باسم 'عبد الرحمن شاكر نعم الله' – المتهم في القضية رقم 23925 لسنة 2015 ‹جنايات منيا القمح، وبمواجهته بتحريات 'الأمن الوطني' أنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه، وتمسك بمبدأ 'التَّقِيَّة' وأكد أنه لا يعتنق الفكر التكفيري ولا ينتمي لأية جماعة جهادية، وليس له أي نشاط سياسي وقال إنه كان ضابطًا بوزارة الداخلية، وتقرر فصله فاتجه للدراسات الأكاديمية في العلوم الشرعية، وفي محاولة لإثبات براءته من فكر التكفير طلب من النيابة أن تحيل مؤلفاته إلي لجنة من الأزهر للتحقق من محتواها، وأفاد 'الأزهر' أن الكتب التي ألفها 'هاشم' بها أفكار تكفيرية!! ويسعي حلمي هاشم إلي إخفاء حقيقته ويستخدم المراوغة بالكلمات التي يكتبها فهو يحارب التكفيريين.. ولكن حربه تتجه إلي التكفيريين الذين لا يؤمنون بنظرياته في تكفير جميع طوائف المجتمع.. وهو يدعو إلي عصمة دماء المسلمين الذين يراهم من وجهة نظره مسلمين، أما غيرهم من المسلمين فقد أهدر دماءهم واستباح أموالهم.. وتراه في حسابه علي 'الفيس بوك' معارضاً حاداً - في ظاهره لجماعة الإخوان - لكنه علي النقيض من ذلك يدعو إلي تمكينهم من حكم مصر، ويطالب تابعيه بنصرة محمد مرسي ودعمه حتي يعود رئيساً لمصر!! ويطالب حلمي هاشم بتطبيق فتاوي التكفير في أضيق الحدود، وبكل حذر واحتراز.. لكنه يهدف من ذلك إلي أن تظل دعوته التكفيرية سرية حتي تحقق أهدافها المرحلية من دعوة في مرحلة أشبه بالدعوة المكية.. ثم الهجرة واعتزال المجتمع حتي يتم إعداد الصف، وبعد الإعداد تبدأ مرحلة المواجهة والقتال!! وتقول السيرة الذاتية لمفتي 'داعش' إن اسمه بالكامل: 'حلمي محمد هاشم حسني عبد الفتاح' من مواليد القاهرة في 17 نوفمبر 1952م، من سكان حي المطرية بشمال القاهرة.. التحق بكلية الشرطة في عام 1970، وتخرج فيها عام 1974 ليعمل ضابطا برتبة ملازم بالإدارة العامة للأمن المركزي، بدأ في حضور الدروس التي يلقيها الدكتور جميل غازي بمسجد العزيز بالله بالزيتون بالقاهرة عام 1979، حتي تم نقله إلي مديرية أمن قنا، وهناك بدأ في حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ كمال أنيس، وبعد ترقيته لرتبة مقدم شرطة تم نقله إلي مصلحة السجون في عام 1981، وهناك تم وضعه تحت رقابة صارمة من الوزارة بسبب القبض علي اثنين من أشقائه بتهمة الانتماء إلي تنظيم الجهاد الإرهابي. وبعد أن أثبتت التقارير الأمنية تطرفه فكرياً تم نقله للعمل بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة حتي تم اعتقاله مرة أخري في سبتمبر عام 1982 بتهمة الانتماء إلي تنظيم إرهابي، وجمعته السجون بالعناصر التكفيرية وتأثر بالكثيرين منهم وتأثروا به، وظل في سجنه حتي تم الإفراج عنه في شهر مارس 1983، وعاد للعمل بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والتحق بمعهد الدراسات الإسلامية عام 1983، وحصل منه علي دبلومة العلوم الإسلامية، وواصل دراسته في تمهيدي الماجستير حتي تم فصله عن العمل عام 1986. أسس مكتبة لبيع الكتب الدينية، ثم اتجه إلي تأليف العديد من الكتب الدينية، وبدأ مشواره مع فكر 'التوقف والتبين'، وتأثر بفكر الإرهابي شوقي الشيخ وجماعته من الشوقيين، رغم أنه لم يجمع بينهما لقاء واحد أو صلة مباشرة، ثم قام بتطوير فكر الشوقيين بعد مقتل شوقي الشيخ في مواجهة مسلحة مع قوات الشرطة، وألف أكثر من عشرة كتيبات صغيرة تشرح أفكاره الجديدة التي ظهر أنها لا تختلف في شيء مع أفكار شوقي الشيخ و انتشرت هذه الكتيبات في أوائل التسعينيات بشكل كبير و كانت تحمل اسم المؤلف 'عبد الرحمن شاكر نعم الله'. في عام 1987 تم القبض عليه مع أعضاء جماعة 'التوقف والتبين' التي يطلق أعضاؤها علي أنفسهم اسم 'جماعة المسلمين' وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم 'الناجون من النار' ومن بين وقائعها محاولات الاغتيال التي استهدفت كلا من: وزيري الداخلية السابقين اللواء النبوي إسماعيل واللواء حسن أبو باشا ونقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد، وتم الإفراج عنه ليتم القبض عليه عدة مرات في قضايا إرهابية أو بقرارات اعتقال من وزير الداخلية في أعوام 1990، 1992، و1999، وتم إطلاق سراحه في 17 من شهر مارس عام 2008م. بعد أحداث يناير 2011 ظهر بقوة علي الساحة كغيره من قيادات الجماعات الإرهابية وكان يري أن 'ثورة 25 يناير لم تكن أبدا للمطالبة بتحكيم الشريعة الإسلامية ولا كان النداء فيها 'إسلامية.. إسلامية' بل كان كل المطلوب فيه مطلب واحد وهو: 'إزاحة نظام كافر مجرم طاغي 'نظام حسني مبارك' ولو جاء بعده من يجيء فسيكون أهون شرا وأقل ضررا' حسب قوله!! وأفادت تحريات جهاز الأمن الوطني بالقاهرة أن حلمي هاشم 'عاد بعد أحداث 25 يناير 2015 للظهور وجمع أتباعه من مختلف المحافظات وأنه عكف علي تكوين خلية عنقودية جديدة تستقطب الشباب لتجنيدهم في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، وأنه المرجعية التي يستقي منها أبو بكر البغدادي أحكامه الفقهية والشرعية في دولته المزعومة بالعراق وسوريا'!! وتؤكد مؤلفات ضابط الشرطة الفصول حلمي هاشم -المعروف باسم عبد الرحمن شاكر النعم- أنه يعتنق الفكر التكفيري ويدعو إليه، وقد حكم علي جميع طوائف المجتمع بالكفر في كتاب ألفه لشرح قاعدة 'من لم يكفر الكافر فهو كافر' وتحدث في كتابه عن: 'حالة الكافر المعلوم في ذاته معلوم ما هو عليه من كفر' وقال إنه 'كحال 'أمراء الأقطار والبلدان المغيرين للشرائع المبدلين للأحكام، وجنودهم القائمين علي أمنهم وتثبيت عروشهم، والإعلام لهم ولفكرهم يسحروا به أعين الناس عن الحق.' واعتبر 'هاشم' أن: 'من هذا النوع رمز من رموز الكفر أو الإلحاد المشهورين في كل زمان وكل مكان. أو غير ذلك مما هو في معناه، فأمثال هؤلاء – من وجهة نظره - قد ثبت كفرهم بالاستفاضة أو الشهرة والتواتر، فيكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم'، حسب زعمه!! ويقول حلمي هاشم : 'وأما من ثبت في حقه فعل الكفر أو الشرك بالبينة الصادقة، فهذا مما لا يختلف فيه بعد ثبوت البينة، ولو لم يكن من رموز الكفر أو مشاهير أهل الشرك، فهو كافر عند كل من ثبت لديه كفره، ومن امتنع عن تكفيره مع إقراره بقيام البينة والدليل علي كفره فهذا مما يدخل في نطاق تطبيق هذا الناقض، لكونه لم يكفر الكافر الذي قام الدليل علي كفره. والله أعلم'. وعن حالة ذلك الكافر المعلوم في ذاته، ولكنه غير معلوم ما هو عليه من كفر لتعلق الخفاء بهذه الأمور التي يمكن أن ينسب بها إلي الكفر، يقول إن من أمثال هؤلاء: 'مشاهير التاريخ كابن سيناء أو ابن خلدون أو ابن عربي.. وغيرهم'. ويؤكد أن كتابه التكفيري يأتي ل 'بيان حقيقة هذا الناقض الهام من نواقض التوحيد من لم يكفر الكافر والذي يأتي كأحد أخطر أسباب الفساد العقائدي لدي كثير ممن يدعي الإسلام اليوم أو في عصورنا الحالية الحديثة' حسب زعمه!! ويري أن من قام بتكفيرهم في كتابه، 'وثبت كفرهم بالاستفاضة أو الشهرة والتواتر، فيكفر من لم يكفرهم أو شك في كفرهم'. وفي موقعه علي الإنترنت دعا شاكر النعم أو حلمي هاشم إلي اعتزال المجتمع الذي وصفه بالجاهلي، وطالب بعدم الصلاة في المساجد، والالتزام بالعبادة داخل البيوت واستدل في ذلك بتفسير سيد قطب لقول الله تعالي في كتابه الكريم 'وَأَوْحَيْنَا إِلَي مُوسَي وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين' 'يونس/87'. ويستدل في رأيه بقول سيد قطب: 'هذه التجربة التي يعرضها اللّه علي العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة, ليست خاصة ببني إسرائيل, فهي تجربة إيمانية خالصة. وقد يجد المؤمنون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي, وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت, وفسد الناس, وأنتنت البيئة - وكذلك كان الحال علي عهد فرعون في هذه الفترة - وهنا يرشدهم اللّه إلي أمور: اعتزال الجاهلية بنتنها وفسادها وشرها - ما أمكن في ذلك - وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة علي نفسها, لتطهرها وتزكيها, وتدربها وتنظمها, حتي يأتي وعد اللّه لها. اعتزال المعابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد.تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها علي نهج صحيح، وتزاول بالعبادة ذاتها نوعاً من التنظيم في جو العبادة الطهور'. ولهذا أفادت التحريات الواردة في التحقيقات 'أن المتهم لا يعترف بالصلاة في المساجد، وأنه يفضل أن يصلي بالمنزل، لكي تكون صلاته صحيحة، وأنه في المساجد يخشي أن يكون بجواره مشرك، خاصة أنه يعتبر الصوفيين مشركين، ولا يشاركهم الطعام ولا الشراب'. ومن أشهر مؤلفات حلمي هاشم التكفيرية كتاب 'أهل التوقف بين الشك واليقين››، ويرد فيه علي الذين يتوقفون في تكفير الشعوب ويجعل تكفير من لم يكفرهم من أصل الدين، ومن توقف في تكفيرهم فهو كافر، لأنه حسب زعمه أن كل الديار الآن دار كفر والأصل في أهلها الكفر'. وفي كتابه عن حكم المشاركة في المظاهرات يقول عن أحداث 30 يونيو 2013 : 'إنها ليست مشكلة إخوان، إن الحرب علي الإسلام وكل ما هو إسلامي تحديدا، أما من يشك أو يُشكك في هذا، فلا مجال للحديث معه وقد فقد الفهم والبصر معا'. وفي حسابه علي 'الفيس بوك' كتب بتاريخ 7 يوليو 2015 متحدثاً عن 'الإخوان' وقال: 'الإخوان أكبر جماعة في التاريخ – تقريباً – تمتلك هذا القدر الهائل من التجارب الفاشلة والعقائد الفاسدة، والمثير أنهم الطائفة الوحيدة – والله أعلم – صاحبة التجارب المتكررة في تحقيق نفس الخطأ ونفس نتائجه. حدث ذلك بينهم وبين عبد الناصر عام 1954، ثم بنفس الكيفية في التجربة الأخيرة مع الرئيس مرسي في حضور هيئة كبار الجماعة!!'. ورغم ما ينشره حلمي هاشم من اتهامات لأعضاء جماعة 'الإخوان' في عقيدتهم إلا أنه أرسل أتباعه لاعتصام 'رابعة العدوية' في محاولة إعادة محمد مرسي إلي الحكم، وعندما فشلت محاولات الإخوان، بدأ في تنفيذ خطته عبر تنظيم يجاهد لإقامة الدولة الإسلامية – حسب وصفه – وهذا ما فتح له طريقاً جديداً للسجن بتهمة المشاركة مع آخرين في تأسيس تنظيم إرهابي يستهدف تغيير نظام الحكم بالقوة المسلحة'، وانتهت النيابة في تحقيقاتها معه إلي أنه في يوم 20 من شهر أبريل الماضي سنة 2015، قاموا بتأسيس خلية إرهابية بدائرة مركز منيا القمح محافظة الشرقية، علي خلاف أحكام القانون والغرض من الخلية تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها!!!