حذر مرصد الفتاوي الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء من خطورة استغلال الجماعات التكفيرية والمتطرفة لما يسمي ب'الإنترنت المظلم'، والذي يعد الآن ساحة مظلمة وسرية مفتوحة أمام جماعات العنف والتكفير لممارسة كافة أنشطتها غير المشروعة بعيدًا عن الملاحقات الأمنية. وأضاف المرصد في تقريره التاسع والعشرين تحت عنوان 'الإنترنت المظلم.. الساحة الآمنة لجماعات الإرهاب'، أن الإنترنت المظلم يُعد وسيلة لعدم الكشف عن الهوية علي الإنترنت يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه جهود مكافحة ومواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد نشر أحد مراكز الأبحاث تقريراً يشير إلي أن تنظيم داعش يقوم بالفعل بجمع الأموال وتجنيد الأفراد عبر 'المواقع المظلمة' كما تشير العديد من التقارير التي وصدها مرصد الإفتاء إلي أن 'الشبكة المظلمة' تحتوي علي ما يزيد عن 50 الف موقع و300 منتدي لمنظمات إرهابية وذلك حسب أحد التقارير الصادرة في عام 2011 لأحد المراكز البحثية الأمريكية. وأشار التقرير إلي أن استخدام 'الإنترنت المظلم' لدي الجماعات الإرهابية يتمثل في الإعداد للعمليات الإرهابية، وتوفير الموارد المالية اللازمة للتنظيم، والحصول علي صفقات السلاح مع الجهات المشبوهة، بالإضافة إلي الحصول علي الوثائق السرية والحكومية، وهي كلها مواد متوافرة بكثرة علي مواقع 'الإنترنت المظلم'. وأوصي التقرير بضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التنظيمات التكفيرية في الفضاء المظلم 'الإنترنت المظلم'، كي تستطيع تجفيف منابعها الفكرية ومواردها المالية وعلاقاتها التجارية كما أكد أهمية مشاركة الشركات الرائدة في مجالات التكنولوجيا، حيث يقع علي عاتقها دور كبير في تتبع ورصد المواد التكفيرية والإرهابية المنتشرة علي مواقع الإنترنت، خاصة ما يتعلق بتطوير وتحديث أدوات جديدة لمراقبة 'الإنترنت المظلم' والتعرف علي المواد المنشورة به، والتعرف علي مستخدميه والمواقع المنتشرة به، وخاصة أن عملية السيطرة عليه والتعرف علي مستخدميه تعد مسألة صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة. كما شدد مرصد الإفتاء علي ضرورة تطوير برامج وتقنيات حديثة تمكن من الكشف عن مستخدمي شبكة 'الإنترنت المظلم'، خاصة أن متصفح 'تور' – أحد متصفحات الإنترنت المظلم - يحجب بيانات المستخدمين ومواقعهم وكافة البيانات المتعلقة بهم. ودعا التقرير إلي تجريم ومنع الدخول إلي مواقع 'الإنترنت المظلم'، وتضيق فرص تواجد تلك المواقع وإمكانية الوصول لها، وذلك عبر تشريعات دولية وداخلية ملزمة لأطراف المجتمع الدولي بهدف مكافحة هذه المواقع والمحتوي المنتشر بها. وأكد التقرير علي أن المواجهة العسكرية مع التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تؤتي ثمارها طالما ظلت الساحات الإفتراضية المظلمة آمنة ومتاحة لتلك التنظيمات، فمواقع 'الإنترنت المظلم' توفر مساحة آمنة وسهلة وبعيدة عن أعين الجهات الأمنية بالإضافة إلي أنها تتيح تجنيد الأفراد ونشر الأفكار والمناهج المتطرفة، والحصول علي الدعم المادي وشراء كافة أنواع الأسلحة والمعدات اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية التي تنال من أمن واستقرار الدول والشعوب، وبالتالي فإن المواجهة العسكرية لتلك التنظيمات لابد أن تتزامن مع مواجهة أخري تكنولوجية في ساحات 'الإنترنت المظلم' بمظلة دولية وإقليمية.