لا الحرف يقوي علي معاني النظره ولا تقوي عيون جميله علي أن تجمل حرف قبيح فما بين النظر والفهم في بعض الأحيان تضاد صريح. .. وقديماً قالها سقراط بينما كان جالساً مع تلاميذه وجاء أحدهم متباهياً في مشيته في تعالي وفخر، فنظر إليه مطولاً ثم قال ' تكلم حتي أراك '. ولو إستعدنا هذا المشهد الآن وجاءنا سقراط جديد لقال لتلميذه ' تكلم.. حتي لا أراك ' في زمن تلون بالصور وتجمل بالأكاذيب وتعمق بلا شئ في فراغ كئيب نمشي جميعاً علي الأرض نخطو الخطاوي المتثاقله والمتساهله تحت عين الشمس وليل القمر نقلب صفحات العمر ونغزل القصص والحواديت، فبعضنا يحمل بداخله مجلدات تحكي والبعض لا يحمل سوي القليل من الصفحات، وآخرون هم في الأصل صفحه وحيده إحترقت حتي صارت فتات.. والهيئه رائعه والشكل جميل وإبتسامات ساحره سطرتها مناشير النجارين، ولسان لو نطق لسقط القناع عن قبح عظيم. فما عدنا بحاجه لنري ما بين الحروف وخلفها فغالباً سنجد خلف هذا الجمال المتظاهر لسان فارغ لا يحوي من معاني الفكر سوي ثرثره حمقاء لا تستهوي أبله البلهاء في مجتمع سطحي لا يهمه سوي ما يطفو علي سطحه من رتوش ملونه وأقنعه مسممه يتستر خلفها ضعاف الفكر، وإخترعوا لكل شبر في خريطة الجسد ما يستر ضعف محتواه الإنساني من ماركات أكبر مصممي العالم فالعيون تتواري خلف أحدث نظارات الشمس واليد تتشنج في حركات إستعراضيه بأحدث الهواتف، وتتراقص الأرض وتترنح تحت عجل أفخم السيارات.. وقشور كثيرة لا تنتهي أسبابها ولكنها ومن بعد القليل من الكلمات تعجز عن إخفاء قبح من تواري خلفها وعلي الفور تعيد العيون حساباتها في عمليه أشبه بعملية تصحيح البصر لتتسع الرؤيا أمامها لتري ما كان خافياً ومختصر ونكتشف أن ما كنا نشعره في العيون إنبهار، تأفف منه العقل وأسماه إنحدار، ومن سكن عيون الأمس عافته عيون اليوم. فشكراً لك ' سقراط ' أهديتنا جملتك المشهوره وإن غفلت عن ذكر كلمة ' لا ' ولن نلومك فوقتها كان الزمان لا يشغل عيونك حتي تتمني أن لا تري من يراك !