اهتمت صحف السعودية في افتتاحيتها اليوم بتطورات الأحداث في لبنان، واقتحام الحوثي لجامع صنعاء، فمن جانبها، أشارت صحيفة 'الوطن' الي ما تشهده الساحة اللبنانية، وقالت تحت عنوان 'انتخاب الرئيس.. حل للأزمات' إنه 'من المهم جدا أن يتمتع لبنان بالأمن والوحدة والاستقرار، لأن أمن لبنان هو جزء من أمن المنطقة برمتها، وما شهدته الساحة اللبنانية مؤخرا بغض النظر عن مسبباته الآنية، إلا أنه قد ينذر بعواقب وخيمة إذا لم تتم معالجة جوهر الأزمات التراكمية المستفحلة والكبيرة التي يشهدها لبنان'. وتابعت 'فبوابة انتخاب رئيس للبنان تفتح حتما بوابة التغيير الحكومي وبوابة الانتخابات النيابية وبالتالي إعادة إنتاج للحياة السياسية اللبنانية الطبيعية وفقا لما يراه ويرتضيه اللبنانيون ولما يطمحون إليه في المستقبل'. من جهتها، استهجنت صحيفة 'عكاظ' اقتحام الحوثي لجامعة صنعاء امس الاول والاعتداء علي الأساتذة والطلاب داخله وخطف عدد منهم مؤكدة انها أعمال تتنافي والأعراف والتقاليد المتعارف عليها في العالم، وأضافت أنهم فعلوا ما فعلوه كي يهدموا بعض ما تبقي من صروح العلم قبل طردهم من صنعاء الذي صار موعده قريبا، فمعركة استعادة صنعاء علي الأبواب، والمقاومة الشعبية والجيش الوطني وقوات التحالف العربي تحضر لها بالشكل المناسب كي تنهيها بأسرع وقت، وبما لا يضر بأهل صنعاء، وبعدها لن تقوم لميليشيات المتمردين الحوثيين وأعوان المخلوع صالح قائمة، وليس أمامهم سوي الاستسلام والخضوع لإرادة الشعب اليمني. من جانبها، وتحت عنوان 'مواجهة القاعدة في اليمن أولوية دولية' إن دخول 'القاعدة' في اليمن علي خط المواجهات ينتظر أن يستحث واشنطن والدول الخليجية من جديد لتكثيف حملتها ضد عناصر هذا التنظيم الإرهابي، وضمان عدم عودة نشاطاته أو سيطرته علي أي منطقة في اليمن، لاسيما تلك التي تم تحريرها من الانقلابيين، كما أن ضعف القبول للقاعدة التي تسمي هناك بأنصار الشريعة في حضرموت حيث نفوذها سيواجه بمقاومة شعبية رافضة لهذا التنظيم، وربما أن الفرصة مواتية لدحره. في سياق متصل، نفت سلطات مدينة عدن أي وجود لتنظيم القاعدة في أي من مناطق المحافظة، مشيرة إلي أن كل ما أثير عن ذلك لا أساس له من الصحة. وقال مدير أمن المحافظة، العميد محمد مساعد في تصريحات لصحيفة 'للوطن' إن كافة المناطق لا تزال تحت سيطرة السلطة الشرعية، مشيرا إلي أن عناصر الجيش الموالي للشرعية ومقاتلي المقاومة الشعبية يعملون علي إعادة تأهيل أقسام الشرطة، بدعم كبير وفرته قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة. وعما أثارته بعض وسائل الإعلام الأجنبية من سيطرة عناصر من التنظيم المتطرف علي بعض المناطق في مديرية التواهي، أكد مصدر أمني أن ما حدث لا يمكن تسميته بالسيطرة مطلقا، مشيرا إلي وجود اشتباكات محدودة، اضطرت معها عناصر التنظيم إلي الانسحاب، بعد أن حاولت الاستفادة من الفراغ الموقت الذي حدث بعد انسحاب ميليشيات التمرد الحوثي، إلا أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش تصدت لها وأرغمتها علي التراجع ومغادرة المنطقة بصورة تامة. وأضاف المصدر في تصريحات إلي 'الوطن': 'ليس من المعقول أن نقدم كل هذه التضحيات لطرد عناصر الحوثي – صالح، ثم نوافق بكل بساطة علي وجود متشددي القاعدة بين ظهرانينا، وإلا كنا كما يقولون كالمستجير من الرمضاء بالنار'. مشيرا إلي أن ما رددته بعض وسائل الإعلام لا يعدو كونه محاولة للإثارة الصحفية. من جانبه، كشف مصدر عسكري يمني رفيع عن وصول قوة عسكرية سعودية خاصة، للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لمشاركة الأجهزة المعنية في الحفاظ علي الأمن في كافة المحافظات الجنوبية المحررة، ولوضع استراتيجية للدفاع الذاتي عن المدينة من الهجمات الإرهابية. وقال المصدر لصحيفة ' الشرق الأوسط ' الدولية في طبعتها السعودية، إن وجود هذه القوة في هذه المرحلة، سيدعم القطاعات الحكومية في وضع خططها المستقبلية لعدنوللمحافظات التابعة لها إقليميا، إضافة إلي أن ذلك سيكرس دور المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في إكمال عمليات التحرير دون التراجع لتأمين المناطق المحررة. وأشارت الصحيفة الي أن هذا التحرك يأتي في أعقاب ما تعرضت له عدن، في الفترة الماضية من هجمات إرهابية بحسب وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، والتي استهدفت مكتب محافظ عدن بقذيفة 'آر بي جي'، أدت إلي مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين، بينهم شقيق محافظ عدن نايف البكري، تلاها انفجار هز مبني الأمن السياسي، الملاصق لمبني تلفزيون وإذاعة عدن، وسط المدينة. من جهة أخري، كشف مسؤول دبلوماسي عربي رفيع عن أن وفد الحوثيين وصالح في مسقط رفضوا عددا من 'مصفوفة النقاط الحكومية ' التي نقلها إليهم المبعوث الدولي إلي اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وأوضح المسؤول لصحيفة ' الشرق الأوسط ' أن الحوثيين لا يمانعون تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، شريطة رفع العقوبات الدولية عن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والرئيس السابق صالح ونجله أحمد، القائد السابق للحرس الجمهوري. كما أشارت مصادر إلي أن الحوثيين طالبوا بشمول المقاومة الشعبية بفقرة حل الميليشيات التي كانت الحكومة اليمنية دعت إليها. من ناحية أخري ذكرت 'الشرق الأوسط' أن تحركات تجري علي الأرض لتغيير مسار الخطة العسكرية، وذلك من خلال إرسال إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في الأيام المقبلة لمحافظتي مأرب، وشبوة، تمهيدا للتحرك باتجاه صنعاء، وذلك تزامنا مع إعلان إقليم تهامة تأسيس ثلاثة ألوية عسكرية تحت إشراف مباشر للرئيس عبد ربه منصور. وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء '15' وقائد عملية تحرير عدن ل 'الشرق الأوسط ' إن القوة الموالية للشرعية وضعت استراتيجيتها للأيام القادمة وآلية تنفيذها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، موضحا أن هناك إمدادات عسكرية وصلت لعدد من الجبهات لدعمها في هذه المرحلة والتقدم بحسب الخطة العسكرية من محافظاتمأرب، ومحافظة شبوة، باتجاه صنعاء. وأضاف العميد الصبيحي، أن المقاومة الشعبية والقوة العسكرية الموالية للشرعية، تقوم بدور هام وبارز في تحرير المدن من قبضة الحوثيين، وتعمل علي تحرير أكبر مساحة خلال هذه الأيام مدعومة بطيران التحالف والإمدادات العسكرية، وأكثر ما يعيق التقدم العسكري زرع الألغام بشكل كبير في كل المدن. وعن القوة السعودية التي وصلت إلي عدن، قال العميد الصبيحي، إن القوة السعودية التي وصلت للعاصمة اليمنية، ستشارك في الجانب الأمني والدفاع الذاتي عن عدن والمديريات المحررة، وللحفاظ علي استقرار الأمن بجانب أفراد المقاومة الشعبية، إذ يعول علي دورها في الفترة المقبلة، خاصة وأن حفل شراكة أقيم اليوم في عدن، بين أطياف المقاومة الشعبية، وتم تحديد لجان ومجاميع علي أساس الجوانب الأمنية والإشرافية علي الطلبات وتوزيع المؤن علي المحافظات. من جهة أخري، كشف الشيخ سلطان العرادة محافظ مأرب، شرق صنعاء، عن قيام ضباط من فلول الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بتسريب أسلحة ثقيلة من مستودعاته لتنظيم القاعدة في بعض المناطق. وقال العرادة لصحيفة 'الشرق الأوسط ' إن هناك تحالفا من الداخل اليمني بين الرئيس السابق صالح وتنظيم القاعدة، للتمركز في مناطق معينة والسيطرة عليها والاستفادة منها، ورفض الانسحاب ومواجهة الدولة والشرعية، والسيطرة علي اليمن. وأشارت الصحيفة الي أن تنظيم القاعدة ينشط في المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وذكرت أن مسؤولا يمنيا حكوميا وصل الي المنطقة لقيادة مفاوضات بين الحكومة والمجلس الأهلي، الذي يدير المكلا، والقاعدة لاقناع عناصر التنظيم بمغادرة المدينة. وفي تصريحات لصحيفة 'عكاظ' كشف وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الإغاثة عبد الرقيب فتح عن تشكيل لجان للبدء بإعداد خارطة لإعادة إعمار المدن اليمنية، مؤكدا أن الحكومة اليمنية قررت تشكيل لجنة عليا للإغاثة في اليمن بهدف إعطاء أولوية وجدية للعمل الإغاثي ومعالجة الوضع الكارثي الذي نتج عن الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي والمخلوع ضد الشعب اليمني. وأوضح الوزير عبد الرقيب أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات للحكومة علي أكثر من جانب، متهما الحوثي بخلق الذعر والخوف لما بعد تحرير المدن من خلال زرع الألغام. وأكد أن هناك تعاونا منقطع النظير مع مركز الملك سلمان لإعادة الأمل للشعب اليمني وترميم وبناء ما دمرته ميليشيات الحوثي في مدينة عدن التي تحولت إلي مدينة أشباح بعد أن كانت مدينة سياحية، بالإضافة إلي بناء المدن الأخري.