الرئيس التركي 'رجب طيب أرودغان' الذي يحلو للبعض أن يطلق عليه 'قرد وغان.. نسبة إلي القرود'.. هذا 'القردوغان.. يتجرع هذه الأيام من كأس 'الإهارب' التي تخصص في دعمه، منذ سنوات عدة، شارك فيها، بالتآمر، والتحريض، واحتضان رموز الإرهاب، وتوجيههم ضد أوطانهم، والدول المستهدفة في خطة 'إسقاط البلدن العربية' وتدمير أوطانها. فعلي مدار الأسبوعين الماضيين، اشتعلت الأراضي التركية منتحت أقدام 'قردوغان' وراح العنف يضرب العديد من المدن، والمناطق التركية، حتي بدا المشهد أن 'تركيا' تحولت في فترة وجيزة إلي 'ساحة حرب' و'ميدان رماية' بعد أنخرجت الأوضاع من سيطرة 'القبضة الحديدية' وراحت تتحرك في كل الشوارع، والميادين رفضًا لسياسات، وممارسات، أحد أكبر داعمي الإرهاب في المنطقة. المشهد التركي الجديد، الذي فاجأ العالم، حفل بعدة أمور جوهرية.. فقد كانت أولي المفاجأت أن تخرج 'جماهير تركية غاضبة.. حاملة صور الرئيس 'عبد الفتاح السيسي'.. وهاتفه باسمه، وكأنه المخلص الأول لهم من هيمنة، وظلم، وجبروت قردوغان'. ورغم ذلك.. لكن فارقًا هائلاً بين الرئيس.. فقردوغان الذي يعشق 'أدوار البطولة'.. والإدعاءات الفارغة.. لا يكف عن التهجم 'ببنداءة' علي الرئيس السيسي، فيما رئيسنا 'المحترم' لم يعر هذا 'المخلوق' اهتمامًا، ولم يهبط أبدًا إلي مستوي الرد عليه، بل ولم يشر إليه من قريب أو بعيد، رغم أحاديث، وخطب الرئيس التركي المتكررة هذه الأيام بمناسبة تخريج دفعات الكليات الحربية، والأمنية. والأمر الآخر، أنه وبالرغم من ضراوة المواجهة الأمنية التركية للمتظاهرين، والمحتجين 'وبرغم تعريتهم للفتيات في بلد 'إسلامي'.. وانتهاكهم لحقوق الإنسان، والعصف بما يسمونه الديمقراطية، والحريات، تحت سمع وبصر العالم، خاصة، حين تجاوزت الاعتقالات العشوائية 'الثلاثمائة مواطن في اليوم الواحد' بالرغم من ذلك إلا أن ما يسمي بمنظمات حقوق الإنسان، وغيرها من المؤسسات الوهمية.. لم تعلن الاحتجاج، أو الرفض، كما تفعل مع 'مصر' حين تواجه الإرهابيين.. بالحسم، حفاظًا علي أمن واستقرار الوطن. هذه المفارقة في التعاطي مع الحدثين 'المصري'.. و'التركي' تكشف عن أمر بالغ الوضوح والصراحة، وهو أن 'النفاق العالمي'.. و'المعايير المزدوجة'.. لا تزال سيدة الموقف.. وأنا العالم الكاذب.. يتعامل مع 'السيسي' باعتباره قائد أمة حقيقيًا.. يسعي لاستقلال بلده، والحفاظ علي سيادته، فيما يتعامل مع 'قردوغان' علي أنه مجرد 'أداة'.. وعميل.. و'تابع' ينفذ إرادة أسياده، ويشاركهم مخططاتهم الشيطانية.. لكن ارادة الله فوق الجميع.. فقد 'انقلب السحر علي الساحر'.