الخميس القادم سيكون موعد المصريين مع فرحة كبري بإنجاز عظيم، يوم السادس من أغسطس هو يوم سيسطر فيه التاريخ بأحرف من نور، حدثا يضاف الي سجل إنجازات هذا الشعب البطل، وهو افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي ستمثل شريانا مهما لحركة الملاحة ورافدا للاقتصاد الوطني. المصريون الذين ضربوا مثلا في الإصرار والقدرة علي البناء هاهم ينجحون في الانتهاء من أعمال التكريك والحفر في عدة أشهر، وها هم يجهزون لحفل الافتتاح الذي دعيت له وفود دولية وشخصيات بارزة، هذا الحدث تكمن أهميته ليس فقط في كون القناة الجديدة إضافة مهمة لحركة الملاحة، وما يترتب عليها من زيادة الدخل القومي، ولكن لان هذا الحدث يعكس مدي قدرة مصر علي استعادة مكانتها وقدراتها أمام الرأي العام العالمي. عندما شرفت بزيارة موقع حفر قناة السويس الجديدة قبل شهرين، شعرت بالفخر بما رأيته من حجم انجاز في هذا المشروع العملاق، الذي امتد من الكيلو 60 إلي الكيلو95، وقتها قلت إنني لم أكن أتصور أن نري القناة الجديدة وقد أوشك العمل بها علي الانتهاء في هذه الفترة الزمنية الوجيزة، وكنت أتصور أننا سنسير علي الرمال لمشاهدة أعمال التكريك، ولكننا ابحرنا في مياة القناة الجديدة، يومها عدت وقد ملأني شعور بالفخر والاعزاز والاعتزاز بكل من بذل حبة عرق، وقلت هانحن نعيد بناء انفسنا ونقرر مصائرنا بأيدينا. ماشاهدته علي ارض الواقع لم يكن حلما بل كان حقيقة ماثلة أمام أعيننا، فمشروع القناة التي حكي لنا الفريق مهاب ماميش بداياته، يهدف إلي زيادة الدخل القومي وتقليل زمن العبور بالنسبة لقافلتي الشمال، بما يسهم في زيادة الطلب علي استخدام قناة السويس باعتبارها الاختيار الاول لخطوط الملاحة العالمية، وخلق آلاف من فرص العمل لابناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، وهو أمر بالغ الاهمية في ظل مايعانيه الشباب من بطالة. الحلم المصري يتحقق بسواعد ابنائها وبإرادة سياسية مخلصة، وعلي الرغم من كل حملات التشويه والتشكيك التي طالت المشروع العملاق، والصادرة من جهات لاتريد بمصر وشعبها خيرا، الا ان ذلك لايثني العزم، بل علي العكس يزيد الناس اصرارا علي التمسك بفرحتهم، تلك الفرحة التي تمسك بها المصريون علي مر العصور، والتي تمثل السر في تجاوزهم لكل الصعاب والمحن. الزغرودة الحلوة التي سترن في ميدان التحرير وقت افتتاح القناة، هي ترجمة صادقة لحال شعب يتمسك بالأمل، هذا الشعب الذي تبرهن نساؤه كل يوم علي أنهن عمود خيمة بيوتهن، وباعثات الامل في شرايين الوطن.. تحية لكل من بذل جهدا في انجاز مشروع حفر القناة الجديدة.. وتحية لكل من حب وطنه وأراد له خيرا..