الشخصيات التاريخية العظيمة التي خلدها التاريخ كانت كلها شخصيات تعمل لصالح الخير وإعمار الكون وتحقيق العدل والرخاء للبشرية، وقد عرفت الحضارة الفرعونية في مصر عبر أسراتها المتعاقبة كثيرًا من تلك الشخصيات عندما بقيت أعمالهم الرائدة مضيئة عبر الزمن لتراها الأمم وتنبهر بما فيها من قيمة وفن وإبداع, ومثل تلك الأعمال لكي ننجز نظائرها الآن فإنها ستتطلب منا مئات السنوات، وقد ذكر لنا القرآن الكريم الكثير من الشخصيات العظيمة التي صنعت المعجزات من أجل البشرية سواء كانوا أنبياء أو علماء أم ملوكًا وقادة أو حكماء، فلا يمكن أن ننسي علي سبيل المثال ذا القرنين وما قام به في رحلته العمرية القصيرة من أعمال، وغيرها من الشخصيات التي لن ينساها التاريخ عندما كانت أعمالهم تتشابه مع المعجزات وقصص الأبطال في الأساطير والحكايات، وقد عرفت مصر عبر تاريخها الكثير من الشخصيات العظيمة لا يتسع المجال لذكرهم الآن, وهؤلاء أسهموا في بناء مصر وعملوا علي نهضتها ودافعوا عن أمنها وصدُّوا عنها الأعداء وانتصروا عليهم في معارك خالدة سطرها لهم التاريخ وصولا إلي العصر الحديث وانطلاقا من محمد علي باشا ثم وصولًا لأبطال ثورة يوليو 1952 والإنجازات الخالدة التي حققتها الثورة لمصر والمصريين بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإنجازات العظيمة التي حققها في عهده القصير والمليء بالخطوات والمشاريع الجبارة الكثيرة التي سبق بها الزمن من أجل إعادة مصر سريعا للحاضرة العالمية وحضن الأمة العربية والأفريقية وبلاد العالم الحر ليأتي من بعده الرئيس السادات ليواصل ما بدأه ففي زمن قياسي استطاع هذا البطل أن يهزم العدو المتغطرس في ست ساعات متحديا الزمن ومحققا الذهول لدول العالم عندما هزم إسرائيل وحطم بارليف وعبر القناة وتوغل بجيشه البطل في أرض سيناء لتصبح معركة أكتوبر برغم جسارتها من أروع وأقصر المعارك في التاريخ ليصبح بذلك الانتصار بطلا الحرب والسلام انطلاقًا من هذا النصر العظيم الذي أعاد لمصر كرامتها وعزتها ومجد جيشها ورافعة هامة أمته العربية ليحقق الانفتاح مع كل بلاد العالم ويعيد القناة للملاحة ويطور الجيش ويبني المدن لولا مكر الماكرين وغدر الغادرين، ولتخرج لنا مصر الكنانة من أبنائها من بعده بسنين بطلًا واعدًا جمع في شخصه الكثير من الشخصيات العظيمة فهاهو ذو القرنين وعرابي وعبد الناصر والسادات وغيرهم من أبطال الفراعنة إنه الرئيس السيسي البطل الذي جاء من نبت وأحضان ثورة الثلاثين من يونية ليحمل الرسالة ويقدر الأمانة لأنه كان يشعر أن مصر قد تأخرت طويلًا عن الركب مما جعله ومنذ استلامه السلطة وخلال هذا الزمن القليل يسابق الريح ويسابق الزمن انطلاقا من الحب والمسؤولية ولشعوره بمرارة أن بلده الغالي يستحق الكثير ولا يستحق ما فعله الخونة به, ولهذا فقد جاء بطلا ورئيسا يؤمن بالإنجازات والمعجزات وبقيمة الوقت وقيمة العمل والجهد فراح ومن خلال عمله وأحاديثه يشرك جميع المصريين في بناء بلدهم, وشدد علي نشر تلك القيم من خلال أفعال وإنجازات وعد بها علي مرأي من العالم وها نحن نري بشائرها الآن، فها هي مصر تعود إلي أمتها العربية وها هي مصر تخوض حربًا ضروس علي الإرهاب بعد إحباطها لمشروع التنظيم الإرهابي الدولي، وها هي مصر تعود إلي حاضرتها الأفريقية والعالمية من خلال زيارات الرئيس إلي المحافل الدولية التي لا تتوقف، وها هو الرئيس السيسي يعمل علي تسليح الجيش من أجل حفظ أمن مصر والأمة العربية والعالم، وها هو يطبق قيمه وقيم المؤسسة العسكرية والقيم الدينية والاجتماعية لِتُفَعَّلَ في كل المؤسسات المصرية من أجل الإنجاز والعمل ووقف الفساد، فمن توشكي إلي إصلاح الطرق والمواصلات وإعادة الاستثمار وفتح المصانع وغيرها من الإصلاحات والخدمات التي تعمل من أجل الفقراء وتحسين مستوي المعيشة إلي تحديه وعلاجه للأزمات الخانقة التي كانت تؤرق حياة المصريين وصولا إلي تحديه للزمن وبخاصة في تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة في الموعد المقرر ليعلن التحدي وليثبت للجميع أن مصر برجالها وجيشها وقائدها أنها ستظل عبر التاريخ بلد المعجزات، فلماذا لا نقول الآن: إن الرئيس السيسي هو الرجل الذي سبق الزمن؟!